حدّثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي عن محمد بن إدريس عن محمد بن عمر الواقدي قال: أخبرني عبد الله بن يزيد عن سعيد بن عمرو الهذلي قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بث السرايا فبعث خالد بن الوليد إلى العزى وبعث إلى ذي الكفين (2) صنم عمرو بن حممة الطفيل بن عمرو الدوسي فجعل يحرقه بالنار ويقول:
وبعث سعيد بن عبيد الأشهلي إلى مناة بالمشلل فهدمها. وبعث عمرو بن العاصي إلى سواع (4) صنم هذيل فهدمه وكان عمرو يقول: انتهيت إليه وعنده السادن فقال: ما تريد؟ قلت: هدم سواع قال ومالك وله؟ قلت: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لا تقدر على هدمه، قلت: لم؟ قال: يمتنع قال عمرو: حتى الآن أنت في الباطل (5) ويحك! وهل يسمع (6) ويبصر؟ قال عمرو: فدنوت منه فكسرته وأمرت أصحابي فهدموا بيت خزانته ولم يجدوا فيه (7) شيئاً ثم قلت للسادن: كيف رأيت؟ قال: أسلمت لله تعالى.
ذكر الكلبي روايتين عن الموضع الذي كان فيه سواع، فقال مرة برهاط من أرض ينبع، وآخر برهاط من بطن نخلة، وتابعه الألوسي وياقوت في ذلك، والرواية الثانية أقرب إلى الحقيقة من الأولى، فإن قبائل هذيل وبني لحيان تقيم في ضواحي مكة. ورهاط هو واد كبير يقع في شرقي وادي فاطمة (من الظهران) وفي غربيه قرية الحديبية، ويقال لوادي رهاط وادي غران أيضاً كما ذكر ياقوت نقلاً عن عرام. وفي وادي رهاط خمسة عشر عيناً تجري فيه وهو خصب التربة، وفيه نخيل كثير.