(لبيكَ) رَبَّ الكائناتِ |
و"غافرَ الذنبِ" الرَّحيمْ |
(لبيكَ) يا ربَ الحجاجِ |
ومالكَ العَرْشِ العظيمْ |
(لبَّيكَ) ما سَطَعَ النَّهارُ |
وعَسعَسَ اللَّيلُ البَهِيمْ |
(لبَّيكَ) في عرضِ البِحارِ |
وفي - الفِجاجِ - وفي السَّديمْ |
(لبَّيكَ) لا نُحصي ثناءَكَ |
أيُّها الرَّبُّ الكَرِيمْ |
* * * |
(لبيك) مِن أعماقِنَا |
والأرضُ - نرجفُ؛ والسَّماءْ!! |
(لبيك) والدُّنيا رُؤًى |
بينَ البقاءِ - أوِ الفَناءْ!! |
(لبيك) والأكبادُ تزفُرُ |
في الشِقاقِ؛ وفي البَلاءْ!! |
(لبَّيك) والإنسانُ يَعرُجُ للنُّجُومِ |
ويَستَجِنُّ بِهِ الفَضَاءْ!! |
(لبيك) ما (قدَّرتَه) - |
ماضٍ وفيه لَكَ (القضاءْ)! |
* * * |
(لبيك) قد عصفتْ بِنا |
وتغوّلتْ هُوجُ الرِّياحْ! |
وَسَطَا القويُّ عَلى الضَّعيفِ |
وقد تمرد؛ (بالسِّلاحْ)! |
(بالذَّرةِ الصُّغرى) - تُفَجَّرُ |
بالغُدُوِّ؛ أوِ الرَّوَاحْ! |
أَلْهَمَتْ مِن أسوارها |
ما فيك يُحظَرُ - أو يُبَاحْ! |
أَهِيَ "النَّواةُ" وشطرُها |
أمْ أنَّها "القَدَرُ المُتاحْ"؟! |
يا منشىءَ الأحياءِ – مِنْ عَلَقٍ |
ومِنْ طينٍ؛ وماءْ! |
يا باعِثَ الأشلاءِ من أجداثِهم |
بعَدِ العَفَاءْ! |
يا مَنْ لَهُ آياتُهُ |
تُجلىَ وتَنْبِضُ بالضِّيَاءْ! |
ها نحن مِنكَ بما وعدتَ |
تُجيبُ – في هَذا الدُّعَاءْ! |
إنا لَنطمعُ في (رِضاك) |
فهبْ لنا مِنكَ (الرِّضَاءْ)! |
* * * |
يا صاحبَ القولِ الذي |
(لِجَلالِهِ) تعنو الجِبَاهْ! |
يا من إليكَ مصيرُنا |
-الموتُ أمرُكَ- والحياهْ!! |
يا حيُّ يا قيُّومُ يا |
مَنْ لا إلهَ لنا سِوَاهْ!! |
يا مالكَ المُلْكِ استَجِبْ |
لدُعائِنا واهدِ الغُواهْ!! |
ثبِّت قُلوبَ المؤمنينَ |
ووَلِّهمْ سُبُلَ النجاهْ!! |
* * * |
يا أُمةَ الإسلامِ |
والبُشرى لَكُم مَنٌّ صَريحْ |
ما الوَعدُ إلا - نصرُكُم |
مهما مرى فيه المُشيحْ!! |
والخيرُ فِيكمْ – أنَّكُم |
بِجِهادِكم نِعمَ النَّصيحْ |
صُونوا تُراثَ "محمدٍ" |
في كُلِّ "مُنتَجَعٍ فَسيحْ"!! |
وتنافسوا فيما بِهِ |
نَعتزُّ بالدِّينِ الصَّحيحْ! |
* * * |
سُبحانَكَ اللَّهُمَّ أنتَ وليُّنا |
وأمانُنَا مما نَخَافُ! |
ما رَاعَنا إلا التشاحُنُ |
والتَّطاحُنُ والتفرُّقُ والخِلاَفْ!! |
فاجمع بفضلِكَ شَملَنَا |
بين "المَقامِ" وفي "المطَافْ"! |
بالوحي – بالنورِ الذي |
فرقانُه (صادٌ) و(قافْ)! |
واغفِرْ لَنا – وتَوَلَّنَا |
ما عجَّ (وَفْدُكَ) واسْتَضَافْ! |
* * * |
عَجِلتْ إليكَ "جَوانِحٌ" |
تَلتفُّ "بالبَيتِ العتيقْ"!! |
رَفَّتْ بِهَا – أرواحُها |
يعدو بها "الفجُّ العَميقْ"!! |
ندعوكَ وهي مِنَ الجَوى |
شعثاءُ – تَلهثُ كالغرِيقْ!! |
تَرجُوكَ – لا ترجو سِواكَ |
وفي (حماكَ) لها الطَّريقْ!! |
فأعِذْ بها مِنْ خَلْفَهَا |
من كُلِّ تثريبٍ؛ وَضِيقْ!! |
* * * |
يا فَالِقَ الإصباحِ |
إِنَّا في رِحَابِكَ نَستَظِلُّ – ولا نَرِيمْ!! |
فَاضتْ بنا عَبَراتُنا |
بِذنوبِنَا – حَوْلَ "الحَطيمْ"!! |
وإليك أشخصْنَا "الرَّجاءَ" |
وأنتَ مَنَّانٌ عليم!! |
"هَيىءْ لَنَا مِنْ أمْرِنَا |
رشداً" وجَنِّبنَا الحَجيمْ!! |
وَقِنَا عَذابَكَ؛ واهدنا |
منك "الصِّراطَ المُستقيمْ"!! |