شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

الرئيسية > كتاب الاثنينية > أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار > الجزء الأول > الصلاة في الكعبة وأين صلى النبي صلى الله عليه وسلم منها
 
الصلاة في الكعبة وأين صلى النبي صلى الله عليه وسلم منها
حدّثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن أيوب السختياني عن نافع عن عبد الله بن عمر قال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح على ناقة لأسامة بن زيد حتى أناخ بفناء الكعبة ثم دعا بعثمان بن طلحة فقال: ائتني بالمفتاح فذهب عثمان إلى أمه فأبت أن تعطيه إياه فقال: (1) والله لتعطينه أو ليخرجن هذا السيف من صلبي أو ظهري قال: فأعطته إياه، فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدفعه إليه ففتح الباب فدخله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسامة بن زيد، وبلال، وعثمان بن طلحة فأجافوا (2) عليهم الباب ملياً ثم فتح الباب وكنت فتى قوياً فبدرت فزحمت الناس فكنت أول من دخل الكعبة فرأيت بلالاً عند الباب فقلت له: أي بلال أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بين العمودين المقدمين وكانت الكعبة على ستة أعمدة قال ابن عمر: فنسيت أسأله كم صلى صلى الله عليه وسلم.
وحدّثني جدي قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن (3) عن موسى بن عقبة عن نافع قال: كان عبد الله بن عمر إذا دخل الكعبة مشى قبل وجهه حين يدخل وجعل الباب قبل ظهره فمشى حتى يكون بينه وبين الجدار (4) الذي قبل وجهه حين تدخل قريباً من ثلاثة (5) أذرع فصلى وهو يتوخى (6) المكان الذي أخبره بلال أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيه وليس على أحد بأس أن يصلي في أي جوانب البيت شاء.
وحدّثني جدي وإبراهيم بن محمد الشافعي عن مسلم بن خالد عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن عطاء بن أبي رباح والحسن بن أبي الحسن البصري وطاووس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل يوم الفتح البيت فصلى فيه ركعتين ثم خرج وقد لبط بالناس حول الكعبة.
وحدّثني جدي عن مسلم بن خالد عن جعفر بن محمد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في الكعبة بين العمودين، وحدّثني جدي ويوسف بن محمد بن إبراهيم العطار - يزيد أحدهما على صاحبه في اللفظ والمعنى واحد - قالا حدثنا عبد الله بن زرارة بن مصعب بن شيبة بن جبير بن شيبة بن عثمان عن أبيه عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة عن أخيه شيبة بن جبير بن شيبة بن عثمان (7) قال: حج معاوية ابن أبي سفيان وهو خليفة فاشترى دار الندوة من أبي الرهين (8) العبدري بمائة ألف درهم فجاء شيبة بن عثمان فقال له: إن لي فيها (9) حقاً وقد أخذتها بالشفعة، فقال له معاوية: (10) فاحضر المال قال: اروح به إليك العشية وكان ذلك بعدما صدر الناس عن الحج وقد كان معاوية تهيأ للخروج إلى الشام فصلى معاوية بالناس العصر ثم دخل الطواف فطاف بالبيت سبعاً وصلى خلف المقام ركعتين ثم انصرف فدخل دار الندوة فقام إليه شيبة حين أراد أن يدخل الدار فقال: يا أمير المؤمنين قد أحضرت المال قال: فاثبت حتى يأتيك رأي فأجيف (11) الباب، وأرخي الستر، وركب معاوية من الدار دؤابة وخرج من الباب الآخر ومضى معاوية إلى المدينة، فلم يزل شيبة جالس بالباب حتى جاء المؤذن فسلم وأذنه بصلاة المغرب فخرج والي مكة عبد الله بن خالد بن أسيد فقام إليه شيبة فقال: أين (12) أمير المؤمنين؟ قال: قد راح إلى الشام، قال شيبة: والله لا أكلمه (13) أبداً فلما حج معاوية حجته الثانية بعث إلى شيبة أن يفتح له الكعبة حتى يدخلها ويصلي فيها، قال شيبة ابن جبير بن شيبة: فأرسلني جدي بالمفتاح وأنا غلام حدث وأبي شيبة بن عثمان أن يفتح له الباب (14) ولم يأته ولم يسلم عليه قال شيبة بن جبير: فلما رآني معاوية استصغرني وقال: من أنت يا حبيب قال: قلت أنا شيبة بن جبير فقال: لا بأس يا بن أخي غضب أبو عثمان، شيبة مكان شيبة ففتحت له الكعبة فلما دخل أجفت عليه الباب ولم يدخل معه الكعبة إلا حاجبه أبو يوسف الحميري فبينا معاوية يدعو في البيت ويصلي إذا بحلقة باب الكعبة تحرك تحريكاً ضعيفاً فقال لي: يا شيبة انظر هذا عثمان بن محمد ابن أبي سفيان فإن كان إياه فأدخله ففتحت الباب فإذا هو هو فأدخلته ثم حركت الحلقة (15) تحريكاً هو أشد من الأول فقال: انظر هذا الوليد بن عتبة بن أبي سفيان فإن كان إياه فأدخله ففتحت فإذا هو هو فأدخلته ثم قال: لأبي (16) يوسف الحميري انظر عبد الله بن عمر فإني رأيته آنفاً خلف المقام حتى أسأله أين صلى النبي صلى الله عليه وسلم من الكعبة؟ فقام أبو يوسف الحميري فجاء بعبد الله بن عمر فقال له معاوية: يا با عبد الرحمن أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام دخلها؟ قال: بين العمودين المقدمين اجعل بينك وبين الجدر ذراعين أو ثلاثاً فبينا نحن كذلك إذ رج الباب رجاً شديداً وحركت الحلقة تحريكاً أشد من الأولى (17) فقال معاوية: انظر هذا عبد الله بن الزبير فإن كان إياه فأدخله فنظرت فإذا هو هو فأدخلته فأقبل على معاوية وهو مغضب فقال: أيها يا بن أبي سفيان ترسل إلى عبد الله بن عمر تسأله عن شيء أنا أعلم به منك ومنه حسداً لي ونفاسة علي فقال له معاوية: على رسلك يا با بكر فإنما نرضاك لبعض دنيانا فصلى معه وخرج وخرجت معه فدخل زمزم فنزع منها دلواً (18) فشرب منه وصب باقيه على رأسه وثيابه ثم خرج فمر بعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه خلف المقام في حلقة (19) فنظر إليه محدقاً فقال له عبد الرحمن: ما نظرك إلي؟ فوالله لأبي خير من أبيك ولأمي خير من أمك (20) ولأنا خير منك فلم يجبه بشيء ومضى حتى دخل دار الندوة، فلما جلس في مجلسه قال عجلوا علي بعبد الرحمن ابن أبي بكر (21) فقد رأيته خلف المقام قال: فأدخل عليه فقال: مرحباً يابن الشيخ الصالح قد علمت أن الذي خرج منك آنفاً لجفائنا بك وذلك لنأي دارنا عن دارك فارفع حوائجك فقال: (22) على من الدين كذا، واحتاج إلى كذا، وأجر إلى كذا، واقطعني كذا، فقال معاوية: قد قضيت جميع حوائجك (23) قال: وصلتك حم (24) يا أمير المؤمنين إن كنت لأبرنا (25) بنا وأوصلنا لنا، حدّثني (26) أحمد بن ميسرة المكي قال حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز ابن أبي رواد عن أبيه قال: حدثني نافع أن ابن عمر أخبره (27) أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة فجاء مسرعاً لينظر كيف يصنع النبي صلى الله عليه وسلم قال: فجاء وعلى الباب زحام شديد فزاحم الناس حتى دخل قال: وكان يومئذ شاباً قوياً فلما دخل لقي النبي صلى الله عليه وسلم خارجاً قال: فسأل بلالاً وكان خلف النبي صلى الله عليه وسلم: أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأشار له بلال إلى السارية الثانية عند الباب قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يمينها تقدم عنها شيئاً، حدّثني أحمد بن ميسرة عن عبد المجيد بن عبد العزيز عن أبيه قال: بلغني أن الفضل ابن العباس رضوان الله عليهما دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ فقال: لم أره صلى فيها، فقال أبي: وذلك فيما بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم استعانه لحاجة فجاء وقد صلى ولم يره، قال عبد المجيد: قال أبي: وذلك أنه بعثه فجاء بذنوب من ماء زمزم ليطمس به الصور التي في الكعبة فصلى خلافه (28) فلذلك لم يره صلى.
وحدّثني جدي ومحمد بن يحيى ومحمد بن سلمة عن مالك بن أنس عن نافع عن عبد الله ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة هو وأسامة بن زيد وبلال وعثمان بن طلحة فأغلقها عليه (29) فمكث فيها، قال (30) عبد الله بن عمر: سألت بلالاً ماذا صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: جعل عموداً عن يساره، وعمودين عن يمينه، وثلاثة أعمدة من وراءه وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة ثم صلى، وحدّثني جدي (31) عن مسلم بن خالد عن جعفر بن محمد عن أبيه أنه رأى على ابن حسين يصلي في الكعبة، وحدّثني جدي حدثنا مسلم بن خالد الزنجي قال: رأيت صدقة بن يسار يدخل البيت كلما فتح فقلت له: ما أكثر دخولك البيت يا با عبد الله! قال: والله أني لأجد في نفسي أن أراه مفتوحاً ثم لأصلي فيه، حدّثني جدي قال: أخبرنا مسلم بن خالد الزنجي عن موسى بن عقبة قال: طفت مع سالم بن عبد الله بن عمر خمسة أسبع كلما طفنا سبعاً دخلنا الكعبة فصلينا فيها ركعتين.
وحدّثني جدي قال: حدّثنا داود بن عبد الرحمن العطار عن ابن جريج عن نافع قال: كان ابن عمر إذا قدم مكة حاجاً أو معتمراً فوجد البيت مفتوحاً لم يبدأ بشيء أول من أن يدخله.
حدّثني جدي قال: حدثنا سفيان عن مسعر عن سماك الحنفي قال: سألت ابن عمر عن الصلاة في الكعبة فقال: صلي فيها فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلي فيها وستأتي آخر فينهاك فلا تطعه - يعني ابن عباس - فأتيت ابن عباس فسألته فقال: أيتم به كله ولا تجعلن شيئاً منه خلفك (32) وستأتي (33) آخر فيأمرك (34) به فلا تطعه - يعني ابن عمر - (35) ، حدّثني جدي قال: حدثنا ابن عيينة عن مسعر عن سماك الحنفي قال: سمعت ابن عباس يقول: ليس من أمر حجك دخولك البيت قال: وحدثني جدي قال: سمعت سفيان يقول: سمعت غير واحد من أهل العلم يذكرون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما دخل الكعبة مرة واحدة عام الفتح ثم حج (36) فلم يدخلها، قال: وحدّثني جدي قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن قال أوصاني عبد الكريم بن أبي المخارق أن (37) لا أخرج من منزلي يوم الجمعة حتى أصلي ركعتين ولا أدخل الكعبة حتى أغتسل، وحدّثني جدي قال حدثنا سالم بن سالم البلخي قال: حدثنا ابن جريج أن عطاء جاء يوماً وقد فاتته الظهر مع الإمام فدخل الكعبة وصلى (38) في جوفها*
 
طباعة

تعليق

 القراءات :672  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 58 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الخامس - حياتي مع الجوع والحب والحرب: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج