شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
جزاء الصبَّر
صلاح: يتعرض الإسلام اليوم لموجات عاتية من الشرك والإلحاد ومعارك ضارية من الصليبيين والصهيونيين لا أغالي إذا قلت إنها أشد المعارك التي ابتلى بها الإسلام ضراوة وقسوة..
عصام: صدقت يا صلاح فقد تكالبت قوى الشر والبغي وعقدت الخناصر على الكيد للإسلام وأهله ولكن..
صلاح: ولكن ماذا يا عصام..
عصام: أعندك شك أن الله سبحانه وتعالى ناصر دينه ومعز كلمته وخاذل أعدائه فهو يقول وهو اصدق القائلين: بسم الله الرحمن الرحيم، إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ. يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ صدق الله العظيم (غافر: آية 51 - 52).
صلاح: صدق الله العظيم.. نعم.. فالإسلام والحمد لله يصارع أهل الديانات الباطلة والمذاهب الضالة المضللة وهو كالطود الشامخ لم ينالوا منه شيئاً بالرغم من تعاقب معاركهم وتلاحقها وتعنتها في أساليب خداعها ومكرها…
عصام: بلى.. بلى.. ولكنهذه المعارك المتأججة بين الإسلام وأعدائه تحتاج إلى جند يبذلون في سبيله الأرواح والمهج والنفس والنفيس…
صلاح: وجنود الإسلام اليوم هم الدعاة وهم مدعوون لمتابعة طريقهم الذي اختاروه في سبيل نشر الإسلام وتبليغ رسالته..
عصام: ونحن بأمس الحاجة إلى الدعوة للإسلام ليس بين غير المسلمين لا ولا الذين ما يزالون للإسلام وتمتلىء صدورهم حقداً عليه بل بين أبناء أمتنا.. الذين غرتهم الأفكار الملحدة فضلَّلتهم ببريقها وخداعها وغشها…
صلاح: أجل.. أجل فالسلامة يا عصام لم تنتشر مع الأسف بين أبناء أمتنا كما انتشرت اليوم..
عصام: إنها الإرساليات التبشيرية والحملات الإلحادية المزودة بأحدث أساليب الدعاية العصرية وأفتك فنون الفتنة والإغراء.. فتنساب حلاتها في دفقات ظاهرها الرحمة وباطنها الآثم والعدوان..
صلاح: وبث الفرقة في صفوف أبناء هذه الأمة وتفتيت أخوتكم وتشكيكهم في عقيدتهم في تكتيك الدروس وتنظيم وتخطيط…
عصام: ومن الأسف أن بعض أبناء هذه الأمة يقفون من هذا الغزو المركز موقف المتفرج كان الأمر لا يعنيهم في كثير أو قليل..
صلاح: بل وبعضهم يفتح أبواب بلاده على مصراعيها لهذا الغزو الذي يجيئهم في شكل مساعدات اقتصادية إنمائية وثقافية..
عصام: على كل حال يا صلاح لقد تنبهت الأمة الإسلامية لهذا الخطر وبدأت في مكافحته والحد من تغلغله وانسيابه…
صلاح: وفي رأيي أن أبناء الأمة الإسلامية لا أقول علماؤهم ومشايخهم بل مهندسوهم وأطباؤهم وصناعهم وزراعهم مدعوون للانخراط في جيش الدعوة الإسلامية كل ضمن نطاقه ومجاله…
عصام: صدقت.. فقد استشهد من قبلنا أعلام وأعلام في سبيل نشر الإسلام كلَّما هوى منهم في طريق الدعوة الخير توالي من بعده أعلام لم تزدهم النكبات إلا صدق عزيمة وشدة مراس…
صلاح: ورحلتنا في سبيل الله إلى أين يا عصام في هذا العام؟
عصام: إلى إفريقية حيث التبشير الصليبي على أشده وعنفوانه..
صلاح: إذن فإلى إفريقية..
عصام: وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ (سورة الطلاق آية 3).
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة تختلط بزئير الحيوانات للكاسرة في الأدغال الإفريقية نسمع بعدها صوت حوبائي يقول):
حوبائي: أبونا.. أبونا بطرس…
بطرس: ما وراءك يا حوبائي.. ما بك تلهث.. قل.. تكلم..
حوبائي: شوهد مبلغان مسلمان في بلدتنا هذه..
بطرس: كيف عرفت أنهما مبلغان…
حوبائي: كانا يسألان عن زعيم المسلمين في هذه البلدة…
بطرس: لعلّهما من التجار المسلمين الذين يفدون عادة للتسوق من افريقية..
حوبائي: لقد سمعتهما أختي (دورا) وهما يسألان: هل للمسلمين في هذه المدينة مسجد وكم عددهم؟
بطرس: إذا صدقت أختك (دورا) فهما مبلغان مسلمان.. لقد وفد الخطر علينا…
حوبائي: كيف يا جناب القس وهما مبلغان اثنان فقط لا غير…
بطرس: نعم اثنان ولكن كل واحد بألف…
حوبائي: عجباً أيها القس هل المبلغون المسلمون مخيفون إلى هذا الحد؟
بطرس: الخوف ليس من المبلغين يا حوبائي بل من الدين الذي جاءا يبشران به…
حوبائي: كلامك يحيرني يا أبونا.. قل كيف.. وأين يكمن الخوف…
بطرس: الإسلام دين يمتاز بالسماحة والبساطة.. دين يشجب التفرق العنصرية دين لا فرق فيه بين جنس وجنس ولا تمييز بين أبيض وأسود وأحمر لا غرق بين أميرهم وحقيرهم وغنيهم وفقيرهم…
حوبائي: كلام جميل وبعد يا جناب القس…
بطرس: الإسلام دين يدعو للمساواة فالمسلمون كأسنان المشط.. وإلى الأخوة فالمؤمنون أخوة ولا فضل لعربي على عجمي ولا ابيض على أسود إلا بالتقوى..
حوبائي: شيء عظيم.. عظيم جداً..
بطرس: دين يحض على البر والإحسان والأخلاق الفاضلة…
حوبائي: أحقاً ما تقوله أيها الأب المحترم أم أنت تسخر مني…
بطرس: لا يا بني إنه دين يدعو إلى رب واحد لا شريك له ونبي واحد لا نبي بعده، وكتاب يسمونه ((القرآن)) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (سورة فصلت آية: 42).
حوبائي: وبعد يا أبانا حديثك شيق.. هات.. زدني…
بطرس: دين أشار إلى الدنيا والآخرة فأعد الجنة للمتقين والأبرار وجنهم للكافرين والمشركين والأشرار…
حوبائي: شيء مذهل يا جناب القس ما كنت أتصور أنك ملم بدين المسلمين بهذا الشكل وإني أجزم يقيناً أن المبلغين المسلمين اللذين وفدا إلى بلدنا اليوم لا يعرفان معشار ما تعرفه أنت من دينهم… لكأني بك تدعونا إلى اعتناقه…
بطرس: هل يعقل يا حوبائي أن أدعوك لاعتناق الإسلام وأنا الذي نذرت نفسي منذ ثلاثين سنة لمحاربة الإسلام وأمة الإسلام…
حوبائي: أرجو عفوك يا أبي فقد تراءى لي وأنت تشرح فضائل الإسلام أنك اعتنقته وأنك تدعونا إلى الدخول فيه…
بطرس: وبعد هذا الصراع الطويل ضد ملة الإسلام.. أيعقل أن ألقي سلاحي كلا… لن يكون ذلك وفيَّ عرق ينبض…
حوبائي: ولكن…
بطرس: ولكن ماذا يا حوبائي..
حوبائي: ما دام الإسلام بهذه المزايا وهذه الفضائل وهذا التسامي الذي ذكرت فإنني أخشى..
بطرس: تخشى ماذا؟
حوبائي: أن ينهار ما بنيته بالحرق والدموع والدم طوال الثلاثين عاماً…
بطرس: مخاوفك في محلها يا حوبائي.. فقد تلمست قوة هذا الدين حين دخلت في صراع معه في بعض الأماكن حيث يوجد دعاته فكان النصر لهم علينا…
حوبائي: إذن ما العمل.. ما العمل…
بطرس: المرأة.. فتش عن المرأة هكذا يقول المثل الفرنسي..
حوبائي: ما دخل المرأة في معركتنا ضد الإسلام وأهله…
بطرس: يجب أن تدخل في روع المرأة الإفريقية أن الإسلام غمطها حقها بالنسبة للرجل وأن المساواة بينهما تكاد تكون معدومة… كما يجب أن نلمح إلى تعدد الزوجات وغيرها من أمور تحط من قدر الإسلام..
حوبائي: هذا الدين يا جناب القس الذي شرحت بإسهاب فضائله ومزاياه هل يعقل ألا يساوي بين المرأة والرجل ثم تعدد الزوجات عادة منتشرة عندنا في إفريقية قبل أن نسمع بالإسلام..
بطرس: المعلومات التي شرحتها لك عن الإسلام وائتمنتك عليها لا يعرفها السواد الأعظم من الناس هنا وما دمت أتخذتك صديقاً فيجب أن تقف معي في وجه الخطر الذي يتهدد النصرانية في هذه المدينة…
حوبائي: يشرفني أن أكون صديقك يا جناب القس وأعدك بأني سأكون يدك اليمنى في الفصل ضد الإسلام وأهله..
بطرس: باركك الرب يسوع…
حوبائي: ما هي الخطة يا أبونا…
بطرس: أختك (دورا) من أنشط بنات يسوع…
حوبائي: و (ماريا) أنسيتها يا جناب القس…
بطرس: كدت أنساها في زحمة البلاء الذي نزل بنا أن (ماريا) لا تقل نشاطاً وحماساً في التبشير بالمسيحية (دورا) فليتعاونا معاً.. وأرى..
حوبائي: ترى ماذا؟
بطرس: أرى أن تحضرهما إلي وأنت معهما لنتدارس خطة العمل فاسرع إليهما فالخطر قد أحدق بنا وأصبح يتهددنا…
حوبائي: حسناً.. سافعل.. إلى اللقاء…
بطرس: إلى اللقاء…
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت صلاح يقول):
صلاح: كيف رأيت هذه المدينة يا عصام…
عصام: إنها جميلة ومنظمة على أحدث طراز…
صلاح: أترى جمال الدعوة للإسلام فيها سكن..
عصام: لم لا يا صلاح فالمسلمون على قلتهم فيها أكثر نشاطاً من النصارى ومن الوثنيين…
صلاح: ولكن النصرانية فيها كما يظهر قوته ولا أدلة على ذلك من كثرة الكنائس والمدارس والمستشفيات بينما لا يوجد للمسلمين مسجد واحد فيها.. إن مهمتنا يا أخي كما يبدو سوف تكون شاقة…
عصام: لقد نذرنا أنفسنا للدعوة إلى الله وعلينا أن نتحمل الشدائد على أنواعها…
صلاح: هذا صحيح ولكني أرى أن نتدارس الأمر مع (جمعانو) زعيم المسلمين هنا ونرسم وإياه خطة العمل…
عصام: رأي سديد.. وابن الحلال عند ذكره يبان.. هذا (جمعانو) في طريقه إلينا…
صلاح: لقد جاء في الوقت المناسب…
(يدخل جمعانو وهو يقول):
جمعانو: السلام عليكما…
عصام: وعليك السلام يا جمعانو..
جمعانو: أرجو أن تكونا قد أخذتما قسطاً وافراً من الراحة بعد التجوال الطويل الذي قمنا به في أنحاء المدينة..
صلاح: لقد نعمنا والحمد لله بقسط كبير من الراحة.. وأنت…
جمعانو: أنا مرتاح براحتكم ومشاهدتكم فزيارتكم لنا بعثت فينا نشاطاً جديداً وحماساً شديداً للعمل في سبيل إعلاء كلمة الله..
عصام: الحمد لله.. قل لي يا أخ جمعانو..
جمعانو: تفضل يا أخ عصام…
عصام: تكلم يا صلاح…
صلاح: يلوح لي أن النشاط النصراني بهذه المدينة قوي جداً وأن القلة المسلمة تتعرض لضغط كبير من الكثرة المنتشرة…
جمعانو: هذا صحيح يا أخ صلاح ولكننا لا نبالي بجموعهم فنحن كثرة بقوة إيماننا.. وقد أوجد ضغط النصرانية تماسكاً وصعوداً واتحاداً في صفوفنا كان وما يزال مصدر إزعاج للمبشرين النصارى..
عصام: لقد جئنا كما ترى للدعوة في سبيل الله فهل ترى المجال سكنا…
جمعانو: المجال واسع جداً للدعوة الإسلامية في هذه المدينة ولو كان لدينا دعاة متمكنون من الدين الإسلامي لقضينا على النصرانية فيها…
صلاح: حسناً.. أتظن أن المبشرين هنا قد اصبحوا على علم بوجودنا وبالغاية التي قدسنا من أجلها…
جمعانو: بكل تأكيد فلهم جواسيسهم ولهم طرقهم في تقصي الأخبار…
عصام: إذن فلا شك أنهم سيقاوموننا..
جمعانو: ولكنهم لن يفلحوا فالله معنا… وقد دعوت المسلمين إلى اجتماع عام في مقر جماعتنا يعقد بعد صلاة المغرب مباشرة…
صلاح: هل دعوتم غير المسلمين لهذا الاجتماع…
جمعانو: بالطبع فهم هدفنا من وراء هذا الاجتماع…
عصام: أحسنت يا أخ جمعانو.. أحسنت..
صلاح: أترى شياطين النصارى يجعلون هذا الاجتماع يمر بسلام…
جمعانو: لا يستبعد حدوث أي شيء من أعداء هذا الدين ولا سيما وأنهم يعتبرون هذا الاجتماع تحدياً لهم في عقر دارهم…
عصام: فليكن ما يكون يا أخ جمعانو فقد تمرسنا أذى هؤلاء الكافرين…
يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ صدق الله العظيم (التوبة - آية 32).
صلاح وجمعانو: صدق الله العظيم…
جمعانو: أنا أستأذن وسآتي قبيل صلاة المغرب لآخذكم إلى مكان الاجتماع…
عصام: نحن بانتظارك.. رافقتك السلامة وإلى اللقاء…
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت القس بطرس يقول):
بطرس: حوبائي.. تعال إلي يا صديقي.. تعال.. لست أدري بأي لسان أو بيان أعبر لك عن شكري على ما فعلت..
حوبائي: إنها بركة الرب يا جناب القس.. ليتك شاهدت النساء وهن يمطرن مكان تجمع المسلمين بالحجارة..
بطرس: تمطرنه بالحجارة…
حوبائي: أجل.. أجل.. وهشمن الزجاج وكسرن النوافذ وأوقعن إصابات بين المجتمعين…
بطرس: حقاً.. حقاً.. لقد شملت المتظاهرات بركة السيد المسيح…
حوبائي: ليتك رايت (دورا) و (ماريا) وهما تقودان المتظاهرات وترميان بالحجارة وتلهيان المنتظمين في المسيرة بعبارات الحماس والغضب…
بطرس: ليتني شهدت ذلك.. ليتني..
حوبائي: ولولا تدخل الشرطة لقضى على المسلمين في مكانهم رجماً…
بطرس: ليت الشرطة لم تتدخل لكنا ارتحنا من الإسلام والمسلمين في هذه المدينة إلى الأبد..
حوبائي: إذا سلم المسلمون في هذه المرة فلن يسلموا في المرة القادمة…
بطرس: أين 0دورا) و (ماريا) أريد أن أقلدهما شارة يسوع تقديراً لجهودهما ضد المسلمين..
حوبائي: إنها في الغرفة المجاورة..
بطرس: أدخلهما ريثما أهيىء لهما شارتي يسوع..
(يذهب حوبائي ويخرج بطرس شارتين لتقليدهما لدورا اللتين تدخلان وتقول دورا):
دورا: طاب مساؤك يا أبانا…
ماريا: طاب مساؤك يا جناب القس…
بطرس: ومساؤكما يا ابنتي.. لقد سمعت بجهودكما الكبيرة في خدمة المسيح والتنكيل بأعداء النصرانية…
دورا: إنها بركة السيد المسيح…
ماريا: وحسن توجيهاتك يا أبونا المحترم..
حوبائي: حقاً إنها من حسن قيادة جناب القس المحكمة التي مكنتكما مما فعلتم منه الثناء والتقدير…
بطرس: وتقديراً لجهودكما قررت منحكما شارة المسيح…
(يقلدها وهما تقولان):
دورا وماريا: شكراً أيها الأب المحترم سنكرس حياتنا في خدمة صاحب هذه الشارة..
بطرس: بورك فيكما.. بورك فيكما.. والآن..
حوبائي: والآن ماذا يا جناب القس…
بطرس: جاء دور المهمة الأخرى التي يجب على دورا وماريا أن تقوما بها…
دورا: نحن مستعدات فهل رتبت كل شيء يا حوبائي…
حوبائي: بلى.. بلى.. وإذا رأيتم أن نذهب الآن فسأهاتف زعيم المسلمين ليكون ومن معه في استقبالكما…
بطرس: افعل حالاً يا حوبائي فإني أريد أن يكون الانتصار ساحقاً..
حوبائي: حسناً.. هيا معي يا دورا وأنت يا ماريا..
بطرس: الرب معكما.. مع السلامة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت جمعانو يقول):
جمعانو: آسف لما حدث.. والحمد لله كانت العواقب سليمة فقد تدخلت الشرطة وفرقت المتظاهرات وكان اجتماعنا موفقاً وناجحاً..
عصام: وأي نجاح لكان المتظاهرات كانت الشعلة التي أضاءت للمجتمعين طريق الحق فدخلوا في دين الله أفواجاً..
صلاح: كم عدد الذين أسلموا بعد الاجتماع..
جمعانو: مائتان وبانتظار مثلهم صباح الغد إن شاء الله تعالى والآن…
عصام: والآن ماذا؟
جمعانو: نحن بانتظار مندوبي جمعية الشابات السميحيات والشيء القريب أن هاتين المندوبتين هما اللتان قادتا المتظاهرات…
صلاح: يا لجرأتها…
عصام: بل قل يا لوقاحتها.. بأي وجه ستقابلاننا.. هل ستعتذران…
جمعانو: لا أظن وأنا جاءتا بناء على خطة رسمها لها القسيس بطرس رئيس الحركة التبشيرية في هذه المدينة…
صلاح: إذن فهما مزودتان بسيل من الأسئلة المحرجة…
عصام: يا مرحبا بالأسئلة مهما تكن فالله سينصرنا عليهم وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (الحج، الآية - 40).
جمعانو: وصلتا المندوبتان…
صلاح: فلتدخلا…
(تدخلان ويقول عصام لها):
عصام: تفضلا وأجلسا..
دورا: شكراً…
صلاح: هل لنا أن نسأل سر هذه الزيارة…
ماريا: سنقول لكما.. لقد جئنا نطلب منكما أيها المبلغان المسلمان أن تقنعانا بأن الإسلام ساوى بين الرجل والمرأة…
عصام: طلب بسيط.. هل هناك سؤال غيره…
دورا: لا…
صلاح: ناولني المصحف الشريف يا أخ جمعانو؟
(ويناوله جمعانو المصحف ثم يقرأ):
بسم الله الرحمن الرحيم، إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً صدق الله العظيم. (الأحزاب - آية 35).
دورا: هل تسمحان لي ولأختي ماريا بأن نتخلى…
جمعانو: حسناً.. أدخلا الغرفة المجاورة…
دورا: لم أسمع فيما قرأت من كتب أروع من هذه السماوات…
ماريا: ولا أنا يا أختاه.. لقد حدثني خطيبي أخوك عن الإسلام كما شرحه له القس بطرس فكدت أنسحب من المظاهرة لو لم أستح منك…
دورا: ما رايك؟
ماريا: أتوافقين على ما ساقوله لهم…
دورا: على بياض لأني أعرف ما هو.. هيا بنا..
ماريا: كيف السبيل إلى دخولنا في الإسلام…
صلاح: تقولان: أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمداً رسول الله..
دورا وماريا: ترددان معاً: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله…
جمعانو وعصام: الله أكبر.. الله أكبر.. ألله أكبر..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :550  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 80 من 83
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل بن عبد العزيز

نائبة رئيس مجلس مؤسسي ومجلس أمناء جامعة عفت، متحدثة رئيسية عن الجامعة، كما يشرف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عمرو الفيصل