شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 105 ـ
(نسمع أصوات التهليل والتكبير ثم صوت الأسقف يقول):
الأسقف: يا أبنائي.. يا أهل دمشق.. اسرعوا إلى باب الجابية واطلبوا الصلح من القائد العام للمسلمين..
(أصوات تهليل وتكبير وسقوط قتلى وأنين جرحى وقعقعة سلاح وركض وصراخ وعويل).
أحدهم: شكلنا يا أبتاه وفداً لمقابلة القائد العام للمسلمين برئاستك.. هلم بنا إليه أيها الأسقف..
الأسقف: هلم يا أبنائي هيا..
(نسمع أصوات مسيرتهم تصحبها الموسيقى مختلطة التهليل والتكبير وسقوط قتلى وأنات جرحى وهرج ومرج وأخيراً نسمع صوت الأسقف يقول):
الأسقف: افتحوا باب الجابية.. افتحوه حالا أيها الحراس..
قائد الحرس: ليست لدينا أوامر بفتحه.. هات يا سيدي الأسقف الأمر من قائد دمشق أو من مساعده كيفار..
الأسقف: هرب قائدك يا هذا وقتل مساعده وتركتمونا أيها الروم اللئام نهباً للمسلمين.. افتح اني آمرك.. افتح.. افتح..
(نسمع أصوات افتتاح الباب ثم أصواتاً تقول):
الأصوات: الأمان يا قائد المسلمين.. إننا نطلب الأمان والصلح... إننا نطلب الأمان والصلح..
أبو عبيده: لكم ما طلبتم.. أعلن على ملأ المسلمين ذلك أيها المنادي..
المنادي: يا معشر المسلمين... يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. استسلم عدوكم.. وطلب الصلح... وقد قبل أميركم أبو عبيدة الصلح فتمسكوا به..
ابو عبيدة: بسم الله والحمد لله الذي أنجز وعده وهزم الأحزاب وحده.. ادخلوا دمشق على بركة الله..
المنادي: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. أميركم أبو عبيدة يأمركم بدخول دمشق..
(نسمع أصوات زحف الجنود مختلطة التهليل والتكبير وأخيراً نسمع صوت الأسقف يقول):
الأسقف: بني حارث.. هل آخذ لك الأمان من المسلمين..
الحارث: شكراً أيها الأسقف.. إنني مسلم مثلهم. أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله..
الأسقف: إذن كانت قصة الاعتراف ملفقة يا حارث..
الحارث: بلى أيها الأسقف.. لقد اتخذتها وسيلة لدخول دمشق من أحد أنفاقها..
الأسقف: إن قوماً فيهم أمثالك لن يغلبوا بسهولة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت علقمة يقول):
علقمة: إن من كانوا مع خالد بن الوليد دخلوا دمشق عنوة.. ومن كانوا مع أبي عبيدة وبقية الأمراء دخلوا دمشق صلحاً..
زيد: ولكن أبا عبيدة اعتبر الصلح سارياً على جميع المدينة..
علقمة: صحيح يا زيد.. صحيح.. ولكنك الآن وقد فتح الله علينا دمشق.. ألا تشعر بارتياح وسرور بين أشجارها الباسقة ومياهها العذبة ورياضها الغناء ومفاتنها الجميلة.
زيد: لا شك فيما تقوله.. ولكني وأنا في دمشق اشعر بعيشة أهل الترف والمدن والقصور.. وأنا أكره أن نعتادها لأنها ستصرفنا عما أمرنا الإسلام من الجهاد في سبيل الله والسعي لإعلاء كلمة الله.
علقمة: بلى.. يا زيد.. بلى.. وإني لأتمنى على الله ألا يقسم المرابطة في مثل هذه المدن لاننا سنستمرىء حياة البطر، والبطر مكروه..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت لمياء تقول):
لمياء: قصتك رائعة يا أخي ولكن مصير ياسر محزن وأليم..
وطفاء: لا تقولين يا لمياء أن مصير (ياسر) محزن وأليم.. لا يا أختاه.. لقد كتب له الاستشهاد في سبيل الله وسيدخل الجنة مع الصديقين والشهداء..
لمياء: بلى يا أختاه.. بلى.. إني تألمت لما قاسى من تعذيب على يد برابرة الروم..
وطفاء: لا شك ولا ريب إننا كمسلمات.. نألم لألم (ياسر) ونفرح لفرحه.
لمياء: أين خلفت (سالم) يا حارث؟
الحارث: تركته يستطلع أخبار رسالة وردت من الخليفة عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة عامر بن الجراح..
لمياء: أتعني أمير المؤمنين عمر بن الخطاب..
الحارث: بلى يا أختاه.. بلى. إن عمر بن الخطاب هو أول خليفة لقب بأمير المؤمنين..
وطفاء: لقب جميل وفي محله.. فهو أمير المؤمنين بلا شك..
لمياء: وبعد هذا الفتح المبين الذي قدر الله تعالى أن تلعب فيه يا أخي دور البطل ماذا ستكون وجهة الجيوش الإسلامية..
الحارث: إن بلاد الشام واسعة وجيوش الروم مبعثرة فيها.. والخطة العسكرية السليمة هي تطهير هذه البلاد من بقايا جيوش الروم..
وطفاء: إذن فما زلنا في أول الطريق الطويل يا حارث..
الحارث: بلى يا وطفاء.. بلى.. أن طريق الجهاد طويلة..
لمياء: نعم يا أخي نعم.. والبشرى كل البشرى لمن كتب له السيرفي هذه الطريق..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة نسمع بعدها صوت علقمة يقول):
علقمة: وصل يا زيد بريد عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة..
زيد: وماذا جاء في هذا البريد..؟
علقمة: لقد أمر أبو عبيدة أن يعيد الجند الذين جاؤونا من العراق مع خالد بن الوليد إلى العراق ثانية.
زيد: وخالد بن الوليد معهم؟
علقمة: لا سيبقى خالد بن الوليد مع أبي عبيدة..
زيد: أخشى أن نعود مع العائدين إلى العراق..
علقمة: اننا لا نملك الخيار يا زيد.. فأينما نوجه نسير. والخيرة فيما اختاره الله سبحانه وتعالى..
زيد: وهل هنالك أشياء أخرى جاء بها البريد..؟
علقمة: لا أدري فهي من الأسرار ولكن الذي أدريه هو قول عمر بن الخطاب حين بلغته جهود خالد بن الوليد في فتح دمشق..
زيد: قال ماذا؟
علقمة: قال: رحم الله أبا بكر.. لقد كان أعلم مني بالرجال...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية نسمع على أثرها صوت المنادي يقول):
المنادي: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين... أميركم أبو عبيدة يأمركم بالتأهب لقتال أعدائكم في مرج الروم... هيا إلى الجهاد أثابكم الله.. هيا أثابكم الله..
الحارث: إن حركة تطهير البلاد الشامية قد بدأت بعد أن تواترت الأخبار بأن الروم قد جمعوا جيشين. عرمرمين في مرج الروم للزحف على دمشق واستردادها..
لمياء: الحمد لله الذي لم تأت هذه الجيوش أيام كان المسلمون يحاصرون دمشق..
وطفاء: الحمد لله يا أختاه الذي قدر ولطف..
الحارث: صحيح يا وطفاء وأنت يا لمياء لو جاءت هذه الجيوش والمسلمون يحاصرون دمشق لتغيير وجه المعركة لأن المسلمين عندها سيكون بين شقي الرحى.. روم من أسوار دمشق أمامهم وروم من خلفهم..
لمياء: وهل أخذت علماً بأسماء قواد الروم في مرج الروم..
الحارث: نعم يا لمياء: جيش بقيادة البطريق (ثيودورس) وأخر بقيادة (شانس).
لمياء: (شانس) اسم غريب يا أخي..
الحارث: إن جيوش الروم تزخر بالجنود المرتزقة.. ولعل (شانس) هذا منهم.. ترقى في الجيش حتى بلغ مرتبة القائد..
(تسمع موسيقى حربية وبعدها صوت المنادي يقول):
المنادي: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. أميركم أبو عبيدة يأمركم بالزحف على مرج الروم لقتال أعدائكم المتجمعين فيها.. هلموا إلى طاعة الله.. هلموا أثابكم الله..
(نسمع مسيرة الجنود تصحبها موسيقى مناسبة وأخيراً نسمع صوت علقمة يقول):
علقمة: لقد كتب لنا أن نبقى مع خالد بن الوليد يا زيد..
زيد: الحمد لله.. الحمد لله..
علقمة: وها نحن مع خالد بن الوليد نسير في المقدمة بعد أن استخلف أبو عبيدة على دمشق يزيد بن أبي سفيان
(تسمع موسيقى مصاحبة للجيوش الإسلامية الزاحفة ثم نسمع بعدها صوت علقمة يقول):
علقمة: لقد وعدنا الله بالنصر، ولن يخلف الله ميعاده..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية نسمع بعدها صوت لمياء تقول):
لمياء: هيا بنا يا وطفاء نأخذ مكاننا بين إخواتنا المسلمات المشتركات في هذه المعركة..
وطفاء: ستكون معركة حامية الوطيس كما يبدو لأن جيوش الروم المشتركة في القتال كبيرة..
لمياء: إنما تكثر الجنود بالنصر وتقل بالخذلان- قالها خالد بن الوليد يوم اليرموك وكان المسلمون أربعين ألف والروم فوق المائة ألف..
المنادي: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. استعدوا للقتال، فقد دنت ساعة الجهاد والاستشهاد في سبيل الله.
علقمة: هل أنت مستعد يا زيد؟
زيد: نعم.. وأنت يا علقمة؟
علقمة: كل الاستعداد..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :675  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 36 من 53
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج