إملأ الجوَّ بهجةً وحُبوراً |
وأفضْ من ضُحاكَ في الشعبِ نُورا |
واروْ مِنَّا على الصَّدى كلَّ قَلبٍ |
كان مُذْ غبتَ حَائراً مَبهُورا |
وأقِلنا العُثارَ بالقربِ إنَّا |
مَعشرٌ كَابدوا الفِراقَ شُهورا |
حمَّلوا الرِّيحَ شجَوهُم فاستقالتْ |
إنَّه كان وجْدُه ُمَسجورا |
ولنا الحقُّ إن شكونا جَميعاً |
إنَّنا بالنَّوى نَضيقُ صُدورا |
* * * |
فإذا ما طلعتَ أشرقتِ الشَّمـ |
ـسُ وجلَّى شُعاعُك الدَّيجورا |
ما نُبالي وقد سَطعتَ تَوارتْ |
أم أطلّتْ ولا نُراعي البُدُورَا |
وسلِ النَّجمَ في السَّماواتِ يَشهدْ |
كيف كُنَّا وكيفَ كان سَميرَا |
كان لا يستطيعُ منك دُنُوًّا |
مِثلما نحنُ عَزَّنا أنْ نَظيرا |
قد بثثنا إليه نَجوى هَوانا |
في جوىً كان أن يكونَ سَعيرا |
* * * |
ولقد يعلمُ (الأميرُ) المُفدَّى |
أنَّه استصحبَ القلوبَ جُسورا |
أتُراها وأنت ضوءُ المآقي |
تَملِكُ اليومَ أنْ تعودَ شُعورا |
فانظر القومَ هل ترى غيرَ بِشرٍ |
خطَّهُ اللهُ في الوُجودِ سُطورا |
إنَّ للحُبِ في الشَّغافِ لَبطشاً |
دونَه السيفُ في الوَغى مَشهورا |
* * * |
فالتمسْنَا بحيثُ كنتَ تَجِدنا |
إننا عَنك غبطةً لنْ نَحورا |
ومن النَّاسِ من يَروحُ ويَغدو |
في مَغانِيهِ خَائفاً مَذعُورا |
وأراني بِحُبِّكُمْ مُطمئناً |
أنظُمُ الشِّعرَ لُؤلؤاً مَنثورا |
كُلَّما افترَّ من سَناكُمْ صَباحٌ |
كان شَدوي بوَجنَتيهِ سُفورا |
* * * |
يا أبَا الفِتيةِ الذين تَباروا |
في مَراضِيكَ واقتفُوكَ نُسورا |
وابنَ من فضلُهُ على النَّاسِ وَبلٌ |
أين مِنه السَّحابُ باتَ مَطيرا |
وأخا الأيمَنينِ من كُل هَادٍ |
يَحسَبُ المَجدَ عِندَهُ مَذخُورا |
أنت روحٌ ونحنُ جِسمٌ ومهما |
أنا أطنبتُ ما أصلْكَ قُصورا |
فاعفُ عني فقد بهرتُ فإني |
قد تخوَّضتُ في هَواك بُحورا |
فإذا أنتَ فوقَ ما الشِّعرُ يرقى |
جُمعتْ فيك بآدتَاكَ عُصورا |
إنَّما أنتَ (فيصلُ) فيكَ يَرنو |
كوكبٌ يسبِقُ الخَيالَ ظُهورا |
فاهنَ بالأوبةِ السَّعيدةِ واسبِغْ |
فوقَ آفاقِنَا بهجة وسُرورا |
وتَقبَّلْ عن الحِجازِ ثناءً |
كأياديكَ أو شَذاكَ عُطُورا |
زانَك اللهُ في سَجايَاك حتى |
ما يَزدْكَ السُّموُّ إلا شُكُورا |
ومن العَجزِ أنْ أجاودَ مالم |
يستَطِعْه الشُّداةُ فيك دُهُورا |
غيرَ أني وأُمَّتي وبِلادي |
نَسألُ اللهَ انْ تَعيشَ قَريرا |
وليَعِشْ (سيَّدُ الجزيرةِ) طُرّاً |
و (بَنُوهُ) مُوفَقاً مَنصورا |