شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كأنما البدر في برديك مشتمل (1)
مرآةُ عَطفِكَ يا مولاي تأتَلِقُ
فانظر فديتُك واسمعْ تَنطقُ الحدقُ
تَراك أبصارُنا فيها وقد شَختْ
شمساً يُضيءُ بها الإشراقُ والشَّفقُ
فما الزُّهورُ وفيها للقلوبِ هوىً
وقد تَأرَّجَ من أكمامِها العَبَقُ
والطَّلُّ ينثرُ في وَجَنَاتِها دُرراً
كَمَا يُكلِّلُ خَدَّ القَادةِ العَرَقُ
ولا "الغُصونُ" تَهادى في مَوائِسها
هيفاءَ يَعبثُ في أعطافِهَا النَّزقُ
تَدنو القُطوفُ بها طَوراً وآونةً
يَصُدُّها العُجبُ والإدلالُ والفَرَقُ
ولا العَنادِلُ في الأفنانِ سَاجعةً
كأنَّها من كؤوسِ الوَجدِ تَعتَبِقُ
ولا الجَّداولُ بين الرَّوضِ تَحَسَبُهَا
ذَوبَ اللُّجِينِ وذوبَ التِبرِ يَندَفِقُ
أشهى إلى الشعبِ من لُقاك مُبتهجاً
وقد تَهَلَّلَ فيك الخَلقُ والخُلُقُ
كأنَّما البدرُ في بُرديْكَ مُشتملٌ
على الذي هو يَحكيهِ ويختلقُ
هيهاتَ يسمو إلى سِيماكَ في مِننٍ
كأنَّ قوميَ من أطواقِها عنقُ
أو أنْ يباريكَ إقداماً إذا ارتجستْ
بِيضُ الظُّبا ومَشتْ من حَولِكَ الفِرَقُ
* * *
فيا ابنَ من أخصبتْ بالعَدلِ أُمتُهُ
فاحضَلَّ نَبتُ الرُّبى واغرورقَ الورقُ
ومن بِه التَأمَ الشَّملُ الشتيتُ على
هَديٍ من اللَّهِ لا العُدوانُ والقَلقُ
إنَّ الحياةَ حياةُ الأمنِ وارفةً
في طاعةِ اللهِ لا العُدوانُ والقَلقُ
فهل على الأرضِ إلا من تَميدُ به
أقطارُها اليومَ أو يَغتالُه الغَرَقُ
(حضارةٌ) لم تُشيدهَا سَواعِدُهم
إلاّ ليهدِمَهَا الطُّغيَانُ والخَرَقُ
يمشي الفناءُ عليها وهي مُطرقةٌ
كَما يسيلُ على أطلالِها العَبَقُ
سُحقاً لزُخرُفها الفَتَّانِ ما اتسعتْ
له الكُهوفُ ووارى رَمسَهُ الغَسقُ
* * *
فاسكبْ شُعاعَك واغدِقْ من مَطارِفِهِ
على الأُلى شَفَّهُم من بَعدِك الأرَقُ
إذا رأوْك وقد أقبلتَ تَغمُرُهُمْ
تبلَّجَ الصُّبحُ واستهدى بك الأُفقُ
تفرقوا أُسراً في الدُّورِ واجتمعوا
على الوَلاءِ وهم في حُبِّكَ اتفقوا
واملك عليَّ عَنانَ القولِ من كَثبٍ
فقد تحفظتُ حتى كدتُ أنطلِقُ
وقد علمتُ وفي الإسهابِ مُضطَّرَبٌ
أنَّ البلاغةَ في الإيجازِ تَتَّسِقُ
فأهنأْ بأنَّكَ تَلقى كُلَّ ذي مِقةٍ
بالشُّكرِ للَّهِ فيما شئتَ يَسْتَبِقُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :423  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 445 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الأول: خميس الكويت الدامي: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج