شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 91 ـ
سماك: البشرى يا عزرا..
عزرا: أين هي البشرى يا سماك..
سماك: مات محمد يا عزرا.. مات.. لقد جاء يوم الخلاص لليهود..
عزرا: كيف مات.. كيف يموت.. أنا لا أصدق ذلك..
سماك: أنك ملقات يا عزرا... انك مثل أكثرية المسلمين في المدينة.. إنهم يقولون لم يمت. لقد نجحت خطتنا في بلبلة آراء المسلمين حول موت محمد أو حياته.
عزرا: وهل تصدق يا سماك موته؟
سماك: لماذا لا أصدق يا عزرا.. ألم يكن بشراً.. أليس هو كائن حي مثلي ومثلك معرض للموت طال الزمان أم قصر..
عزرا: صحيح.... صحيح.. يا سماك.. ما أروع تفكيرك.. إن اليهود بخير ما دام فيهما أمثالك.
سماك: لقد دقت ساعة العمل يا عزرا.. هيا نندس بين صفوف المسلمين ونبذر الخلف بينهم لعلهم لا يتفقون ويعودون إلى سالف تفرقهم فتندلع بينهم الحروب..
عزرا: وعندها تنتصر اليهودية.. تنتصر العبودية.. هيا بنا.. هيا بنا.. لا ولكني أخشى أن يقتلنا المسلمون أو أن نذهب قرباناً إذا ما استعر القتل بينهم لا يا سماك.. لن أخرج.. اذهب أنت وأعوانك..
سماك: إنك جبان رعديد يا عزرا..
عزرا: لأن تقول لي إني جبان ورعديد خير من أن تقول مات... مات.. لقد كان شجاع مقداماً.. مالي وللمخاطرة يا سماك..
سماك: سأذهب.. سأذهب.
عزرا: رافقتك السلامة يا سماك..
(نقلة صوتية.. مسبوقة بموسيقى صاخبة وضجيج وهرج ومرج ثم صوت علقمة يقول):
الناس وسادت صفوف كبار المهاجرين والأنصار..
علقمة: أنظر ها هو جابر قادم إلينا..
زيد: جابر إلينا يا جابر.. هات ما عندك..
جابر: إني موقن أن النبي صلى الله عليه وسلم قد لحق بالرفيق الأعلى..
(ثم يتلفت يمنة ويسرة فيسأله علقمة)
علقمة: لماذا تتلفت يمنة ويسرة كأنك تخشى أن يسمع أحد كلامك..
جابر: إني أخشى عمر بن الخطاب..
زيد: ولماذا؟؟
جابر: إن عمر بن الخطاب يدور من مكان إلى آخر.. وهو يقول:
والله ما مات رسول الله وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم وإني أخشى أن يقتلني من شدة غضبه على من يقول إن محمدا قد مات.
علقمة: إلى متى تظل في هذه الدوامة.
زيد: إلى متى يا أخي.. إلى متى يا جابر..
جابر: لقد شاهدت أبا بكر يأتي على فرسه من منزله فيدخل على دار ابنته عائشة..
زيد: لعله دخل ليتأكد من الوفاة..
جابر: نعم يا زيد.. هذا ما يجب أن يكون..
علقمة: هيا بنا نسرع إلى دار عائشة فلا شك أن أبا بكر سيخرج وسيحدث الناس بما رأى..
زيد: هيا... هيا..
(موسيقى تمثل أناساً يمشون.. ثم تخفت لنسمع موسيقى صاخبة وهرجاً ومرجاً وضجيجاً وأصواتاً مبهمة.. وأخير نسمع (جابر) يقول):
جابر: ها هو أبو بكر يخرج..
زيد: وها هو يقول لعمر بن الخطاب.. أيها الحالف على رسلك
علقمة: وها هم الناس يتركون ابن الخطاب ويلتفتون حول أبي بكر..
جابر: أبو بكر يعتلي بعض الأماكن، إنه يريد أن يقول شيئاً..
جابر: أبو بكر يحمد الله ويثني عليه ثم يقول: أما بعد فمن كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.. قال عز وجل: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ (الزمر: 30). وقال: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ (آل عمران: 144).
(أصوات نشيج وبكاء وعويل ثم صوت يقول):
صوت: والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر...
(أصوات نشيج وعويل وبكاء.. ثم صوت جابر يقول):
جابر: انظر إلى ابن الخطاب ما أن سمع أبا بكر يتلو الآية حتى عقر في مكانه وها هو يهوي جالساً على الأرض..
علقمة: لا حول ولا قوة إلا بالله..
زيد: إذن مات رسول الله.. في ذمة الله.. وفي جنان الخلد يا رسول الله وليرحمنا الله بعدك..
(ثم يغرق في النشيج فيقول له جابر):
جابر: كفاك نشيجا يا علقمة.. وأنت يا محمد.. لقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن البكاء.. أنظر إلى أبي بكر وإلى العباس بن عبد المطلب فاني ما رأيت أثبت ولا أحزم منهما.. إن هذه شعائر المؤمن الحق.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى)..
أم ياسر: مات النبي صلى الله عليه وسلم وما ترك ديناراً ولا درهماً ولا عبداً ولا أمة ألا بغلته البيضاء التي كان يركبها وسلاحه وأرضاً جعلها لابن السبيل صدقة.
أم سالم: عندي ما هو أعظم من ذلك يا أم ياسر.
أم ياسر: ما هو يا أم سالم؟
أم سالم: مات رسول الله ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير..
أم ياسر: لعل أحداً لم يعرف قبل فاطمة بنت رسول الله أن أباها سيموت..
أم سالم: كيف؟
أم ياسر: حدثتني عائشة بنت أبي بكر قالت: دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة في شكواه التي قبض فيها فسارّها فبكت ثم دعاها فسارّها فضحكت..
أم سالم: وهل سألت فاطمة عن أسباب البكاء والضحك...؟
أم ياسر: نعم.. عندما سئلت فاطمة عن ذلك قالت: سارني أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيت ثم سارني فأخبرني إني أول أهل بيته يتبعه فضحكت..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى صاخبة ثم نسمع أصواتاً خافتة نتبين أحدها فإذا هو صوت سماك يقول):
سماك: آه يا عزرا.. اني أكاد أموت حنقاً وغيظاً..
عزرا: ولماذا يا سماك.. هل سرق حانوتك؟.. هل أكل أحد الدائنين دينك؟..
سماك: يا ليت.. يا ليت..
عزرا: اذن ما الذي أغاظك يا أخي.. قل... قل..
سماك: أغاظني أبو بكر حين فوّت علينا فرصة الخلاف والشقاق فتلا تلك الآية التي نزلت برداً وسلاماً على قلوب الحاضرين فوحّدت مشاعرهم وأعادت إليهم رشدهم وصوابهم وحق موسى لو وقعت قطرة دم لكتبنا أول سطر في حرية اليهود في هذه الجزيرة.
عزرا: يجب ألا تيأس يا سماك فالعرب فطروا على الخلاف والشقاق وقتل بعضهم البعض.
سماك: أرى أمائر الشجاعة بدأت تظهر عليك يا عزرا.
عزرا: إنها مستمدة من شجاعتك وقوة إيمانك بيهوديتك..
سماك: بلى يا عزرا.. إن هنالك فرص وفرص كثيرة.. فالإسلام قد استطاع أن يوحّد العرب ويوجههم نحو عبادة الله واحد ولكنه لم يستطع تفتيت عصبياتهم وقومياتهم..
عزرا: بلى يا سماك.. بلى.. وحق موسى وإبراهيم إنك لتنطق بالصواب..
(نقلة صوتية)..
علقمة: لقد أصبحنا كالغنم المطيرة في ليلة شاتية بعد أن فقدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم..
زيد: بلى يا علقمة.. ها هي الخلافات بدأت بيننا.. فقد اشرأبت اليهودية والنصرانية ونجم النفاق وجاءت الأخبار عن ردة كثير من القبائل العربية.
علقمة: وها نحن المهاجرين نختلف مع الأنصار..
زيد: لا حول ولا قوة إلا بالله..
علقمة: أنظر يا زيد.. ها هو جابر قادم إلينا وهو يلهث..
زيد: لا شك أنه مثقل بالأخبار..
جابر: هلما معي يا علقمة وأنت يا زيد..
علقمة: إلى أين يا جابر..
جابر: إلى سقيفة بني ساعده حيث اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة..
علقمة: ظهرت بذور الخلاف وانشغل المسلمون بها عن غسل النبي وتكفينه ودفنه..
زيد: يا لسوء المصير..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :643  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 22 من 53
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج