شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شوق الشعراء
عرفت عن الشيخ جعفر محمد نقدي مكانته في عالم الفكر الإسلامي والقضاء الشرعي حيث عمل قاضياً في كربلاء والعمارة وأصبح عضواً في مجلس التمييز الشرعي ببغداد وله مؤلفات عديدة في الفقة والأدب والاجتماع منها: الاسلام والمرأة، وأباة الضيم في الإسلام، ذخائر العقبى، ووسيلة النجاة في شرح الباقيات الصالحات، وغيرها. كما حقّق ونشر كتاب ابن سينا "تدابير المنازل".
بالإضافة الى هذه المكانة، كانت له مكانته الخرى في عالم الشعر، فساهم فيه وصاحب الشعراء، وكان بينهم محمد مهدي الجواهري الذي ربطته وإيّاه صداقة راسخة ومحبة خاصة انعكست في الكثير من قصائد الشوق والإخوانيات التي جرت بينهما، اشتاق يوماً الجواهري لمجلس الشيخ فكتب إليه قائلاً:
مر النسيم بريّاكم فأحيانا
فهل كذكركم في القلب ذكرانا
قرأ القصيدة الشيخ جعفر نقدي، فتناول القلم وكتب الى صديقه محمد مهدي الجواهري قائلاً:
لو كان يألـف الصـبّ سلوانا
ما بات يصلى بأيدي الشوق نيرانا
أو لم يكن ذاب وجـداً في محبّتكم
لما تعذّب بالأشجان ألوانا
حمّلتموه هموماً لو تجشمها
ثهلان دكّت على الغبراء ثهلانا
إنسان عيني جرى دمعـاً فأغرقني
وربمـا أغـرق الإنسان إنسانا
إنها بدون شكّ لغة قاض يقول الشعر بقالب الشعر العربي الكلاسيكي الأصيل، ولم يكن الجواهري غريباً عن ذلك في شيء. وفي مثل ذلك القالب خاطبه أبو فرات في مناسبة أخرى, فكتب إليه قائلاً:
أنـا مذ همـتي فيكم كان دأبي
أن ما تشتهوه يحمله قلبي
فأجابه الشيخ نقدي:
يا أخلاي في الحمـى، أي وربّي
أنتم في الحياة منية قلبي
بهواكم أنست لا بسواكم
ولكم في الـوداد أخلصت حبي
وإذ تدخّل السفر والفرقة بين الصديقين، ودّع الجواهري صاحبه بهذا البيت:
الله يصحـب بالسلام مودعـي
عجلاً وأن أخـنى عليّ بعاده
وأجابه الشيخ جعفر بالقول:
أحبابنـا بعض العتاب لواجـد
شوقاً للقياكم يحنّ فؤاده
مهما تشبب في الغرام فأنتـمُ
يا ساكـني أرض الغـري، مراده
 
طباعة

تعليق

 القراءات :587  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 44 من 76
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.