شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
"القلبُ ينضحُها" (1)
عرفتُ من ذاتِ نفسي غيرَ ما عرفوا
فمن يلومُ إذا ما قمتُ أعترِفُ
فما توهمتُ أني شاعرٌ أبداً
فيمن شأونى وما كاللؤلؤ الصدف
وجَدتُني بعضَ حينٍ في مُساجلةٍ
مع اللِداتِ بهم أعدو ولا أقفُ
قالوا لأنتَ أخو مروانَ (2) مُرتجزاً
ولستَ أبا الخطابِ (3) إذ يَصِفُ
وما زهيرُ ولا الأعشى ورهطهُمَا
ولا جريرُ سوى الإلهام يَنقذِفُ
كانت مجاملةً منهم أُخذتُ بها
حتى حسبتُ بأني مثلُ ما وصفوا
في فترةٍ مِنْ خُواءٍ طالما قنعتْ
بكل ما هو سوءُ الكيلِ والحشفُ (4)
وعشتُها غيرَ مغترٍ على مضضٍ
بمابهِ يتنزى الكبتُ والأسفُ
يضيقُ صدري بها مهما هي ارتجستْ
قَوافِياً بِدمي الموَّارِ تنتزِفُ
القلبُ ينضحُها والعينُ تَسفحُها
والنقدُ يفضحُها والجدبُ يَلتقِفُ
بها تقحمتُ في الميدانِ أعبرُهُ
خَلواً وأسبرهُ من حيثُ أنتقفُ
وللصِبا نزواتٌ لا يُنهنِهُهَا
إلا الأَنَاةُ وإلا الصبرُ لا الزففُ
وللطموحِ إذا افترَّتْ نواجِذُهُ
ما للشموسِ بها الأدجانُ تنكشفُ
في برزخٍ كان إِرهاصاً يُزاوِرُنا
بِكُلِّ من حَلَّقوا من بعدُ أو هَتَفوا
واللَّهُ يشهدُ أَنَّ المُلهمَينَ بهِ
تلقاءنَا ادَّرعَوا بالحقِ وائتلفوا
برغمِ ما عَاقَهم من كُلِّ جائحةٍ
أدُّوا أماناتِهم فيمن هم الخَلَفُ
خاضوا بحورَ القَوَافي وهي زاخرةٌ
ما إن بها مأثمٌ يُخشى ولا جَنَفُ
حتَّى أطلَّ علينا الفجرُ وانطلقتْ
مواهبٌ في الشَّبابِ النَضْرِ تختلفُ
هم (الطلائعُ) والأفواجُ موفِضةٌ
وملءُ أبرادِها (التصميمُ) واللَّهفُ
الصَّامدونَ وما يمشونَ في مَهَلٍ
والصاعدونَ بما أوتوا وما ثُقِفوا
فدًى لهمُ كلُّ مُزورِّ ومؤتفِكٍ
ومن عساهُ عن الإِبداعِ ينصرفُ
سُقياً ورعياً من كلِّ ذي قبسٍ
بهِ ترنَّمتِ الآدابُ والطُّرفُ
إنْ همْ قليلٌ فما أغلى الكثيرَ لهمْ
وما تشِيلُ بِهِ الأوزانُ والكففُ
* * *
يا مَن بِهم نتوخى أنْ يكونَ لنا
مُستقبَلٌ باهرٌ للشّعبِ يؤتَنَفُ
إنَّ (الترُاثَ) بكمْ يحيا المواتُ بِهِ
والحَرفُ تسطعُ منه الياءُ والألفُ
(والضّادُ) وهي لِمن يزهو بها لُغةٌ
هي الرّياحينُ الأشذاءُ تُكتنفُ
هي المَثاني هي الآياتُ بينةٌ
هي الجواهرُ وهي الدُّرُ والشَّنفُ
يا يؤسَ من حاولوا استكراهها عَبَثاً
بما بهِ استدرجوا للغي أو هرفُوا
أنتم حُصونٌ لها من كُلِّ مجترىءٍ
واللَّهُ حافِظُها ممَّنْ بها انحرفُوا
وما بنا غيرَ أنْ نصطفَّ في نَسَقٍ
حتى يَدينَ بها الغاوونَ والغُلفُ
وما السِّياج سِواكم إن يلمَّ بها
(كيدٌ) وأنتم لها الأكبادُ والشُّغُفُ
إنّ التَّطورَ حقٌ في (مَصانِعِنَا)
وفي (مَزارِعِنا) تنمو ونقتَطِفُ
وفي (الدفاعِ) وفي (نسجِ الحديدِ) وفي
جميعِ ما هو للإعدادِ ينصرفُ
أما (عقائدُنا) أما خلائِقُنا
فإنَّها الدّينُ دِينُ اللَّه والهَدفُ
بها نموتُ ونحيا دونَ ما شططٍ
ولا غلوٍ وفيها نحن نعتكفُ
مُعوَّذينَ بتقوى اللَّه نعبدُهُ
حقاً ومنه لنا التوفيقُ والنَّصَفُ
لا نبتغي الشعرَ ضَحضاحاً ولا هَذراً
ولا تهاويلَ فيها العقلُ ينجرِفُ
ولا رموزاً وتهويماً وشعوذةً
ولا شُذوذاً به التهريجُ يَجتدِفُ
وإِنَّما هو مَا يَشدو الهِزارُ بِهِ
حناً ويَملِكُنا الإعجابُ والدَّنفُ
وما بِهِ نَصِلُ المَاضي بحاضِرِنا
ولا يكدرُهُ بالوحلِ من ضَعفُوا
وما يثيرُ بِنا الأشواقَ حافزةً
إلى النُّهوض وما استهدى بهِ السَّلفُ
أَما الهُراءُ وأما ما يقيءُ به
فإنّه القرفُ نغثى منه والقَرَفُ
إنّي أحيي بحمدِ اللَّهِ "جامعةً"
"عبدُ العزيزِ" لها الإِشراقُ والشرفُ
تمضي على ضوئهِ في ظِلِّ دعوتِه ِ
بما به العلمُ والتاريخُ يعترفُ
وأصطفي من معاني الشعر أروعَهَا
بالشُّكرِ يُزجى لمن هُم ههنا عَزَفوا
(عباقرٌ) وفحولٌ كُلُهم عَلَمٌ
بهم أباهي ومنهم عشتُ أستلفُ
(إنتاجُهم) كالرَّبيعِ الطَّلقِ نمنمةً
به تباروا ولا دعوى ولا صلفُ
وهم (مقاولنا) الأفذاذُ قد عُرفوا
من أين تُؤكلُ لاستصلاحِنا الكتُفُ
رقّتْ وراقتْ وقد شاقتْ خرائدُهم
(عرائساً) لمن لُماها العذبَ نَرتشفُ
فهاكموها على عِلاتها بُجراً
تزورُ عنها الرياضُ الحوُّ والأنفُ
ليستْ كما شئتها (دَلاً) ولا (خَفَرا)
وإنما هي عِهنٌ حينَ يُنتدفُ
رقرقتُها من (ذمائي) وهو في كبدٍ
من السِّقامِ وفيها كنتُ أرتجفُ
(تُقيةً) من ذوي الألبابِ أُكبِرُهُم
في مُستواهُمْ و أقفوهُم وأغترفُ
فما تخرجتُ إلاًّ من كِدا (وكُدي)
بين السفوحِ ورجعٍ كلُّه خَزَفُ
فإن رضيتمْ بها شَمطاءَ واهنةً
مع التَّغابي ففضلٌ فيه أنتصفُ
* * *
ولتهنأ اللغةُ الفُصحى بمؤتمرٍ
أحيا عُكاظاً في مكة سَرفُ
هذا تَيَمَّنَ بالإسلامِ طالِعُهُ
وذاك أزرى بِهِ ما كان يَقترِفُ
وليحيى فينا (وزيرُ العلمِ) (5) مُغتبطاً
بمنْ همُ اليومَ بالإحسانِ قد عُرِفوا
ما مِثلُهُ في الهُدى إلاّ (أبُوتُهُ) (6)
من حيثُ ما هُم دَعوا للَّهِ أو زحفوا
ما زالَ منهم وفيهم بين أظهُرنا
(جَهابذٌ) دُونَها الأقمارُ تنخسِفُ
وليحفظِ اللَّهُ للإسلامِ (فَيصلَهُ)
ما استقبلَ البيتَ أوّابٌ ومُزدَلِفُ
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :404  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 464 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.