شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مضار (الجبا)
حاولت مراراً أن أقف على أصل لهذه الكلمة - التي يستعملها الناس في (المقاهي) و(المشارب) وربما أحياناً في (المطاعم).. وهي (الجبا).. فلم أظفر بما يشفي الغليل عنها - اللَّهم إلا ما كان من مادة الجمع والجباية.. أما بمعناها المعتبر في ذا الزمان.. فمن فضل الله تعالى لم يكن له جذر عميق.. ولا جذم عريق.. ولم أعثر قط على أن للعرب في جاهليتهم - ولا بعد أن زهت بهم عواصم الحضارة في الشرق والغرب قد استعملوه أو اتخذوه، وهم السباقون إلى المحامد والمكارم.
ولو أنصف المتأمل في هذه الكلمة لحذف منها الألف وأضاف إليها الهاء حتى تكون بمعنى (جبه) فلان فلاناً- بالمكروه.. إن لم يكن بالضرب..
وأخلص من ذلك إلى أن (الجبا) الذي تنكره الأوساط المنعدمة كلها فيما رأيت وسمعت.. وتأباه الأخلاق السليمة.. لا يخلو من مشاكل ومفاجآت ذميمة.. فربّ سخيٍّ بماله كريم بفطرته مترف بجيبه يترشح عرقه صبباً، ويلمس طريقه هرباً، من آثار هذه (الآفة).. فمهما ضعف حاله وحل به قادم أو نزل بساحة (قريبة من مكانه) في أي مقهى أو مشرب أو مطعم ذو معرفة أو شخصية أثيرة فإنه ليضطر أن يبذل كل ما لديه في سبيل هذا (الجبا) ولو أتى على ما يكفيه أسبوعياً..
ألا فليتضامن الذين يقدرون ظروف الناس على ترك هذا الاصطلاح الضار. ولينظروا إلى أنهم بذلك إنما يكونون قدوة حسنة لمن بعدهم أو من يقتدي بهم.. وقد تلقنت في ذلك درساً بالغ العظمة منذ نيف وثلاثين عاماً.. فآثرت أن لا أساير هذا العرف ما استطعت إبقاءاً على الدراهم المعدودة في محافظ أو (أكياس) الكرماء من محدودي الموارد وكثيرهم.
وكان المدرسون -على عناهم- أنصح نصيحة، وأبعد نظراً من الذين يخشون القالة من جراء قطع هذه العادة الضارة.. و(الأعمال بالنيات)- ولكل امرئ ما نوى.
وما أعقل الذين يعقلون اللوحات على أبوابهم -بالقلم العريض- (الجبا ممنوع - والعتاب مرفوع).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :399  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 843 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج