شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عهد البراقع (1)
)نصفُ قرنٍ( خَلا ومن قبلُ كُنَّا
نتوخى الكفافَ عَيشاً و)كَنَّا(
لا نرى الأرضَ كُلَّها ما انطلقنا
غيرَ هذا الذي به قدْ سَكنَّا
وقُصارى الحياةِ فينا سَدادٌ
وسِدادٌ وحَسبُنا ما اقتنينا
والقناديلُ و)المَشاعلُ( ضوءٌ
و)الفوانيسُ( ما الظلامُ أجنَّا
و)العروسُ التي تُزَفُّ( قنوعٌ
)جُلَّ ما تبتغيهِ أن تَتحَنى(
وإذا ازَّينتْ فما ذاكَ إلا
ما به كُلُّ "غادةٍ" تَتثنى
هو )خُلخالُها( و)حِجلٌ( وقطر
و)طبالٌ( و)قَينةٌ( تَتغنى
وإلى جِيدهِا تُناطُ )الثُّريا(
وعليها )التفاحُ( عِقدَ تسنى
ونثيرُ )النُّضارِ( نرَفلُ فيه
وهو منها )الرؤى( وما تَتَمنى
و)الأثاثُ( المَحظوظُ يُعرضُ صَفاً
لتَراه العيونُ شناً ورنَّا
وهي في التختِ أين بلقيسَ منها
كلَّلتها الحُلي فُرادى ومَثنى
و)الأهازيجُ( و)الغَطاريفُ( تترى
من وراءِ السُجوفِ فيها تهنى
والتكاليفُ كلُّها ممكناتٌ
لم تكنْ حسرةً وفَرضاً ودَيْنا
وإذا المهرُ غَلا فهو )ألفٌ(
يملأُ الدارَ عَسجداً ولُجيْنا
ثم ماذا تطورَ الناسُ حتى
لكأنَّ )الزواجَ( أصبحَ )حَينا(
يعجزُ )القادرونَ( عنه وإنْ هُمْ
لم يَسيروا بمن تَقفى الهُوينا
واستعاذَ )الشبابُ( منه بِما لمْ
يستطيعوا وكلُّهُم يَتَأنى
كيف والألفُ بعدَ ما كانَ ألفاً
عادَ )صِفراً إلى شمالِ) (يديْنا(
أين منه (سَيارةٌ) ذاتُ (رَادٍ)
و(التلفزيونُ) و(الفونوغرافُ) أينا
أين ثلاجةٌ تئنُّ و(مَكوى)
أين (غسَّالةٌ) كفت كفينا
* * *
فسقى اللَّهُ للبراقِعِ عَهداً
و(الملاياتِ) زينباً ومُزينا
في زَمانٍ (بمرفتَ) لا بهندٍ
و(بسوزانَ) لا بلُبنى تَعنّى
فيه يُغزى الفضاءُ عَرضاً وطولاً
و(ذواتُ الحِجالِ) فيه (وَعِينا)
يبهرُ (العقلَ) فتنةً واختراعا
والورى مَسمعاً وقلباً وعَينا
هتكَ (العلمُ) سِترَهُ (بنواةٍ)
شَطرتْها (الأقدارُ) زَجراً ورينا
وبها اشتطَّ (مُلحدٌ) وكفورٌ
واستَعذنَا بربِّنا واستَعنَّا
و(بُخارٌ) و(كَهرباءٌ) و(رادا
رُ) بما ابتدعنَ فُتِنّا
وحديدٌ مُحلِّقٌ يَتبارى
بجناحينِ كالبواشِقِ يُبنى
نمتطيهِ (عَبرَ المحُيطِ) بِساطاً
خلفَه (الريحُ) أجفلتْ وتجنى
أخرسَ الرعدَ أطلقَ البرقَ إلا
أَنَّه (برزخٌ) عليه استويْنا
ويك يا جدَّتي ويا (أمَّ أُختي)
بل ويا (خَالتي) أَطلي علينا
وانظري (البيتَ) كيف أضحى وأمسى
ليس مِنّا ولا يَمُتُّ إِلينا
ونرى أَنّا بهذا استرحنا
ودَحرنَا (أعداءَنا) وانتصفنا
وهو فينا وفي (بنينا) قيودٌ
ضَاقَ منها (خِناقُنا) وانضَوينا
* * *
هودجٌ فوقَ بازلٍ يتهادى
هو خَيرٌ من (كَدلَكٍ) لو فَطِنَّا
هي رجعيةٌ ولكن صَداها
كلُّ ما حُبَّبَ (اليقينُ) لدينا
يومَ لا مجدَ في الخلائقِ إلا
ما رَفعنا بهِ (الهُدى) وبنينا
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :414  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 463 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.