شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ما جاء في تعظيم الصيد في الحرم
حدّثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي حدثنا سفيان قال: رأيت صدقة بن يسار جعل لحمام مكة حوضاً مصهرجاً ويصب لهن فيه الماء، وبه حدثنا سفيان عن هشام بن حجير قال: دخلنا على الحسن بن أبي الحسن مع عمرو بن دينار في دار عمر بن عبد العزيز فرأيته يأخذ الحنطة بيده فينثرها للحمام - يعني حمام مكة - قال هشام: ولو أطعمه مسكيناً لكان أفضل.
حدّثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي عن محمد بن إدريس عن محمد بن عمر بن عبد الله ابن نافع عن أبيه قال: كان ابن عمر يغشاه الحمام على رحله وطعامه وثيابه ما يطرده، وكان ابن عباس يرخص أن يكشكش، حدّثنا أبو الوليد كتب إلى عبد الله بن أبي غسان رجل من رواة العلم من ساكني صنعاء وحمل الكتاب رجل ممن أثق به وأملاه بمحضره يقول في كتابه: حدثنا محمد بن يزيد بن خنيس عن عبد العزيز بن أبي رواد أن قوماً انتهوا إلى ذي طوى ونزلوا بها فإذا ظبي قد دنا منهم فاخذ رجل منهم بقايمة من قوايمه فقال له أصحابه: ويحك أرسله قال فجعل يضحك ويأبا أن يرسله فبعر الظبي وبال ثم أرسله، فناموا في القايلة فانتبه بعضهم فإذا بحية منطوية على بطن الرجل الذي أخذ الظبي، فقال له أصحابه: ويحك لا تتحرك وانظر ما على بطنك فلم تنزل الحية عنه حتى كان منه من الحدث مثل ما كان من الظبي، حدّثنا أبو الوليد قال: حدثنا أبو بكر بن محمد بن يزيد بن خنيس عن أبيه بهذا الحديث كله، حدّثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي حدثنا سليم بن مسلم عن عثمان بن الأسود عن مجاهد قال: دخل قوم مكة تجاراً من الشام في الجاهلية بعد قصي بن كلاب فنزلوا بذي طوى (1) تحت سمرات يستظلون بها فاختبزوا ملة لهم ولم يكن معهم أدم فقام رجل منهم إلى قوسه فوضع عليها سهماً ثم رمى به ظبية من ظباء الحرم وهي حولهم ترعى (2) فقاموا إليها فسلخوها (3) وطبخوا لحمها ليأتدموا به، فبينما قدرهم على النار تغلي بلحمة وبعضهم يشتوي إذ خرجت من تحت القدر عنق من النار عظيمة فأحرقت القوم جميعاً ولم تحرق ثيابهم ولا أمتعتهم ولا السمرات اللاتي كانوا تحتها، فلما كان من شأن الغلام التيمي ما كان من هتكه أستار (4) الكعبة قال في ذلك عبد شمس بن عبد مناف شعراً: وهو يذكرهم الظبي وما أصاب أصحابه ويخوف قريشاً النقم، وكان من حديث الغلام التيمي أنه أقبل ذات يوم حتى دخل المسجد وقريش في أنديتهم فضرب بيده إلى ناحية من أستار الكعبة فهتك بعضها ثم خرج يسعى وقريش تنظر إليه ولم يقم إليه أحد فوثب إليه عبد شمس يسعى في اثره حتى أدركه فأخذه ثم نادى بأعلى صوته يا آل قصي، يا آل عبد مناف فهطع (5) إليه الناس فقال: هل رأيتم ما صنع هذا الغلام؟ قالوا: نعم، قال: فاقسم برب الكعبة لتعظمن حرمتها، ولتكفن سفهاءكم عن انتهاك حرمتها، أو لينزلن بكم ما نزل بمن كان قبلكم، فقال له أخوه هاشم بن عبد مناف: ليس لك بضربه حاجة ولكن انظر فإن كان قد بلغ فاقطع يده فنظروا إليه فإذا هو لم يبلغ فأمر به فضرب ضرباً شديداً فقال في ذلك عبد شمس بن عبد مناف:
يا رحالات قريش بلد (6)
من يرد فيه ملدات الظلم
يقرع السن وشيكاً (7) نادماً
حين لا ينفع عذر من ظلم
طهروا الأثواب لا تلتحقوا (8)
دون (9) بر اللَّه عذراً ينتقم
ثم قوموا عصباً (10) من دونه
بوفاء الآل (11) في الشهر الأصم
قبلها ألحد فيه ملحد
قتلاً (12) قاد بن عاد بن أرم
هل سمعتم بقبيل (13) عرب
عطبوا أو بقبيل (14) من عجم
هلكوا في ظبية يتبعها
شادن أحوى له طرف احم
فرماه بصهار (15) ريشه
وشوى من لحمه ثم يشم
فرماه بشهاب ثاقب
مثل ما أوقد في (16) الريح الضرم
 
طباعة

تعليق

 القراءات :561  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 186 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.