شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
سلوا هذه الصحراء كَم هي أَنجبتْ (1)
هو المجدُ لا يَخشى العوائقَ كاسبُه
وكلُّ فتي يصبو إلى ما يُناسبُهُ
فمهما سمتْ هماتُه فهو مُدركٌ
ضروبَ العلى واستأهلتْهُ مَراكِبُهْ
وإن طمحتْ عَزَماتِهُ نحو غَايةٍ
تدانتْ إليه في خُضوعٍ رَغائِبُهْ
وإن جمحتْ من دونِهِ وتمنَّعّتْ
أحاطتْ بها رغمَ العُتوَّ مَذاهبُهْ
وما زالَ هذا وقفاً على امرىءٍ
تُقدَّمهُ أخلاقُه ومواهبُهْ
قضت سُنَّةُ اللهِ التي هي حُجةٌ
بذلك والدنيا لمن عَزَّ جانبُهْ
* * *
حنانيكَ يابنَ الفاتحينَ فقد بَنُوا
لك الصَّرحَ حتى نَاطحَ السَّمكَ غَارِبُه
لأنت وقد حَلَّقتَ في الجوَّ بَاسلاً
سُلالةَ شعبٍ لاذ بالعجزِ شاعبُه
تآمرتِ الأحداثُ فيه وجَعجعتْ
عليه وساقتْهُ الزُّعافَ مُصائِبُهْ
فما كان إلا الطودَ بأساً وقُوّةً
تُطأطىءُ من هُوجِ الرّياحِ مناكبُهْ
يحنُّ لماضِيهِ ويمتدُّ طرفُه
إلى (المَثلِ الأعلى) الذي هو ضَاربُهْ
إلى مُعصراتِ السُّحبِ حيثُ ترحَّضتْ
كما هي في العَصرِ الذي ازدانَ ذاهبُه
إلى كُلَّ قُطرٍ أصبحَ اليومَ نُهبةً
وقد كان ساسةُ العُربِ ناهِبُهْ
إلى عُمرانٍ بات يبكي بُناتَهُ
مشارقُه مزهُوَّةٌ مغارِبُهْ
إلى العِلمِ يُزجيهِ ضياءً ورحمةً
على المَلأِ الأقصى فينهلُ طالِبُهْ
* * *
ألسنا من القَومِ الذين تُراثُهُمْ
على الدَّهرِ لا يَبلى وتجلى عَجائِبُهْ
أباحوا حِمى كِسرى وقيصر عُنوةً
بعزمٍ تَعالى اللهُ جلَّت مغالِبُهْ
وشاعرُهم يشدو فَخَاراً وعِزةً
بآثارِهِم والجهلُ سودٌ غَياهِبُهْ
وتاريخُهم زاهٍ يفيضُ شعاعُهُ
كما غمرَ البدرُ الدُّجى وكواكِبُهُ
بلى نحن أحفادُ (الصُّقورِ) وإِنما
فَخَارُ الذي يبغي الفَخَار مكاسِبُهْ
وما الفخرُ بالعَظمِ الرميمِ (مجادةٌ)
ولكنَّها (الذكرى) لِمن لم يُجاذبُهْ
وليس بواقٍ أي سبعٍ أصولُه
إذا لم تحدَّدْ في النِّضالِ مخالِبُهْ
* * *
سلوا هذه الصحراء كم هي أنجبتْ
وكم بَطلٍ منها تهادتْ جنائبُهْ
سَلوها لماذا استدلتْ وتبدَّلتْ
تُجِبْكُم بأنَّ الجهلَ هذي نوائِبُهْ
تُعبِّرُ عن أشجَانِها لو تكلمتْ
وفي الحقِّ ما تَشكو بِنا وتُعاتِبُهْ
وما زالَ فيها الخيرُ تَزكو غِراسُهُ
على الفِطرةِ الأُولى وتَهمي سَحائِبُهْ
وما فتِئَتْ أفلاذُها وقلوبُها
تهمُّ بما يَرضى بهِ اللهُ حازِبُهْ
وتهدا به الأجداثُ في مُستقرَّهَا
وتهنا به الأجيالُ صَفواً مَشارِبُهْ
لِنحظى ويحظوا بالحياتين جالباً
(علينا قضاءُ ما هو جَالِبُهْ)
أمانٍ غذتْنا الأُمَّهاتِ بدَرِّها
وفيها لَعمري الرشدُ لوفاءَ ثائِبُهْ
* * *
ألا إنَّما التاريخُ عدلٌ وإنِّما
وراءَ امرىءٍ يَجني مَطالاً مُحاسِبُهْ
(ومن لم يذُدْ عن حوضِهِ بسِلاحِهِ)
فليس ببَدْعٍ أن يُظفَّرَ غاصِبُهْ
ومن لم يَجُدْ من مالِهِ لبلادِهِ
وإن قلَّ لم نبرحْ وشيكاً نُشاغِبُهْ
إذا لم يكنْ في أمتي كلُّ باسلٍ
يرنِّحُهُ شدوي فلا طرَّ شارِبُهْ
فذلك هجيراي في كُلَّ موقفٍ
وللفعل أحرى أن تُذاعَ مناقِبُهْ
وفي (الشعبِ) إيمانٌ وفيه (عَقيدةٌ)
ولا بُدَّ يوماً أن تَتِم مآرِبُهْ
ولا بدَّ أنْ يسمو وينمو ويزْدَهي
(ولا حولَ إلا بالذي هو واهِبُه)
* * *
بني وطني واللهُ يشهدُ أنَّني
فدى أُمتي في كلَّ ما أَنا كاتِبُهْ
تباروا إِلى العَليا سِراعاً وبَادِروا
إلى العلمِ واجنُوا فما خابَ خاطِبُهْ
فما كان هذا الغربُ إلا ضَلالةً
ولكنَّه استهدى على الشرقِ حَاطِبُهْ
وما كان هذا الشرقُ إلا هِدايةً
ولكنَّه استعصى فقامتْ نوادِبُهْ
فمَرحى ليومٍ صحَّ فيه نِداؤُه
بفتيانِ صِدقِ من بنيهِ تجاوِبُهْ
بسربٍ من العُقبانِ يقضونَ دَينَه
ويُوفونَ بالنُّذرِ الذي حانَ واجِبُهْ
* * *
مضى زمنٌ كُنَّا به في غَيابةٍ
وفاجأَنا عَصرٌ تراءى غَرائِبُهْ
تُطالِعُنا فيه العُقولُ بما نرى
فنُبهتُ حتى يُنكرُ الجفنَ حاجِبُهْ
نكابرُ فيه الحِسَّ شتى ظنونُنا
وتُهدى إلى أحلامِنا فَنُقارِبُهْ
وفينا بحولِ الله لولا تواكلٌ
طُموحٌ تصدَّت للكفاحِ عصائِبُهْ
وفينا ذكاءٌ وانبعاثٌ ونَهضةٌ
ودينٌ كأضواءِ الشموسِ نُراقِبُهُ
بهِ ما تمسَّكنا نفورُ ونَرتقي
ونبلغُ شأواً في الجِنان عَواقِبُهْ
وقد قيَّضَ اللهُ العزيزُ بعبدِهِ
لنا مَلِكاً تحمي اليقينَ قواضِبُهْ
به عادَ (تاريخُ الجزيرةِ) زاهراً
وذَلَّ له من كُلَّ أمرٍ مصاعِبُهْ
أفاضَ على أوطانِنا الخيرَ والسَّنَا
ومكنَّهَا من كُلِّ خَصمٍ تواثِبُهْ
ومن فاتَه فيه الدليلُ فإنَّه
تَبَلَّجَ في هذا المُحبَبِ (نائبُهْ)
فلا زالَ مرفوعَ اللواءِ مؤيَداً
جَحافِلُه منصورةٌ وكتائِبُهْ
ولا برِحَتْ أشبالُهُ في جِهادِنَا
ميامينَ سعى يبعثُ المجد دائِبُهْ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :409  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 157 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل بن عبد العزيز

نائبة رئيس مجلس مؤسسي ومجلس أمناء جامعة عفت، متحدثة رئيسية عن الجامعة، كما يشرف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عمرو الفيصل