شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
دَوْرَةُ الأَيَّامِ!!
يا دروةَ الأيامِ.. إني متعبُ!
أَجترُّ آلامي.. فَأَيْنَ المَهْرَبُ؟
أأعيشُ في دنيا كئودٌ لفحها
تجتاحني.. بعواصفٍ.. تتقلبُ!
وأهيمُ لا أدري مساراً هادياً
فَبِشاطِىءِ الإعْتَامٍْ ضَلَّ المَرْكَبُ
ما بالها أمست خثاراً لاهثاً؟
في زحمةِِ الأوْكاسِ فهي تَغرُّبُ
هل مَّسها جَفْوٌ فصارتْ دميةً؟
لا حسَّ فيها ـ للمشاعرِ يُسكبُ؟
أم أنَّها باتتْ خيالاً ماحِلاً
لا يُرْتَجَى منها فوَاحٌ طيِّبُ؟
أَفَلَتْ فما ذكرى لوصلٍ غابرٍ
كان الصَّفَا فيه.. وكان المَطْلَبُ
ما بالها جرداءَ لا نبضٌ بها
عشيتْ رؤاها ظلمةٌ.. تتغَلَّبُ
هي دورةُ الأَيَّام تصفو ساعةً
فَتَرَى كَأنَّكَ خالدٌ لا تَذْهَبُ
فإذا رعتكَ بظلِّها وصفائها
أولتك غَدْراً ماكراً يَتَشَعَّبُ
تولي جهولَ القومِ شَأْناً زَائِفاً
وتحطُّ مِنْ قَدْرِ الذَّكيِّ وتَلْعَبُ
هَلْ دامتِ الأيامُ إلاَّ للذي
أَرْخى العَنَانَ تواطُؤاً ـ يَتَقَرَّبُ؟
وانْدَسَّ بينَ شِعَابها نهبَ الغَوَى
يَقْتَاتُ من شَهَوَاتِها ويُكَبْكَبُ!
يا دورةَ الأيامِ حسبكِ أَنْ تَرَيْ
عزمَ الأَبيِّ سجيةً لا تُغْلَبُ
ما غَرَّهُ يوماً رفاهُ معيشةٍ
كلا ولا وهجٌ لمجدٍ يوُهَبُ
فالحقُّ ذو صوتٍ يَشِفُّ طَلاَوَةً
لا يُلْجَمَنَّ بِسَطْوَةٍ أَوْ يُرْهَبَ
هَلْ تَحْجُبَنَّ الشَّمْسُ في رَأْدِ الضُّحَى
ضَوْءاً يَعُمُّ الكوْنَ لا يَتَسَرَّبُ؟
فَبِدَايَةُ الإنْسَانِ حُبٌ طَاهِرٌ
يَأْبَى هَوَانَ النَّفْسِ لا يَتَنَكَّبُ
لا يَرْتضي ذُلاَّ ولا وَطْأً إذا
رَكِبَ المَطيَّةَ جَاهِلٌ يَتَكَسَّبُ
فَتَرَاهُ عَفًّا ذا صَيَالٍ شَامِخاً
كالنَّجْمِ يَزْهو سَاطِعاً لا يُحْجَبُ
يَنْأَى عن السَّقْطِ الرَّخيصِ ويَجْتني
فَيْضَ الإبَاءِ فَدَفْقُهُ لا يَنْضبُ
مُسْتَمْسِكاً بالدِّينِ إِنْ جَلَّ الأسى
فَيَقِينُهُ أَمْضى سِلاَحاً يَضْرِبُ
في مُقْلَتَيْهِ بَسَامةٌ وَهَشَاشَةٌ
لا تُنْزَعَنَّ بِطَارقَاتٍ تُعْطِبُ
يطفو على الإِذْلالِ مَوْجاً ثائراً
مُسْتَعْلياً في الكوْنِ لا يَتَذَبْذَبُ
يُفضي إلى اللَّيلِ الكَليمِ إذا دَجَى
أَلماً يَعَجُّ ـ بَخَافِقَيْه ـ ويُلْهِبُ
فتزيدهُ الأَيَّامُ طَحْناً قَاسِياً
لكَنَّهُ صَعْبُ المِرَاسِ مُجَرِّبُ
عَزَمَاتُهُ أَقْوى من الوَخْزِ الذي
في مُقْلَتَيْهِ كَمَا سِهِامٌ تَنْشِبُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :622  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 24 من 105
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.