"جاء أشعب إلى أبي بكر بن يحيى من آل الزبير فشكا إليه، فأمر له بصاع من تمر!! وكانت حال أشعب رثة.. فقال له أبو بكر: ويحك يا أبا أشعب في سنك وشهرتك تجيء في هذه الحال فتضع نفسك فتعطي مثل هذا.
اذهب فادخل الحمام فاخضب لحيتك. ففعلت ثم جئته فألبسني ثياب الصوف له وقال: اذهب الآن فاطلب.. قال: فذهبت إلى هشام بن الوليد صاحب البغلة من آل أبي ربيعة.. وكان رجلاً شريفاً موسراً فشكى إليه فأمر له بعشرين ديناراً.. فقبضها أشعب وخرج إلى المسجد وطفق كلما جلس إلى حلقة يقول: أبو بكر بن يحيى جزاه الله عني خيراً.. أعرف الناس مسألته؟! ففعل بي وفعل فقص قصته.. فبلغ ذلك أبا بكر فقال: يا عدو نفسه.. فضحتني في الناس فكان هذا جزائي".
قلت: لذلك يروى الكثيرون حكايات غريبة عن المتوفرين.. والمتجملين من أرباب المسألة.. في البلاد الأخرى!! فكأنهم وقفوا على هذا السر فاتخذوا الملائم.. وبذلك أساؤوا إلى الذين يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف".
وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.