يا ابنَ من فضلُهُ علينا عَظيمٌ |
وهو للدِينِ والهُدى خيرُ كهفِ |
كلُّ عامٍ بظلِّكُمْ يتقضى |
في هَناءٍ كأنَّه لمحُ طَرْفِ |
في مثانيهِ نعمةُ اللهِ تَترى |
من أيادِيكُمُ برٍّ وعَطفِ |
وندىً موضعَ الندى دونَ منًّ |
وظُبىً موضعَ الظُّبى دونَ عَسفِ |
والبرايا جميعُها تَتَداعى |
بين هَولينِ من خِماصٍ وقَصفِ |
* * * |
إن تَوارى كأمس عنا سيبقى |
ماثِلاً للعَيانِ في كُلِّ ظرفِ |
وكأنَّ الشهورَ فيه (ربيعٌ) |
أو مُروجٌ تشيعُ أطيبَ عَرفِ |
وسُويعاتُه القصيرةُ تُحدى |
بين خَفقٍ من القُلوبِ وعَزفِ |
صاننا اللهُ في (أبيكَ) فَظَلْنَا |
نُعلنُ الشكرَ في الغَداةِ ونُخفي |
صفحةٌ إثرَ صفحةٍ في سِجلٍ |
يبعثُ النورَ مِن سَني كُلَّ حَرفِ |
كلما راحَ شاعرٌ فيه يتلو |
سُورَ المَجدِ رَاعهُ فيه وَصفي |
حسبَ الصَّرحَ لُجةً فتنادى |
إنَّهُ اليمُّ ثم همَّ بِقَذْفِ |
ومشى في ضُحاهُ يقفو سَبيلي |
خاشعَ الطرْفُ مُطرقاً غيرَ خطفِ |
* * * |
وأراني على افتِناني وَوَجدي |
وافْتناني في حبكمْ لم أوَفِ |
أوَ تستطيعُ قطرةُ الماءِ يَوماً |
أنْ تُجاري السَّحابَ وَكفاً بِوَكفِ |
* * * |
ليس من عمي في الثَّناءِ عَليكم |
بمَلومٍ وقد دنى رَغم أنفِ |
إنما اللُّومُ أن يَظنَّ غُروراً |
أنَّه منه قد ألمَّ بطيفِ |
فاعفُ عني كما عهدتُ فإني |
لك ما شئتَ أصغراي وكَفي |
وتقبَّلْ تهانيَّ فجرَ يومٍ |
هو في العامِ واحدٌ وزنَ ألفِ |
لك فألُ السُّعودِ في كُلِّ عَامٍ |
وشتاءٍ من الفُصولِ وَصَيْفِ |
عشتَ للتاجِ والبلادِ نصيراً |
وبَنوكَ الهُداةُ أقومَ صفِ |