أنت (الرّبيعُ): وفي نداكَ زهوُهُ |
والبدرُ أنت وفي جَلالك نُورُه |
هيهات يبلغُ فيك شِعريَ غايةً |
وبك استفاضتْ كالخِصمَّ بُحورُهُ |
فإن ادّعى أحدٌ بوصفِكَ أنَّهُ |
أولى فقد خَسِرَ الرِّهانَ غُرورُهُ |
ما شَدَّ ما أعيا (البيانَ) وسحرَه |
فيك (المُصاقعُ) نظمُه ونثيرُهُ |
* * * |
إني أرى "مَلِكاً" تمثَّلَ شَاخِصاً |
تَسمو بِهِ أخلاقُهُ وشُعورُهُ |
وأرى البلادَ غَداةَ أشرقَ وجهُهُ |
والشعبُ يطغى بِشرُها وحُبُورُهُ |
ويَشيعُهُ في كل قلبٍ خَافقٍ |
حبٌّ تشِعُّ شُموسُهُ وبدورُهُ |
حبُّ تغلغلَ في الصَّميمِ ورفرفتْ |
في كُلِّ أفقٍ حَلَّ فيه طُيورُهُ |
رسخت بأعماقِ القلوبِ أصولُهُ |
ونمتْ عليه فروعُهُ وجذورُهُ |
في كل طرفٍ همسةٌ عن سِرَّهِ |
وبكل لَفظٍ جَهرُهُ وسُفورُهُ |
إن الحجازَ شبابَهُ وشيوخَهُ |
سِيانَ فيه طَليقهُ وأسيرُهُ |
أما الطليقُ فكل صَاحبِ مِقولٍ |
يشدو بذكرِكَ غيبُهُ وحُضورُهُ |
أما الأسيرُ فكلُّ من طَوَّقتَهُ |
مِنناً فقُدَّتْ من جِداك سُيورُهُ |
* * * |
ولقد ملكت الشَّعبَ فيه تَعطُّفاً |
فهفتْ إليكَ بما تُكنُ صُدورُهُ |
ولو استطاعَ لشافهتْكَ (بِطاحُهُ) |
من فَرْطِ تَشكُو النَّوى (وثغورُهُ) |
لِلَّهِ دَرُّكَ يا ابنَ مَن هُو في الوَرى |
(عَلَمُ الهُدى) في المُتَّقِينَ وسُورُهُ |
كم آيةٍ لك في (السَّلامِ) وكم يدٍ |
في (الحَربِ) كُشِّفْ دونَها دَيجورُهُ |
لو راحَ يَحصِرُها الزمانُ لما عَدا |
بعضَ الظَواهرِ واستقبالَ عَذيرُهُ |
* * * |
مالي - وقد آمنتُ أنَّكَ (فيصلٌ) |
أغشى العُبابَ ولِلعُبابِ هَديرُهُ |
إنّ المكارمَ في (أبيكَ) صحائفٌ |
والمجدَ (فيك) وفي (بنيك) سُطورُهُ |
يزهو بها (التاريخُ) فهي كَواكبٌ |
لم تَحظَ قطُّ بما ائتلقنَ (عُصورُهُ) |
* * * |
فإذا رأيتَ رأيتَ شعبَكَ قائماً |
وإلى لقائِك بَعثُهُ ونُشُورُهُ |
وإذا سمِعتَ سمعتَ شعبَك لاهجاً |
بالحمدِ يعبَقُ كالورودِ عَبيرُهُ |