شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تضحية فتى
قصتنا الليلة: (( تضحية فتى )) للروائي الإيطالي إدمون آمسيس. ولد إدمون آمسيس في مدينة تورينو عام 1912م.
عنى إدمون آمسيس في مستهل حياته بالأدب والصحافة ثم عالج القصة وبرز فيها ووضع عدة قصص وروايات في مقدمتها قصة هذه الأمسية (( تضحية فتى )) .
الراوي: لم يكن قد جاوز الثانية عشرة من عمره.. وكان أكبر أولاد أبيه وفي السنة السادسة في مدرسة القرية الابتدائية - ومع حداثة سنه وجمال خلقه ونضارة وجهه كان ممتلىء الجسم راجح العقل.. سليم التفكير، كان والده يتقاضى راتباً ضئيلاً من عمله في مصلحة السكة الحديدية لا يكاد يقيم أود أسرته الكبيرة.. وقد بلغ أرذل العمر وكان يعلق آمالاً كبيرة على نجاح ابنه في الشهادة الابتدائية حتى يلحقه بإحدى الوظائف فيخفف عن كاهله بعض الحمل وكان الوالد يقوم ليلاً بعد الفراغ من عمله بالسكة الحديدية بكتابة عناوين المشتركين لبعض دور النشر ويأخذ ثلاث ليرات مقابل كتابة خمسمائة عنوان.. وكان يضج بالشكوى من هذا العمل ويقول لزوجته وأولاده مع كل ليلة وهم يتناولون العشاء.
الوالد: إن العمل بالليل يكاد يذهب بنور عيني.. ولكن ما حيلتي وليس منه بد..
الراوي: وذات ليلة قال له ابنه معقباً على هذه العبارة..
الولد: إنك تعلم يا والدي أن خطي قريب الشبه من خطك وإني أستطيع أن أكتب كما تكتب أنت فهل هناك ما يمنع من مساعدتك بقدر ما أطيق؟
الوالد: لا.. لا يا بني! حاشا لي أن اختلس منك بعض وقتك فأنت في حاجة إلى كل دقيقة تمر لتستذكر فيها دروسك وتجدد معلوماتك فاحرص على وقتك وواظب على عملك - هيَّأ الله لك أسباب النجاح وكتب لك التوفيق.. شكراً يا بني على رقيق شعورك ونبيل عواطفك وأرجو أن لا تعاود التفكير في هذا مرة أخرى.
الراوي: وكان الفتى واسمه (جول) يعرف حق المعرفة أن أباه شديد الحرص على وقته وأنه لن تجدي معه أية محاولة ليقبل أنه يعاونه فآثر الصمت وطوى في نفسه أمراً.. فغالب النوم في تلك الليلة التي دار فيها هذا الحديث مع والده وظل مستيقظاً حتى تيقن أن أباه قد استغرق في نومه، فنهض وتسلل على أطراف أصابعه إلى الحجرة التي اعتاد أبوه أن يكتب فيها ما تكلفه به دور النشر، ودلف إليها وئيد الخطى ثم أشعل المصباح وجلس إلى المكتب وبيده الصغيرة أخذ يقلب الأوراق المكدسة فوقه إلى أن اهتدى إلى المكان الذي انتهى إليه أبوه في ليلته فشرع ينسج على منواله في حذر وحيطة وكله حرص أن يتشابه الخطان وتتقارب الحروف لئلا يكون هناك فرق بينهما يدركه أبوه. وكان يكتب في سرور وعجلة، وكلما توهم أو مر بخاطره أن أحداً يراقبه من أهله كف عن الكتابة وتلمس الباب ليتسمع إن كانت هناك حركة فإذا لم يحس شيئاً رجع إلى مكانه وثابر على عمله وبعد أن كتب في تلك الليلة حوالي مائة وستين عنواناً يستحق عليها أجر (ليرة واحدة) ألح عليه النوم فأطفأ المصباح ورجع من حيث أتى ثم أخذ مكانه من السرير واستسلم لنوم عميق لم يصح منه إلاّ على صوت أمه توقظه قائلة:
الوالدة: جول - جول! قم يا بني.. لقد تأخرت في نومك.. ماذا دهاك، ثم حان وقت المدرسة..
جول: حاضر يا ماما.. حاضر..
الراوي: ولم يقم جول نشيطاً كعادته ولكنه تكلف ذلك أمام أهله.. وعندما انتظم عقد الأسرة حول المائدة لتناول الغداء في اليوم التالي كان السرور يشع في نفوسهم جميعاً فقد رأوا والدهم - على غير ما عهدوه فيه - باسم الثغر، لين الحديث، يكاد كلامه يسيل رقة وعذوبة وخاصة عندما أدار دفة الحديث كعادته حول ما يبذله من عمل كان في هذه المرة كثير الفرح والابتهاج يزرع ابتسامته بين زوجه وأولاده.. وأخيراً ربت على كتف ابنه - جول - وكان يجلس بجانبه وقال وابتسامة مشرقة تزين محياه:
الوالد: يسرني أن تعلم يا ((جول)) أن والدك جم النشاط، كثير الإنتاج، وأنه ما زال في عز الشباب وحسبي في الاستدلال على ذلك أني قد أنجزت في ليلتي المنصرمة في مدى ساعتين أكثر مما كنت أعمل في كل ليلة بمقدار الثلث..
الراوي: وكان والد ((جول)) يقدر عمله دائماً بالزمن الذي يقضيه فيه من غير أن يهتم بالنقطة التي منها ابتدأ وبالتي انتهى إليها.. لذلك لم يفطن إلى عمل ابنه وهكذا واصل حديثه قائلاً:
الوالد: ومع أني زدت عن عملي كل ليلة بهذا القدر، لم تفتر همتي ولم تضعف عزيمتي ولم تكل يداي وتتعبني عيناي.
جول: إنك عظيم يا أبتاه.. بارك الله لنا فيك وزادك قوة وعزماً ونشاطاً.
الراوي: وصمم ((جول)) على أن يضاعف الجهد في مواصلة العمل ليستديم سرور أبيه ونشاطه وانشراحه وليلازمه الشعور بالقوة، فكان يقوم في منتصف الليل إلى حجرة المكتب ويتابع عمله حتى يغلبه النعاس فيعود إلى سريره وكان يبالغ في الحيطة حتى لا يفطن إلى عمله أحد من الأسرة.. ونجح في ذلك أيما نجاح إلى أن فاجأ الوالد أسرته ذات ليلة قائلاً:
الوالد: يخيل إلي أن المصباح في مكتبي يستنفد في هذه الليالي مقداراً ليس باليسير من البترول ولست متأكداً أن المصباح به خلل أو أن البترول فاسد.
الراوي: وتولد خوف داخلي في قلب ((جول)) وخشي أن ينتبه والده لما يقوم به من مساعدة له وساوره شيء من القلق لم يلبث أن تبدد حين أتخذ حديث أبيه مجرى مغايراً.. واستمر ((جول)) يعمل ما اعتاده بعد أن ينصرف أبوه للنوم وقد بدأ هذا الجهد يؤثر عليه فكان ينام من شدة التعب بينما هو يستذكر دروسه.
وفي إحدى الأمسيات لم يقو (جول) على مدافعة النوم فاستسلم لسلطانه وألقى برأسه على الكتب فوق مكتبه ولم يستيقظ إلا حينما صاح به أبوه وهو يصفق بكلتا يديه في جلبة وضوضاء وينتهره قائلاً:
الوالد: جميل منك هذا النوم.. لعلّك قضيت يومك في قطع الأحجار وجمع الحطب من الغابة إنك إذن في حاجة إلى الراحة والنوم.. انهض.. انهض.. وذاكر يا - جول - فغير لائق بمثلك أن ينام.
الراوي: ونهض المسكين وهو يرتعد فرقا وواصل الاستذكار في سآمة وملل.. ولم تفارق عينه السطر الأول من الكتاب الذي أمسك به.. وما أن غاب عنه أبوه إلى حجرة نومه، وأيقن أنه قد استغرق في النوم حتى شرع في عمله في دأب وجد إلى أن تيقن من أنه فرغ من القدر الذي يكتبه كل ليلة في كتابة العناوين فغادر موضعه إلى سريره.
وتكرر نوم ((جول)) أثناء الاستذكار وتكرر من أبيه لومه وتأنيبه على تفريطه وإهماله وانضمت والدته مع والده في التقريع وكان مما قالته له:
الوالدة: ((جول)) إنك لم تعد ذلك التلميذ المجد الذي عرفناه من قبل وهذا يؤلمني كثيراً ففكر جيداً وراجع نفسك وعدل سلوكك، وثابر على عملك فإننا جميعاً قد علقنا أملنا عليك ووضعنا رجاءنا بعد الله فيك، فكن عند حسن الظن بك وثق أننا لن نتذوق للحياة طعماً إلا إذا وثقنا من أنك عدت إلى ما كنت عليه نشيطاً في عملك مكباً على دروسك..
الراوي: وقد نالت هذه العبارات من نفس ((جول)) وأثرت فيه كثيراً لأنه لم ير والديه قط بمثل هذا العبوس.. وفي تلك الليلة التي حدثت في صباحها تلك المشادة بين الوالدين وولدهما جلس والد جول يتحدث إلى أولاده على مائدة العشاء في بشر وسرور وقال لهم في نشوة من الطرب وفيض من الفرح:
الوالد: لقد زاد الدخل يا أولادي من كتابة العناوين في هذا الشهر اثنين وثلاثين ليرة عنه في الأشهر الماضية وها قد جئتكم بصندوق من الحلوى هدية مني إليكم بهذه المناسبة السارة.
الأولاد: بارك الله فيك يا أبتاه.. بارك الله فيك..
أحد الأولاد: ما ألذ هذه الحلوى وما أشهاها..
الوالدة: كلوا يا أولادي هنيئاً مريئاً وادعوا لوالدكم بالصحة والعافية والعمر المديد..
الوالد: ولا تنسوا والدتكم يا أولاد من الدعاء وأدعو لأخيكم ((جول)) بالهداية فإن حاله قد ساءت وتبدلت.
الراوي: وتمالك جول نفسه عندما سمع هذا التقريع وأنصت إلى ضميره وهو يردد ((حسبك يا جول)) هذا السرور الذي أفعم قلب والدك.
وواظب ((جول)) على العمل - ليلاً - معاونة لأبيه مدة شهرين كاملين كان خلالهما مثلاً طيباً من أمثلة النشاط والجلد. أمّا عمله المدرسي فقد تأخر فيه كثيراً وأضحى دون المتوسط مما حمل والده على الحنق عليه والموجدة منه.. وفي يوم ما عرج أبوه على المدرسة وقابل أستاذ ((جول)) ليستفسر منه عن حالة والده فقال له الأستاذ:
الأستاذ: إن ابنك في حال لا يحسد عليها.. لقد كان قبل ثلاثة شهور مثلاً يحتذي في الجد أما اليوم فقد تسرب إليه الخمول والكسل فكثيراً ما يتثاءب ويتمطى أثناء الدرس وأصبح قليل الانتباه إلى الدروس والعناية ولا أدري ماذا دهاه.
الراوي: فشكره والد ((جول)) وانصرف وفي قلبه من الهم ما لا يعلم كنهه إلا خالقه، وعندما عاد من عمله في المساء نادى ابنه وانفرد به في حجرة مكتبه وقال له في كثير من العفة:
الوالد: إنك تعرف يا جول أن زهرة حياتي قد ذبلت ومع ذلك فأنا أواصل الليل بالنهار من أجل العائلة ومن أجلك، وكنت أود أن تقدر ذلك مني فتثابر على عملك وتجد في دروسك لتبلغ الغاية التي رسمتها لك فاتخذ منك عوناً لي على تدبير ما يلزم لتلك الأسرة الكبيرة من نفقات ولكنك أبيت إلا أن تزيد همومي وتضاعف آلامي بتقصيرك وإهمالك.
جول: لا يا والدي! إني أقدر تمام التقدير أنك تركب الصعب من أجلنا وأنك تضحي بصحتك في سبيلنا.
الوالد: أخالك تعلم أن دخلنا ضئيل وأن أسرتنا كبيرة وأنه لا بد لنا من عزائم قوية لتنهض بتكاليف المعيشة وقد كنت أتوقع أن مصلحة السكة الحديدية ستمنحني مائة ليرة في هذا الشهر مكافأة لي ولكن علمت صباح اليوم أنها قد عدلت - فحز ذلك في نفسي وكان وقعه أليماً على قلبي.
الراوي: تأثر ((جول)) لسماع هذا الخبر وارتاعت نفسه.. ولكنه صمم على مساعدة أبيه في كتابة العناوين - أما دروسه فسيذاكرها بالقدر الذي يهيىء له النجاح فيها.. وواصل جول ((عمله في معاونة أبيه شهرين آخرين كان فيها يغض الطرف عما كان يواجهه به أبوه من قارص الكلام ولاذع التأنيب - ولما رأى والده أن ابنه لم يتأثر بالنصح أهمله إهمالاً تاماً فلم يعد يحدثه ولا يستمع إليه ولا ينظر إليه وقطع كل صلاته به يائساً من إصلاحه - وما أن رأى الغلام ذلك من أبيه حتى اعتلت صحته واصفر لونه وغارت عيناه وأصبح أشبه بالمصدورين وشاع الإهمال في عمله المدرسي شيوعاً لم يسبق له نظير لقد همّ أن يكف عن عمله في مساعدة والده ولكن دقات الساعات الإثنتى عشرة كانت تدفعه دفعاً إلى القيام بالمهمة التي أخذ على نفسه أن يقوم بها.
وراع والدته اعتلال صحته فقالت لزوجها
الوالدة: إن جول مريض وأنت عنه في شغل - ألا تراه وقد ذوت نضارته وكهل جسمه وتمشت العلة في أعضائه.
الراوي: ثم التفتت الأم إلى ابنها واقتربت منه قائلة:
الوالدة: جول - ولدي - حبيبي!! مم تشكو؟ ماذا تحس؟ قل هذا أبوك وأنا لا تخفِ عنا شيئاً..
الوالد: إن هذا الولد لا يهمني الآن في شيء لأنه خيب أملي فيه - فانصرف إلى اللهو وصم أذنيه فلم يعد يسمع نصحي.
الوالدة: ولكن حالة الولد سيئة.. وقد فات أوان اللوم والتقريع.. فتدبر الأمر بحكمة لئلا تسوء العافية وعندها لا ينفع الندم.
الوالد: إني أكرر أن ((جول)) لم يعد يهمني منذ الآن، عاش أو مات صحّ أو اعتل.. فقد رضت نفسي على أنه ليس لي ابن لا يقدّر ظروفي ولا يصغي لإرشادي فلا تحدثيني في شأنه بعد اليوم.
الراوي: كان لهذه الكلمات في قلب الصبي وقع السهام فقد أيقن أنه مات في قلب والده وأنه أصبح لديه نسياً منسياً.. وأن ذلك كان بسبب معاونته له فصمم أن يسترد حب والده وعطفه بالكف عن معاونته في أعماله الإضافية وبالعكوف على المذاكرة والجد في دروسه.
فلما أعلنت دقات الساعة أن الليل قد انتصف وأن موعد قيامه قد حان أخذ يتقلب في فراشه كالمحموم وطار منه النوم وأحس أنه يوشك على ارتكاب جريمة في حق أسرته إن قعد عن متابعة العون لأبيه وأخيراً لم يجد بداً من القيام إراحة لضميره وبراً بأبيه ورأفة بأسرته، وعقد النية على دعم العودة إلى العمل بعد تلك الليلة.. فتسلل إلى حجرة المكتب وأخذ مكانه منها وقبل أن يستقر في مكانه.. طاشت من يده حركة أطاحت ببعض الكتب فأحدث سقوطها على الأرض صوتاً مزعجاً قطع سكون الليل المطبق حوله وبعث الرعب في قلب الفتى فجمد الدم في عروقه ولكنه استرد جأشه ونفسه وقرب إليه سجل العناوين التي أصبح يحفظ معظمها وأخذ يكتب في حركة لا شعورية وقلبه مفعم بشيء من السرور والألم.
وكان كلما تخيل صوت حركة قام إلى الباب ونظر من ثقب الباب ومر الحارس أمام البيت فارتجف قلب جول ومرت سيارة فتركت صدى مزعجاً في نفسه لم يلبث أن زال فاستمر في كتابته، ولم يدرك ((جول)) أن سقوط الكتب أيقظ والده وأن ضوضاء الشارع والسيارات حالت بينه وبين الشعور بوالده وهو يفتح الباب ويدلف إلى الحجرة ويطل برأسه الأشيب من فوق منكبيه ينظر إلى حركات يد ((جول)) وهي تسطر العناوين في سرعة فائقة وإتقان بالغ فتسمر في مكانه وغمره شعوره ممتزج بالألم والسرور ولم يستطع أن يتمالك نفسه فسقطت من عينه دمعتان على يد (جول) الذي انتبه فارتاح حين رأى أباه وصرخ صرخة عالية:
جول: اغفر لي يا والدي.. لن أعود، لن أعود أبداً.. اغفر لي..
الراوي: فاحتضنه أبوه.. وراح يهدىء روعه ويقبل ما بين عينيه ويقول:
الوالد: لا عليك يا بني - أنا أحق بعفوك - وأولى بمغفرتك - أقبل معذرتي واصفح عني أنا والدك الضعيف سببت لك الآلام وجلبت لك الأمراض.. اهدأ يا بني.. اهدأ..
الراوي: ثم انخرط والده في البكاء وحمل ابنه بين ذراعيه وأسرع به إلى أمه في حركة لا شعورية وكانت تلك الجلبة قد أيقظتها.. ثم وضعه برفق بين ذراعيه وهو يقول:
الوالد: قبلي هذا الولد البار.. إنه ضحى بصحته.. وأودى براحته وبذل كل ما في استطاعته من أجلنا - لقد ضرب أكبر مثل من أمثلة التضحية والإيثار.. حرم على نفسه النوم منذ زمن بعيد ليعاونني على كسب الخبز لتلك الأسرة الكبيرة وأنا أطالعه كل ساعة بنوع جديد من التأنيب والتعذيب حتى أثقلت على قلبه.. ذلك القلب الذهبي الذي انطوى على أنبل العواطف..
الوالدة: ولدي.. حبيبي.. سأظل أفخر بتضحيتك وأعتز..
هيا نأخذه إلى حجرة النوم فإنه بحاجة شديدة إليه.
جول: بارك الله لي فيكما يا والدي.. إنني مدين لكما ولا أستطيع أن أقوم بحقكما عليّ اذهبا أنتما أيضاً بحاجة إلى النوم والراحة.
الراوي: واستغرق ((جول)) في نوم عميق لم يفق منه إلا في ضحى اليوم التالي.. فاستيقظ نشيطاً تترقرق الحيوية في وجهه مستمتعاً بلذة استعادته لرضا والده ومكانته في قلبه وحين صحا وجد والده بجانب سريره وقد أسند رأسه الأبيض على نفس وسادته واستغرق في سبات عميق وعلى وجهه بسمة الرضا - فابتسم ((جول)) لأن والده قد قدر له التضحية.
ومرت الأيام - ونجح (جول) واستطاع أن يخفف بعض حمل الأسرة الكبيرة عن كاهل أبيه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :654  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 17 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.