شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 90 ـ
جابر: (بحزن): أصبح النبي محموماً ومصاباً بصداع شديد.
علقمة: شفاه الله وعافاه.
زيد: كان حج هذا العام إرهاقا للرسول صلى الله عليه وسلم.
جابر: لقد كان تشريعاً بين فيه النبي مناسك الحج جملة وتفضيلاً.
علقمة: لا أرانا الله مكروهاً فيك يا رسول الله.
(همهمة وغمغمة وأصوات مبهمة يعلو بعضها فيسمع وينخفض البعض الآخر فلا يسمع)..
صوت: مريض..
صوت: محموم..
صوت: صداع..
صوت: ويل للمسلمين إن حدث للرسول مكروه..
(نقلة صوتية)..
أم ياسر: أبلغك مرض الرسول يا أم سالم؟
أم سالم: بلغني وإني والله لفي غم عظيم منذ سمعته.
أم ياسر: لقد بدأ المرجفون يظهرون من حجورهم.
ام سالم: أي مرجفين يا أم ياسر؟
أم ياسر: بقايا المنافقين واليهود المجرمين.
أم سالم: أجاءك عنهم شيء جديد؟
أم ياسر: نعم.. نعم.. إنهم ينشرون الشائعات ليوقعوا الناس في بلبلة وحيرة إن حدث للرسول مكروه لا قدر الله..
أم سالم: لا قدر الله... لا قدر الله..
أم ياسر: والله لن تستقر الحال في جزيرتنا ما دام فيها بقايا لليهود.
أم سالم: قولي وأعوانهم من المنافقين بقايا رأسهم الذي هلك عبد الله بن أبي بن سلول.
أم ياسر: إن كراهية اليهود تجري في دمائهم..
أم سالم: آه.. متى يأتي اليوم الذي نتخلص فيه من هؤلاء اليهود وأعوانهم من المنافقين..
(نقلة صوتية.. مسبوقة بموسيقى)..
سماك: أسمعت بمرض محمد يا عزرا.
عزرا: لا يا سماك.. أهي بشرى تزفينها إليّ؟
سماك: أجل يا عزرا.. لئن قضى محمد نحبه سسينقسم المسلمون على أنفسهم.. وسيعودون إلى سيرتهم الأولى قبل الإسلام..
عزرا: وسيتخلص اليهود مما هم فيه من ذل واستعباد.
سماك: لماذا لا نمهد لهذا الانقسام؟ لماذا لا نبذر بذور الخلف بين المسلمين حتى إذا مات محمد كانت بذور الخلف قد نبتت وبدأت تؤتي ثمارها.
عزرا: ولكن.. ألا تخشى أن ينكشف أمرنا فنجني على البقية الباقية من اليهود في الجزيرة..
سماك: نحن يا عزرا نعيش الآن عيشة أسوأ من الهلاك إذ في الهلاك الراحة الأبدية..
عزرا: من أين جاءتك هذه الشجاعة يا سماك؟
سماك: من كراهيتي الأصيلة للمسلمين.
عزرا: حسناً.. ولكن أنا وأنت لا نصنع شيئاً..
سماك: صحيح.. ولكن هنالك اليهود في خيبر وتيماء.. ثم أنسيت بقايا سيوف عبد الله بن أبي بن سلول؟
عزرا: أتعني المنافقين؟
سماك: بلى.. بلى يا عزرا.
عزرا: كنت أظنهم هلكوا بهلاك ابن سلول.
عزرا: هلك من هلك وبقي منهم كالجمر تحت الرماد..
عزرا: هيا إلى العمل يا سماك.. فمرض محمد فرصة العمر.. والمسلمون في شغل شاغل به.
سماك: هيا... هيا..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة)..
أم ياسر: يقال يا أم سالم أن مرض الرسول يشتد عليه يوماً بعد يوم.
أم سالم: علمت من أبي سالم أن المرض اشتد حين بلغه أن قوما تكلموا عن أسامة بن زيد قائد الحملة الجديدة.
أم ياسر: وماذا قالوا؟
أم سالم: قالوا: يستعمل هذا الغلام على المهاجرين.. فغضب الرسول صلى الله عليه وسلم من ذلك غضباً شديداً فخرج وهو في مرضه وخطب في الناس:
أم ياسر: وماذا قال؟
أم سالم: قال ما معناه: إن تطعنوا في إمارة أسامة فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه، وأيم الله إنه كان خليقاً لإمارته، وإنه كان لمن أحب الناس إليّ وإن هذا أبي أسامة لمن أحب الناس إليّ بعده..
أم ياسر: لعمري أن من تقوّلوا على أسامة هم من المنافقين والنبوة الذين خرجوا من حجورهم بعدما علموا بمرض النبي.
أم سالم: إني أرى الفتن يا أم ياسر قد أقبلت كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها.
أم ياسر: لقد بدأنا نأكل بعضنا والرسول ما يزال بيننا فكيف إذا أخذه الرفيق الأعلى إلى جواره.. لا حول ولا قوة إلا بالله..
أم سالم: لا حول ولا قوة إلا بالله. قولي يا أم ياسر أما يزال النبي طريح الفراش في بيت ميمونة بنت حفص..
أم ياسر: لا.. لقد علمت أنه صلى الله عليه وسلم استأذن نساءه في أن يمرض في بيت عائشة بنت أبي بكر..
(نقلة صوتية مسبوقة موسيقى)..
سماك: تعالى يا عزرا أبشرك..
عزرا: بماذا تبشرني يا سماك.. لا تبشرني إلا بموت محمد..
سماك: هذا قريب.. وقريب جدا ولكن اسمع.
عزرا: ماذا.. قل واوجز.. فالعيون حولنا كثيرة.
سماك: لقد استأجرت أحد المنافقين وأوعزت إليه أن يشيع أن الناس جد مستائين وساخطين من تولية غلام لم يبلغ السابعة عشرة من العمر إمارة جيش فيه كبار المهاجرين والأنصار كأبي بكر وعمر وأسيد بن حضير وحباب بن المنذر.
عزرا: يا لك من داهية ماكر.. وما جرى بعد ذلك؟
سماك: علم محمد بذلك فغضب غضباً شديداً وخرج وهو مريض وخطب في الناس يلومهم على قولتهم هذه..
عزرا: ولا شك أن تعرض محمد للغضب والخروج من فراش المرض قبل الشفاء سيعجل في حتفه.. يا لقوة ذكائك يا سماك.. بورك لليهود فيك..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى)..
علقمة: إنّ حالة النبي الصحية زادت سوءاً فوق سوء من بعد خطبته الأخيرة.. سامح الله الذين كانوا السبب في خروجه وهو مريض..
زيد: أجل يا علقمة.. لقد آذوه بمقالتهم على أسامة بن زيد واضطروه إلى الخروج في وقت هو أحوج ما يكون فيه إلى الراحة.
علقمة: لقد بلغ به المرض أشده حتى إنه أمر أبا بكر أن يصلي بالناس..
زيد: أخشى عليه يا علقمة.. أخشى عليه..
علقمة: أتعني الموت يا زيد..
زيد: نعم.. نعم..
علقمة: ولكنه حق.. كل نفس ذائقة الموت..
زيد: ولكن موت الرسول فجيعة على الإسلام والمسلمين..
علقمة: وأية فجيعة يا زيد.. إنني أخشى الفرقة والانقسام.. إنني أكاد أموت فرقا حين أتذكر ما كنا عليه قبل الإسلام.
زيد: صحيح ما تقوله يا علقمة.. ها هي بذور الخلف تبدو رؤوسها أتذكر يوم الخميس حين استدبر برسول الله وجعه فقال: ائتوني اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا.. وإننا عندما تنازعنا، وكان لا ينبغي أن نتنازع عند نبي، وأكثرنا من اللغو والاختلاف قال: قوموا عني.
علقمة: أذكر ذلك اليوم ولا أنساه..
زيد: انظر يا علقمة ها هو جابر يسعى إلينا.. إن جعبته لا شك زاخرة بالأخبار.
(يصل جابر).
جابر: السلام عليكم
زيد وعلقمة: وعليك السلام. هات ما وراءك من أخبار
جابر: لقد تحسنت صحة النبي صلى الله عليه وسلم... حتى إن أبا بكر سار إلى أهله بالسخ خارج المدينة.
زيد وعلقمة: الحمد لله.. الحمد لله.. بشرك الله بالخير
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى)..
سماك: عزرا! عزرا!
عزرا: نعم يا سماك أدخل.. الطريق مأمون.. هل من جديد..
سماك: أصبح محمد معافاً..
عزرا: ويلك يا سماك هل جئت تبشرني أو تعزيني..
سماك: بل لأبشرك...
عزرا: وأي بشرى فيما قلت يا سماك.
سماك: إن هذا التحسن الذي طرأ على صحة محمد إنما هو صحوة الموت..
عزرا: بل قل موتنا وموت اليهود يا سماك..
سماك: يا عزرا.. كن شجاعاً ولو دقيقة واحدة
عزرا: متى كان اليهودي شجاعاً يا سماك.. إنني شجعان وراء الجدران والخنادق.. جبناء في مواجهة الأعداء..
سماك: وأنا ألست يهودياً مثلك..؟
عزرا: إن أمك يهودية وأباك عربي تهوّد.. وقد جاءتك الشجاعة منه..
سماك: اسمع.. لدي خبر سار..
عزرا: ما هو لم لم تقله من قبل.. قبل أن يجف دمي من الهلع الخوف على مصيرنا..
سماك: لقد أرسلت بعض أعواننا إلى عيينة بن حصن الفرار وأوعزت إليهم بأن يغروه بالاستيلاء على المدينة في حالة وفاة محمد وأننا سنمدهم بالمال وبما لدينا من رجال..
عزرا: وهل اقتنع عيينة ومن ورائه قبائل عطفان؟
سماك: الأخبار الأولية مطمئنة يا عزرا.. مطمئنة.
عزرا: هذه الأخبار تستحق أن تسمى بشرى.. ها.. أراني.. بدأت أحس بشيء من الشجاعة أمر عجيب.. كيف تأتى لي ذلك.. ربما لأن قبائل ستكون درعنا الواقي أمام المسلمين.. صحيح.. صحيح..
سماك: (يضحك)... ها.. ها.. ها.. عزرا أصبح رجلاً..
عزرا: وهل أنا إمرأة من قبل يا سماك؟
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى.. فيها حزن وصخب وعويل.. وضجيج.. ثم أصوات تعلو وتخفض)..
صوت: مات..
صوت: لا لم يمت محمد
صوت: مات.. لا حول ولا قوة إلا بالله..
صوت: سأقطع عنق كل من يقول أن محمداً قد مات..
صوت: محمد حي لم يمت.
صوت: محمد مات..
صوت: محمد مات.. وامصيبتاه..
(هرج ومرج ثم خبطة موسيقية قوية)..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :596  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 21 من 53
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

زمن لصباح القلب

[( شعر ): 1998]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج