"حدث الداروني قال: مر إبراهيم بن قطن اللغوي الراوية المهري (المتوفى سنة 253هـ) بناحية القيساوية عن الصيارفة فقام إليه فتى كان يختلف إليه ويسمع منه، فقال له: إلى أين أصلحك الله يا أبا الوليد؟ قال: إلى سوق الطعام أشترى بهذين الدينارين قمحاً.. فمد يده إلى صرة كانت في كمه فدفعها إليه وقال: استعن بهذه أصلحك الله على شرائك للقمح، فأخذها ثم مضى غير بعيد و هو يظن أنها دراهم! ففتحها فإذا بها خمسون ديناراً.. فانصرف إليه فلما رآه تلقاه، فأخرج المهري الصرة فقال: أن تكون غلطت؟ إنها دنانير! فقال: ما غلطت أصلحك الله والله إني محتشم من التقصير..".
قلت: ذلك وفاء طلاب العلم من أبناء العرب ذوي الأخلاق الكريمة والشيم القويمة.. وذلك عفاف أساتيذهم الكبار والخير فيهم وفي أعقابهم حتى تقوم الساعة إن شاء الله تعالى..