شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 106 ـ
أبو عبيدة: بسم الله.. بسم الله.. يا معشر المسلمين هيا إلى القتال... جاهدوا في سبيل الله.. أن هذا يوم ما بعده يوم.. إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم.. هيا إلى الأمام هيا.
(نسمع أصوات التهليل والتكبير: الله اكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. نسمع سقوط قتلى وأنات جرحى.. وكر وفر وأخيراً نسمع صوت علقمة يقول):
علقمة: المعركة حامية الوطيس يا زيد والروم يقاتلون بضراوة ما عهدتها فيهم..
زيد: بلى يا علقمة بلى..
((أصوات كر وفر.. وسقوط قتلى وجرحى وأخيرا نسمع صوت وطفاء))..
وطفاء: كوني على استعداد لامتشاق الحسام يا لمياء فإني أرى القتال شديدا هذا اليوم.. وجرحى المسلمين يتزايدون..
لمياء: إننا نقاتل جيشين حشدهما الروم تحت أمرة قائدين من أمهر قواد الإمبراطورية..
وطفاء: بلى يا وطفاء بلى.. أتعرفين اسم القائدين الروميين؟
لمياء: سمعت بعض الجرحى يقولون إنهما تيودورس وشانس..
وطفاء: تيودورس.. أحدهما..
لمياء: نعم يا وطفاء.. اتعرفين عنه شيئا..
وطفاء: نعم.. نعم.. إنه يسمى القائد الثعلب.. لشدة مكرة.. ومعرفته بفنون الحروب وأساليب القتال..
لمياء: وقانا الله شره ورد كيده في نحره..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية.. نسمع بعدها أصواتاً خافتة وهمسات تدل على اجتماع هام. وأخيراً نسمع صوت (شانس) القائد الرومي يقول..).
شانس: ما كنت أتصور أن المسلمين محاربون أشداء... حتى لقيتهم اليوم فاذا هم في منتهى الشجاعة والاقدام.. أليس كذلك أيها القائد تيودورس؟
تيودورس: بلى أيها القائد شانس.. أن ما قلته هو الواقع المرير.. ذلك لأنهم عن إيمان وعقيدة.. والمقاتلون من هذا النوع لا يمكن التغلب عليهم بسهولة..
شانس: وقواد المسلمين عزيزي (تيودورس) قواد محنكون.. حذقوا صناعة الحرب بالرغم من حداثة عهدهم بهذا النوع من الحروب..
تيودورس: إنهم أذكياء بالسليقة والفطرة.. ثم إن هذه السنوات التي قضوها في حروب مستمرة قد أكسبتهم مراناً ومراساً..
شانس: إن الامبراطور هرقل يعلق أهمية كبيرة على هذه المعركة لأنه يرى أن مصير مدينة حمص و (ايلياء) مرتبط بنتائج هذه المعركة..
تيودورس: بل قل أيها القائد مصير سورية بأسرها وأن الامبراطور على حق في اهتمامه بنتائج هذه المعركة..
(نسمع تهليلاً وتكبيراً وسقوط قتلى وأنات جرحى وأخيراً نسمع صوت (شانس) يقول):
شانس: هل أنت مستعد لتنفيذ الخطة التي اتفقنا عليها مع الامبراطور على تنفيذها فإني أرى أن الوقت مناسب لها..
تيودورس: بلى أيها القائد (شانس) أن المسلمين منغمسون في لهيب المعركة... وأن جميع قواهم مشتركة فيها والمعلومات التي لدينا أنهم لم يتركوا في دمشق قوى كبيرة..
شانس: إذن فالوقت جد ملائم لمهاجمتك دمشق والاستيلاء عليها وأنا سأتولى القضاء على الجيوش التي هي أمامي..
تيودورس: حسنا ما تراه.. سأسري بجنودي في غسق الليل ومع فجر غد أهاجم دمشق.. وهكذا يقع المسلمون بين شقى الرحى كما يقولون..
شانس: حالفك التوفيق يا تيودورس.. مع السلامة..
تيودورس: مع السلامة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة نسمع على أثرها صوت علقمة يقول):
علقمة: كان قتالنا اليوم قاسياً ومريراً..
زيد: بلى يا علقمة... اني منهوك القوى لم أصدق دخول الظلام حتى انطرحت أرضا كما ترى...
علقمة: لعل جراحك يا زيد بسيطة..
زيد: نعم.. غير أني أشكو قليلاً من جرح في فخذي..
علقمة: كيف أصبت بها؟
زيد: اختلفت مع أحد علوج الروم في ضرباتنا فأصابني جانب من سيفه في فخذي..
علقمة: وسيفك ألم يقض عليه..
زيد: بلى يا علقمة بلى.. لقد فلقت خوذته رأسه فسقط فأجهزت عليه برمحي..
علقمة: لا شلت يمينك.. لا شلت يمينك..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى.. نسمع بعدها صوت (وطفاء) تقول):
وطفاء: ألم أقل لك يا لمياء أن تيودورس القائد الرومي ثعلب ماكر.. وخداع ماهر..
لمياء: صدقت يا أختاه.. لقد انتهز فرصة حلول الظلام فسرى بجيشه قاصداً الاستيلاء على دمشق..
وطفاء: يا لها من خطة جهنمية يقوم بها ثيودورس الماكر..
لمياء: ولكن يزيد بن أبي سفيان لديه في دمشق قوة تستطيع الصمود أمام أي مفاجأة حتى تأتيها النجدة..
وطفاء: أرجو أن يتمكن يزيد بن أبي سفيان من الصمود ريثما تصله الامدادات التي أرسلها إليه أبو عبيدة مع خالد بن الوليد..
لمياء: إن خالد بن الوليد سريع في زحفه.. وإني موقنة أنه سيدرك (ثيودورس) قبل أن يقضي على قوة المسلمين في دمشق..
وطفاء: هيا بنا ننتظم في عملنا.. فقد بدأت المعركة يومها الثاني بعنفوان فظيع..
لمياء: هيا بنا.. هيا بنا.. اللهم انصر عبادك المسلمين..
(نسمع أصوات التهليل والتكبير والكر والفر وسقوط القتلى والجرحى وأخيراً نسمع صوت علقمة يقول):
علقمة: لقد وقع (ثيودورس) في شر أعماله وها هو الآن محصور بين جيش دمشق بقيادة يزيد بن أبي سفيان وجيشنا بقيادة خالد بن الوليد..
زيد: انظر ها هو خالد بن الوليد يدعو (ثيودورس) للمبارزة..
علقمة: إنها عادة خالد يا زيد إذا أراد أن ينهى أية معركة..
زيد: إنه يريد أن يقضي على جيش (ثيودورس) في شخصه لكي يعود إلى مساعدة أبي عبيدة..
علقمة: رحم الله أبا بكر الصديق حين قال: عجزت النساء أن يلدن مثل خالد..
(أصوات تكبير وتهليل ثم صوت (زيد) يقول):
زيد: الله أكبر.. الله أكبر.. قضى خالد بن الوليد على خصمه (ثيودورس) بضربة قاتلة انظر يا علقمة.. ها هي جيوشه تشرع في الفرار وبعضها في الاستسلام..
(أصوات تهليل وتكبير وسقوط قتلى وجرحى ثم صوت المنادي يقول):
المنادي: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. أميركم خالد بن الوليد يأمركم بالعودة إلى مرج الروم لمساعدة اخوانكم هناك بعد أن كتب الله لكم النصر.. هيا إلى الجهاد اثابكم الله..
(موسيقى العودة فتختلط بأصوات الزحف والخيل وقعقعة السلاح وأخيراً نسمع صوت وطفاء تقول):
وطفاء: لقد استطاع أبو عبيدة أن يبيد جيش (شانس) وأن يقتله قبل أن يتمكن من الفرار..
لمياء: أرجو أن يكتب النصر لخالد بن الوليد على جيش (ثيودورس) كما كتب على جيش (شانس)..
وطفاء: إن (ثيودورس) لا يغلب بسهولة يا لمياء..
لمياء: لعلك نسيت مواهب خالد بن الوليد الحربية.. وأن جيش (ثيودورس) سيكون محصورا بين جيش يزيد بن أبي سفيان من جهة وجيش خالد بن الوليد من جهة أخرى..
وطفاء: صحيح ولكن (ثيودورس) يحسب لكل شيء حسابه.
لمياء: وسيكون حساب (ثيودورس) عسيرا هذه المرة وعسيراً جداً..
وطفاء: باذن الله.. باذن الله..
(نسمع هرجاً ومرجاً وتهليلاً وتكبيراً ثم نسمع صوت المنادي يقول):
المنادي: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. بشراكم بالنصر.. بشراكم بالنصر.. لقد أيدنا الله بنصره على (ثيودورس) الذي خرّ صريعا في المعركة وعادت جيوشنا إلى قواعدها بعد أن أدت مهمتها.. فالحمد لله على ذلك.. الحمد لله...
أصوات: الحمد لله. الحمد لله.. الحمد لله..
لمياء: الحمد لله يا وطفاء..
وطفاء: الحمدلله يا لمياء.. لقد كنت شديدة القلق على المسلمين من عدو الله (ثيودورس) فالحمد لله على نصره..
لمياء: والحمد لله على هلاك (ثيودورس) يا وطفاء..
وطفاء: بلى يا أختاه بلى.. ألف حمد وألف شكر فلو لم يقتل لظل خطراً على المسلمين..
لمياء: الحمد لله يا وطفاء.. الآن أصبحت (حمص) و (إيلياء) معرضتين للسقوط في أيدي المسلمين..
وطفاء: نعم.. نعم.. وبسقوطهما تتحرر البلاد الشامية من نير الروم إلى الأبد.
لمياء: إن شاء الله.. إن شاء الله..
(نسمع صوت أنثى تجهش بالبكاء وصوت (لمياء) تقول مالك تبكين يا وطفاء)..
وطفاء: تذكرت والدي وتذكرت زوجي.. لقد كانا يحلمان باليوم الذي تتحرر فيه سوريا من استعباد الروم.
لمياء: إنك قطعة منهما يا وطفاء وها أنت تشاهدين كيف أن هذا الحلم قد تحقق والحمد لله.. وربما يحق لك البكاء لأن أباك لم يدرك الإسلام أما زوجك فقد هداه الله للإسلام وأكرمه بالاستشهاد في سبيل الإسلام..
وطفاء: لعلها يا لمياء دموع الفرح شابتها دموع الأحزان..
لمياء: إنهما من نبع واحد يا أختاه..
(نسمع صوت المنادي يقول):
المنادي: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. أميركم أبو عبيدة يدعوكم للزحف على (حمص) هلموا إلى الجهاد في سبيل الله.. هلموا أثابكم الله..
(موسيقى حربية مختلطة بقعقعة السلاح وصهيل الخيل وأصوات الجنود. وأخيراً نسمع صوت علقمة يقول):
علقمة: ألديك معلومات يا زيد عن (حمص)..
زيد: سمعت من أحد السوريين أن حمص بلد لا يقل أهميته عن دمشق قد تفوقها من الوجهة العسكرية.
علقمة: وهل بها أسوار كأسوار دمشق؟
زيد: لا يستبعد يا علقمة فالروم يحصنون جميع المدن الهامة بأسوار ضخمة منيعة..
علقمة: أرجو ألا يستعصي حصارنا لها كما استعصى في دمشق ولا سيما ونحن في فصل الشتاء والشتاء قارس وشديد كلما سرنا صوب الشمال..
زيد: من يدري فقد يفتحها الله علينا بسهولة لا نكاد نتصورها..
علقمة: وما ذلك على الله ببعيد.. ولكن وضعنا هنا أمام حمص يختلف عن وضعنا أمام دمشق.. فههنا نستقبل زمهرير الشتاء أما هنالك فكنا في بداية الصيف والبون شاسع بين الموقفين..
زيد: صحيح ما تقوله يا علقمة ولكنا تأقلمنا خلال هذه السنين واعتدنا على انهمار الغيث بغزارة والثلوج بكثرة ثم أنسيت أن خالد بن الوليد في مقدمة جيشنا هذا وأنت تعرف أنه لا يصبر على حصار طويل..
(نسمع مسيرة الجيش الزاحف وحركات نزوله مع موسيقى خفيفة مصاحبة.. نسمع بعدها صوت وطفاء تقول):
وطفاء: ها نحن ننزل حول (حمص) وقد تحصن المدافعون عنها.. واستعدوا لهذا الحصار كما أخبرني أخي الحارث..
لمياء: اذن سيطول حصارنا (لحمص) كما يظهر أكثر من دمشق..
وطفاء: ربما يطول وربما لا يطول يا أختاه..
لمياء: كيف يا وطفاء؟؟ افصحي بالله..
وطفاء: لقد كلّف خالد بن الوليد أخي الحارث بمهمة لم يفصح لي تفاصيلها وهو يرجو أن تعجل في سقوط (حمص)...
لمياء: نرجو لأخيك السلامة والتوفيق..
وطفاء: يا رب... يا رب..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها أصواتاً تعلو وتنخفض مما يدل على اجتماع هام وأخيراً نسمع أصوات قائد حمص يقول):
القائد: جريج..
جريج: سيدي القائد..
القائد: كيف وجدت معنويات اهالي حمص؟؟
جريج: إنها قوية سيدي القائد..
القائد: يجب أن تظل معنويات سكان حمص قوية، وأن تعلنوا بينهم أن الإمبراطور هرقل قد استنفر بسكان القرية من حمص ليسارعوا إلى مساعدة إخوانهم في حمص وأن امدادهم في الطريق إلينا..
جريج: سأفعل سيدي القائد.. سأفعل..
القائد: ويجب أن تعلنوا بين الناس أن المسلمين حفاة عراة فاذا أصابهم البرد فسوف تتقطع أقدامهم وسيكونون صيداً هيناً لنا..
جريج: أمرك سيدي القائد.. أمرك..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية ثم أصوات رعد وبرق وزوابع تدل على قوة الشتاء وقساوته وأخيراً نسمع صوت علقمة يقول):
علقمة: البرد شديد يا زيد وقد طال حصارنا لحمص.. وقد علمت أن إمداداً كبيرة من الروم في طريقها إلى حمص وأن هذه الإمداد ستعجل في نهاية المعركة حمص إذا قدر لها أن تصل حمص..
زيد: وما الذي يمنعها من ذلك..؟
علقمة: علمت أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حين بلغه خبر هذه الإمداد كاتب قواده في العراق وأمرهم أن يشاغلوا الروم عنا وذلك بالقيام بعدة هجمات على القرى الشامية المجاورة للعراق..
زيد: إذن سيطول حصارنا لحمص..
علقمة: على الأقل فترة هذا الشتاء لأن قائد الروم بحمص أعلن للسكان أننا حفاة عراة وأن البرد سيقتلنا وسيضطرنا إلى رفع الحصار عن حمص..
زيد: لقد ساء تقديره.. إننا استمرأنا شتاء هذه البلاد القارس الذي أفاد أبداننا ونشط تحركاتنا أكثر مما كنا عليه أيام الحر والقيظ..
علقمة: صحيح والله يا زيد.. مرحبا بشهر الشباب والنشاط والقوة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية نسمع بعدها صوت قائد حمص يقول):
القائد: ها هي أشهر الشتاء تكاد تنصرم والمسلمون في عنفوان قوتهم.. لم يتأثروا قليلاً أو كثيراً بالشتاء..
جريج: بلى سيدي القائد.. لقد كنا نعتقد أن أرجل المسلمين ستنقطع من شدة البرد فاذا بأرجل جنودنا وسكان حمص هي التي تتساقط كورق الشجر في الخريف..
القائد: إذن فالملل سيدب بين صفوف السكان..
جريج: ليس ذلك بمستبعد سيدي القائد خاصة وأن الإمدادات التي وعدناهم بها لم تصل بعد.
القائد: بل لن تصل أبدا يا جريج فقد قام قواد المسلمين في العراق بعدة هجمات على القرى السورية المجاورة لدمشق فكف سكانه عن إمدادنا واشتغلوا بالدفاع عن أنفسهم.
جريج: يا لبراعة قيادة هؤلاء المسلمين.
القائد: بلى يا جريج بلى... والآن ما الرأي؟؟
جريج: الرأي إننا نناجز المسلمين القتال قبل أن يبدأونا هم..
القائد: حسناً.. أعلن ذلك وانتظر أمري بالهجوم..
جريج: أمرك سيدي القائد.. أمرك..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية نسمع بعدها صوت وطفاء تقول):
وطفاء: لقد عاد أخي الحارث بعد أن أدّى المهمة التي أنيطت به..
لمياء: وما هي يا أختاه؟
وطفاء: اتفق مع بعض العرب المقيمين في حمص وكان بعضهم من المسلمين على وضع ألغام تحت الأسوار القريبة من مركز قيادة خالد بن الوليد..
لمياء: وبعد ماذا؟؟
وطفاء: عندما يبدأ المسلمون في مهاجمة حمص ستتفجر هذه الألغام فتنهار الأسوار والدور القريبة منها وستفتح حمص عنوة إن لم يسارع سكانها في طلب الصلح..
لمياء: ما أروعك يا حارث، وما أعظم تفكيرك..
وطفاء: إنه تلميذ خالد بن الوليد..
لمياء: حقا إنه تلميذ نابغة..
((نسمع صوت المنادي))
 
طباعة

تعليق

 القراءات :669  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 37 من 53
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج