شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 92 ـ
(نقلة صوتية.. هرج ومرج وضجيج واصوات تعلو وتنخفض ثم نسمع صوت حباب بن المنذر يقول):
حباب بن المنذر: لقد تحملنا زعامة المهاجرين حين كان الرسول بيننا.. واليوم لا مجلى لذلك فمنا أمير ومن المهاجرين أمير.
أحدهم: إنك تنطق بالحق يا حباب فنحن الأنصار آوينا الرسول والمهاجرين الذين جاءوا معه وحملنا السلاح في وجه أعدائه وزاد عدد غيرنا وقل عددنا فقد أكلتنا سيوف أعداء هذا الدين ونحن ننافح عنه.
علقمة: هذه بوادر نار الفتنة لعن الله من أيقظها..
زيد: إنني من الأنصار يا علقمة ولكني لا أقر هذين الخطبين على رأيهما.. كما إن الأنصار لن ينصتوا على أمر وسيقولون نريد أميراً من الأوس وآخر من الخزرج.
جابر: أما المهاجرون فسيتفقون على واحد منهم قولاً واحداً..
علقمة: أرى يا جابر أن تأتي أبا بكر وعمر وتقول لهما: إن هذا الحي من الأنصار مع سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة قد انحازوا إليه. فان كان لكم بأمر الناس من حاجة فادركوا الناس قبل أن يتفاقم أمرهم.
زيد: اسرع يا جابر.. اسرع قبل أن يفلت زمام الأمر ونعود إلى شنشنة الجاهلية.
(نقلة صوتية.. مسبوقة ثم صوت سماك يقول):
سماك: وهذه فرصة أخرى تلوح لنا يا عزرا.
عزرا: وما هي يا سماك.. قل وطمني..
سماك: لقد استطاع أعواننا من بقايا جماعة عبد الله بن أبي بن سلول أن يندسوا بين صفوف الأنصار ويقنعوهم بأن يكون منهم أمير ومن المهاجرين أمير.. فإذا أصر الأنصار على ذلك فإن الخلاف واقع لا محاله..
عزرا: إلا إذا تدخل أبو بكر وسحرهم بحديثه ومنطقه العجيب.
سماك: صحيح يا عزرا.. من يصدق أن هذا الرجل الذي لا يسمع كلام من شدة حيائه يصبح أشجع إنسان إثر نكبة المسلمين من محمد..
عزرا: الشدائد محك الرجال يا سماك..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى صاخبة ثم صوت علقمة يقول):
علقمة: ها هو أبو بكر وعمر وأبو عبيدة عامر بن الجراح وخلفهم جابر.
زيد: يا هلا ساعة رهيبة.. إني أخشى أن يفتك بهم الأنصار وهم يغلون كالمرجل.
علقمة: لا تخف.. سنكون بجوارهم ندافع عنهم أن رأينا شرا..
زيد: انظر ها هم يدخلون.. إني أرى خطيب الأنصار حين يبصرهم يعلو أحد المقاعد.
علقمة: صه إنه بدأ يتكلم.
الخطيب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. أما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام.. وأنتم يا معشر المهاجرين. وقد دفّت دافة من قومكم فاذا هم يريدون أن يجتازونا من أصلنا.. ويغصبونا الأمر..
زيد: ها هي نذر العاصفة يا علقمة..
جابر: لنكن على تمام الاستعداد.. ها هو أبو بكر يريد أن يتكلم: ها هو يقول:
زيد: انقل لنا يا جابر كلامه فانني وعلقمة نشعر بثقل في أسماعنا اليوم إثر لطمة برد..
جابر: إن أبا بكر يقول بعد أن حمد الله وأثنى عليه: أما ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل.. ولن تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش.. هم أوسط العرب دارا وأعزهم احسابا، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم..
علقمة: ها هو أبو بكر يأخذ بيد عمر ويد أبي عبيده..
(هرج ومرج وصخب وأصوات مبهمة وغمغمة ثم أصوات تقول):
أصوات: لا.. لا.. بلى.. بلى...لا...
جابر: ها هو حباب بن المنذر يقود هذا الهرج والصخب والمرج ويقول:
الحباب: أنا الحباب بن المنذر.. أنا جذيلها المحكّك وعذيقها المرجّب، منا أمير ومنكم يا معشر قريش..
أصوات: بلى.. بلى... نطقت بالصواب يا حباب..
(هرج ومرج وصخب شديد ثم صوت جابر يقول):
جابر: ها هو عمر بن الخطاب يتقدم من أبي بكر ويقول له: ابسط يدك يا أبا بكر.. وها هو أبو بكر يبسط يده.. وعمر يقول: إننا نبايعك يا أبا بكر فأنت خيرنا وأحبنا إلى رسول الله.. هيا أيها الناس بايعوا من أمره الرسول أن يصلي بكم..
علقمة: ها هم الناس يتزاحمون على بيعة أبي بكر..
صوت: أيها الناس لقد نزوتم على سعد بن عبادة حتى كدتم تقتلونه
صوت: بل قتله الله.. لقد حاول ايقاظ الفتنة فاحترق بنارها..
علقمة: الحمد لله الذي جمع الناس على أبي بكر..
زيد: لولا رباطة جأش أبي بكر وثباته لاندلعت الفتنة يا علقمة..
جابر: لولا أن قيض الله للاسلام أبا بكر لما عبد الله.. هلموا بنا نحصر البيعة العامة..
زيد: هيا بنا..
علقمة: هيا بنا
(نقلة صوتية مسبوقة نسمع فيها صوت نحيب ثم صوت أنثى تتكلم):
سارة: عزاء باراشيل.. ما الذي أصاب عزرا يا أختاه
راشيل: مسكين عزرا.. مسكين.. يا أختاه.. لقد ذهب لحضور اجتماع سقيفة بني ساعدة وهو في أشد نشاطه وعاد إلي بعد الاجتماع وهو يتوكأ على ساعدي سماك وحزقيال ثم اضطجع فأغمي عليه ثم أفاق وهو ينتفض كالعصفور بلله القطر ولم تلبث روحه أن فاضت بين يدي وهو يقول: محمد... اليهود... اليهود.. ثم تنشج وتبكيَ..
سارة: لا تسألي عن مبلغ حزن اليهود عليه وعلى رأسهم سماك فقد كان الآخر يصعق جزعا على عزرا..
راشيل: ليس لي بقاء بيثرب يا سارة سأرحل إلى أقربائي في خيبر..
ساره: أتظنين أن المسلمين سيبقون على اليهود في الجزيرة يا راشيل..
راشيل: لا يا أختاه.. سنطرد من هذه الجزيرة عاجلاً أم آجلاً وسنظل تائهين مشردين إلى يوم القيامة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى)..
جابر: ها هو أبو بكر يصعد على المنبر بعد أن انتهى عمر بن الخطاب من كلامه..
زيد: انقل لنا يا جابر كلام أبي بكر فأنت عليم بثقل أسماعنا..
جابر: إنه يقول بعد أن حمد الله وأثنى عليه: أما بعد أيها الناس فإني وليت عليكم ولست بخيركم. فان أحسنت فاعينوني، وإن أسأت فقوموني الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ الحق له إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمّهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم.. قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.
جابر: هيا يا زيد وأنت يا علقمة إلى الصلاة فقد انتهى أبو بكر من كلامه..
زيد: يا لها كلمة رائعة..
علقمة: إن فيها فصل الخطاب..
جابر: لقد أربت القواعد التي وضعها الإسلام للحكام.
زيد: لا شك أن الوقت قد حان لتجهيز النبي ودفنه بعد أن فرغ الناس من بيعة أبي بكر وبعد أن صرف الله عنهم كيد الشيطان.
جابر: هذا على ما اعتقد هو ما سيفعلونه ليتفرغوا لقتال العرب المرتدين عن الإسلام.
زيد: ومتى دخلوا في الإسلام حتى يرتدوا..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى ثم صوت سماك يقول):
سماك: إن حزني على عزرا يا حزقيال لا يوصف.. لقد فقدت أخا وصديقا ويهوديا مخلصا ليهوديته..
حزقيال: بلى يا سماك إن عزرا نادر المثال بين اليهود..
سماك: قضى نحبه في سبيل أمته اليهودية.
حزقيال: لا أدري كلما حبكنا مؤامرة أحبطها أبو بكر حتى كدت أيأس من أي نجاح في المستقبل..
سماك: إنني أعتقد أن أبا بكر من يستطيع مقاومة العرب الذين ارتدوا عن الإسلام وهم بنو تميم وأسد وغطفان وأهل اليمامة وطوائف من بني سليم.
حزقيال: وبكر بن وائل وأزد عثمان وكلب ومن قاربهم من قضاعة وفزاره..
سماك: إذا وقعت الحرب بين المسلمين والعرب المرتدين فسوف نطمئن على وجودنا.. من يدري ربما استطاع المرتدون أن يقضوا على شراذم المسلمين في يثرب ومكة..
حزقيال: دعنا نتربص وننتظر لمن تكون الدائرة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى مرعبة ثم صوت علقمة يقول):
علقمة: ما رأيت أصلب من أبي بكر ولا أحزم يا زيد..
زيد: كيف يا علقمة..
علقمة: لقد عزم أبو بكر على قتال المرتدين فقال له عمر بن الخطاب.
زيد: وماذا قال؟
علقمة: يا أبا بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه وحسابه على الله.
زيد: وبماذا أجاب أبو بكر؟.
علقمة: يا عمر والله لأقاتلن من فرّق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال. والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم على منعه..
زيد: لا شك أن ابن الخطاب قد اقتنع بذلك..
علقمة: نعم.. بل سمع يقول: لقد رجّح إيمان أبي بكر بإيمان هذه الأمة في قتال أهل الردة..
زيد: حقيقة صمود أبي بكر شيء لا مثيل له.
علقمة: كان عمر وأبو عبيدة عامر بن الجراح وسالم موسى أبي حذيفة من أشد الناس مجادلة لأبي بكر في قتل أهل الردة..
زيد: ولكني أرى أن أبا بكر على حق.
علقمة: لقد سمعت أبا بكر يرد على عمر بن الخطاب حين قال له: يا خليفة رسول الله تألف الناس وأرفق بهم.. وإذا بأبى بكر يصرخ فيه قائلا: أجبّار في الجاهلية وخوّار في الإسلام؟ قد انقطع الوحي وتم الدين.. أينقض وأنا حي!!..
زيد: يا للجواب المفحم.. يا للحجة الدامغة.. صدقت يا أبا بكر.. صدقت..
علقمة: انظرها هو جابر قادم إلينا وهو يركض..
زيد: لا شك أنّه موسوق بالأخبار..
جابر: السلام عليكم..
زيد وعلقمة: وعليك السلام..
زيد: ما وراءك من أخبار يا جابر؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :674  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 23 من 53
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج