أبا (الإقبال) لو نُبئتُ يوماً |
بأنَّك وافدٌ نحو (البِطاحِ) |
إذنْ لاجتَزْتُ مَتنَ البحرِ شَوقاً |
إليك وخضتُ أمواجَ الرِّياحِ |
فرُبَّ خَريدةٍ لك قد تَراءتْ |
كريقِ الطَّلِ أو زهرِ الأقَاحِ |
إذا ائتلقَ البيانُ بها استهلتْ |
كغاديةٍ تُرقرِقُ بالصَّباحِ |
كأن سَنا مُحيَّاهَا جَبينٌ |
على ابنِ أبيكَ يا (حسانُ) ضَاحِ |
كأن مَناطَها قِرطُ الثُّريا |
إذا اعترضتْ وإفرندُ الصِّفاحِ |
تَفَجَرُّ بالهُدى طوراً وطوراً |
بسحرِ الشعرِ أو رَهجِ الكِفاحِ |
تمشتْ بين بَاصِرتي وقَلبي |
كما شَرِبَ النديمُ كؤوسَ رَاحِ |
* * * |
أفضتُ إليك بالإعجابِ أعدو |
كأني هَاربٌ أو ذو جناحِ |
فعاطيني رحيقَكَ في صُبوحٍ |
وغرِّدْ في السَّماواتِ الفِسَاحِ |
لدى أفقٍ من (الإيمانِ) زاهٍو |
في جوٍّ منَ (القُرآنِ) صَاحِ |
ورتِّلْ كُلَّ مائسةٍ تَهاوى |
كقاماتِ الحِسانِ أو الرِّماحِ |
تُلاعبُ بالنهى شَجواً وشدواً |
كنجوى الحبِّ أو دَلِّ المِلاحِ |
وقمْ (بالفرضِ) في أهلٍ وسهلٍ |
وتَرحيبٍ وأمنٍ وارتياحِ |
ونحنُ بنوكَ لا نألوكَ بِراً |
سَواءً في الغُدو أو الرَّواحِ |
ولستُ أخافُ إلا من قُصورٍ |
وشيمتُكَ التفضُّلُ بالسَّماحِ |
فإن لمْ نستطعْ نُوفيك حَقاً |
فهل نَحظَى بعفوِ مُستماحِ |