شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 93 ـ
جابر: جاء عمر بن الخطاب وأبو عبيدة عامر بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة إلى أبي بكر وكان أسامة بن زيد حاضرا فقالوا:
علقمة: قالوا ماذا؟
جابر: قالوا: احبس جيش أسامة يكن عمارة وأماناً بالمدينة وارفق بالعرب حتى ينفرج هذا الأمر فإن هذا الأمر شديد غوره، فلو أن طائفة من العرب ارتدت قلنا قاتل بمن معك قد ارتدت وقد اتفقت العرب على الارتداد: فهم بين مرتد ومانع صدقة مثل مرتد، وبين واقف ينظر ما تصنع أنت وعدوك.
علقمة: وبماذا أجاب أبو بكر؟
جابر: قال: والذي نفسي بيده لو علمت أن السباع تأكلني بهذه القرية لانفذت هذا البعث الذي أمر رسول الله بإنفاذه ولا أحل لواء عقده رسول الله بيده.
زيد: لله ما أشد صلابتك وقوة مراسك يا أبا بكر من كان يظن أن أبا بكر بهذه القوة والجلاء والشجاعة!!..
علقمة: إنها قوة الإيمان يا زيد.
زيد: قل يا جابر.. قل يا جابر.. وأمتعنا بروائع من إيمان أبي بكر.
جابر: ثم قال أبو بكر لأسامة: أن رأيت أن تخلف معي عمر فافعل. ففعل فأمره بالانتهاء إلى ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية ثم أصوات قعقعة سلاح وصهيل خيل، وصليل سيوف وغمغمة وهمهمة ثم صوت علقمة يقول):
علقمة: انظر يا زيد وأنت يا جابر ها هو أبو بكر يشيع أسامة ماشياً وأسامة راكب لأنه أقسم عليه ألا ينزل..
زيد: يا الله.. ما أعظمك يا أبا بكر.. صدق من سمّاك بالصديق لقد محصتك أعظم ظروف حاقت بالاسلام فاظهرت نقاء جوهرتك وقوة شكيمتك وصلابتك..
(نسمع وقع حوافر الخيل وصهيلها ورغاء الأبل وميرة الجيش الزاحف ثم أصوات تقول):
صوت: يا قوم لقد أنجاكم ربكم من التقتيل والتشريد حين انتظرتم ولم تسارعوا إلى الانتقاض على المسلمين.. انظروا ها هو جيش المسلمين يمر بكم في طريقه إلى غزو الروم..
صوت: بلى.. بلى.. والله لولا إن لهؤلاء قوة ما خرج مثل هذا الجيش اللجب من عندهم..
صوت: اثبتوا على إيمانكم وادفعوا ما أمركم به دينكم وبايعوا أبا بكر خليفة رسول الله.
أصوات: صدقت... صدقت... بايعناه على السمع والطاعة والحكم بما أمر الله ورسوله..
(نقلة صوتية مسبوقة ثم صوت مزنة تقول):
مزنة: الحمد لله الذي ثبت قبيلتنا على الإسلام يا هند..
هند: يا رب لك الحمد والشكر.. لقد كدنا يا مزنة نكون نهباً وسباباً لجيش المسلمين لو لم نثبت على إيماننا..
مزنة: أية قوة لدينا للقاء هذا الجيش الجرار...
هند: ثم ماذا جنى الإسلام علينا يا أختاه.. ألم يوحدنا.. ألم يرفع مستوانا. وينقذنا من الوأد ويحفظ علينا حقوقنا.
مزنة: بلى يا أختاه.. لقد كنا نعامل كالسوائم أما اليوم ففي ظل الإسلام أصبحنا نحس بكرامتنا وكياننا.
هند: إن الإسلام لم يمت بموت محمد... إن أبا بكر ـ كما يروي زوجي ـ قوي صلب العود لا تأخذه في الله لومة لائم.
مزنة: هذا ما تواترت به الأخبار يا هند... إنه شرع في قتال المرتدين من القبائل المجاورة للمدينة..
هند: الإسلام بخير يا أختاه ما دام فيه أمثال أبي بكر بن الصديق..
مزنة: يظهر أنك تعرفين الكثير عن أبي بكر يا هند..
هند: بلى يا أختاه.. لقد كنت مع زوجي في الحج مع النبي صلى الله عليه وسلم فعرفت الكثير عن أبي بكر عن عمرو وعن عائشة.
مزنة: يقولون إن عائشة كانت أغلى نساء الرسول عليه.
هند: كلهم في الحقيقة في درجة خاصة ولكن لعائشة مكانة ممتازة لأنها بنت أبي بكر الصديق رفيق الرسول يوم الغار..
مزنة: دعينا نحمد الله أن ثبت قومنا على الإسلام..
هند: الحمد لله.. الحمد لله.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية وأصوات تدل على اجتماع هام).
جورجيوس: إن أي حرب مع المسلمين سوف يوحد القبائل ويجمعها ويوجهها إلى مغائم جديده والعرب مفطورون بطبيعتهم على القتال طمعا في النهب والسلب.
أرطبون: منطق سديد سيدي الحاكم وماذا بعد؟
جورجيوس: ثم لا تنسى أن العرب الموجودين تحت حكم الامبراطورية سيهرعون إلى مساعدة إخوانهم العرب وسيمدونهم بالعون العددي أو على الأقل بترصد حركاتنا وسكناتنا وإبلاغها للعدو..
أرطبون: بلى.. بلى..
جورجيوس: ولذلك أرى تجنب مجابهة المسلمين وجها لوجه وتركهم ينهبون بعض خيرات هذه الحدود.. مع تأهبنا واستعدادنا للانقضاض عليهم أن هم أوغلوا داخل الحدود..
أرطبون: بالصواب نطقت أيها الحاكم الحكيم.. أن أوغلوا بعدوا عن مراكز تموينهم وحينئذ يسهل علينا القضاء عليهم وابادتهم..
جورجيوس: هيا يا أرطبون.. أصدر الأوامر اللازمة..
اطبون: أمرك سيدي
(نقلة صوتية أصوات إجتماعات.. وصهيل خيل... وقعقعة سلاح وكأن هنالك معسكر ضخم.. ثم نسمع صوت علقمة يقول):
علقمة: لقد بلغ الحد بابي بكر في قتلى الردة مبلغا لا مثيل له: حتى أنه عزم على الخروج بنفسه لقتالهم بل خرج في مائة من المهاجرين والأنصار وخالد بن الوليد يحمل اللواء حتى نزل (بقباء) يريد أن يتلاحق الناس ويكون أسرع لخروجهم.
زيد: ولكن ما الذي يحدث للمسلمين لو استشهد أبو بكر في قتال أهل الرده...؟
علقمة: الله أعلم يا أخي.. والله لطيف بعباده.
زيد: هيا بنا نذهب مع المجاهدين ندافع عن هذا الدين فربما كتبت لنا الشهاده مع أبي بكر..
علقمة: هيا.. هيا..
(نسمع وقع حوافر خيلهما... ثم نسمع صوت جابر يقول):
جابر: إلى أين يا علقمة وأنت يا زيد..
علقمة: للدفاع عن ديننا ومساندة أبي بكر في قتاله المرتدين..
جابر: بورك فيكما.. بورك فيكما..
زيد: جابر أما يزال أبو بكر مصراً على الاشتراك بنفسه في قتلى المرتدين؟
جابر: لقد أشار عليه عمر بن الخطاب وغيره بالرجوع قائلين: ارجع يا خليفة رسول الله تكن للمسلمين ردءا فانك إن تقتل يرتد الناس ويعلو الباطل الحق.
علقمة: وهل قبل أبو بكر..؟
جابر: نعم قبل بعد أن اتفقوا على وضع الخطة اللازمة للسير عليها في قتال المرتدين.
زيد: أليست لك رغبة يا علقمة في قتال المرتدين؟
علقمة: أتسألني يا أخي وأنت تعلم أني نذرت نفسي للدفاع عن هذا الدين..
زيد: هل تريد أن تبقى بالمدينة بجوار أبي بكر أو تريد القتال تحت لواء خالد بن الوليد؟
علقمة: وددت لو أن لي روحين وجسمين لتركت أحدهما مع أبي بكر والآخر مع خالد..
زيد: نترك الخيار لخليفة رسول الله..
علقمة: ها هو جابر يسعى إلينا وهو متأهب للقتال...
زيد: لننظر ماذا يجيء به جابر..
جابر: السلام عليكم..
علقمة وزيد: وعليك السلام..
زيد: أراك على أتم الاستعداد للقتال..
جابر: نعم..
علقمة: وإلى أين؟ وتحت لواء من؟
جابر: إلى قتال طليحة بن خويلد الأسرى رأس المرتدين وتحت لواء خالد بن الوليد.. وإنما معي أيضا وهذا أمر خليفة المسلمين.
زيد وعلقمة: السمع والطاعة.. السمع والطاعة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :595  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 24 من 53
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج