شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
طريـق الجهـاد
قيلـت فـي استقبـال المناضـل الكبـير: المطران هيلاريون كبوشي يوم زار الأرجنتين
لا الجاهُ حقَّقَ آمالي، ولا المالُ
هَيْهات يَـرْوي غليـلَ الظامـئ الآلُ
كلاهُما لِصَفاءِ البالِ مَقْبَرَةٌ
لا خَيْرَ في حَظْـوة إنْ سـاءَتِ الحـالُ
أقولُ، والنفسُ قـد غَصَّـتْ بدَمْعتهـا
شطَّ المَزَارُ، فأينَ الدارُ والآلُ؟
لا يَعْذِلُ الوتَرَ البالـي أخـو طـربٍ
فقد يزيـدُ لهيـبَ الشَّجْـو تَعْـذالُ
جارَتْ علينا النَّوَى، سـاءتْ عَواقِبُهـا
واغتالنا مِنْ صُـروف الدهـر مُغْتـالُ
لَسْنا نُعالـج جُرْحـاً يَستفيـضُ دَمـاً
حتى يعيدَ إلينا السَّهْمَ نَبّالُ
يا قَلْبُ كَمْ ذا نُلاقي في هَـوى وطَـنٍ
آمَنْتُ أنَّ هَوَى الأوْطان قَتَّالُ
كُرْمَى لِعَيْنَيْه آهاتٌ نُصعِّدُها
شَوْقاً، ودَمْـعٌ علـى ذِكـراه هَطّـالُ
إنّا حَمَلْنا علـى الأهـداب صورَتَـه
وما تـزالُ علـى الأهـداب تَخْتـالُ
ما جَنّنـا الليـلُ إلاّ جَـنّ لاعِجُنـا
وجَلْجَلَتْ في حنايـا الصَّـدْرِ أثْقـالُ
وما ألمَّ بنا مِنْ أُفْقِهِ شَبَحٌ
إلا وكان له في النفْسِ تَجْوالُ
خُضْنا مِنَ الهَوْل أشكالاً، وما بَرِحَـتْ
تَسْعَى إلَيْنـا مِـنَ الأهْـوال أشْكـال
ما أبْعَدَ النَّـوْم عَـنْ جَفْـنٍ يُسَهِّـده
وجدٌ، ويَنْهَشُه خَوْفٌ وإجْفالُ
لكم زَرَعْنا فَلَمْ نَحْصُـدْ سـوى نَـدَمٍ
وكم تمَتَّع باللَّذاتِ بَطّالُ
فاعْقِلْ جَناك إنْ بـاراك مَـنْ عَرَجـوا
واعْقِد لِسانك إنْ باهاك أرْذالُ
قَدْ يُحْمدُ الصَمْتُ حينَ القـولُ ثَرْثَـرةٌ
ويَحْسنُ العُرْيُ حين الثَّـوْب أسْمـال
حَمَلْتَ يا قَلْبُ مِثْلـي ألْـفَ قاصِمـةٍ
لولا السفاسفُ لَمْ يَتْعَـبْ لنـا بـالُ
ماذا جَنَيْنـا لكـي يلهـو بنـا زَمَـنٌ
كما لَهـا بدُمـوعِ الشـاة سَرْحـالُ
تَعَقّبَتْنا على الآفاقِ أسْهُمُه
فصَدْرُنا مِنْ تَتاليهنّ غِرْبالُ
لنّا عن الـدارِ يحـدو خَطْوَنـا أمـلٌ
فآب بالخِزْي والخِذْلان أمّالُ
مهما يَنَيْنا ومَهْما عزَّ جانبُنا
فنَحْنُ في دَفْتَر الأجناس أوغالُ
ما كان أسعَدَنا لَوْ أنَّ زَوْرَقَنا
شَدّتْه للشَّطِّ يَوْمَ البَيْنِ أغْلالُ
يا مَـنْ يَـدُلّ علـى الدنيـا بثَرْوَتِـهِ
شَرّ المعايبِ في المَحْظوظِ إدْلال
ما دُمْتَ مثليَ مِنْ مـاءٍ ومِـنْ مَـدَرٍ
فنحنُ في ملكوتِ الله أمْثال
هذي القصورُ إلى فوقِ السَّحاب سَمَتْ
أعزّ منهنّ في واديك عِرْزالُ
ماذا يُفيـدُ الغِنَـى إنْ كـان صاحبُـه
يَغُصّ بالمـاء حـتى وهـو سَلْسـالُ؟
اليوم تَجْنِي، ولكني أراك غداً
تَمْضي لشأنِـكَ، لا قَصْـرٌ ولا مـالُ
سِيَّان تحت الثَّرَى مَنْ يَنْطَـوي هَمَـلاً
ومَنْ يُشَيِّعُه طَبْلٌ وطبّال
عبيدُ كِسْرى، وكِسْرى وابنُـه شَـرَعٌ
لا يَنْفَع المَيْتَ أعمامٌ وأخوالُ
لا يُذْكَر المرءُ إلا بالذي فعَلَتْ
يداه... لا باسمه أهْلٌ وأنْجالُ
إني لأحسدُ مَـنْ يَغْفـو علـى أمـلٍ
ويَستَفيقُ فلا هَمٌ وبَلبَالُ
إذا خلا القَلْبُ مِـنْ صَفْـوٍ وعافيـةٍ
فلَنْ يردَّهما مالٌ وإقبالُ
* * *
يا قادِماً مِـنْ ديـار الأهْـل، تَسْبقُـه
كمائِج النُّور أفْعالٌ وأقْوال
لا خَيْرَ في القَوْلِ أَلفاظاً مُكَرَّرةً
إنْ لَمْ تَزِنْ دُرَرَ الأقوالِ أفعالُ
يُغني البَيانُ على آثار صاحبهِ
وليس يُغْني إذا أمْلاه فعّال
تَناقَض البَرْقُ ما أحْيَيْـتَ مِـنْ رَمَـمٍ
وسوف تَنْقُلُه بالزَّهْوِ أجْيال
وصَفَّقَ المَجْدُ إجلالاً وَتَكْرِمةً
لسيِّدٍ لا يَفِي أيديه إجلالُ
شَفَى المسيحُ مريضاً لا دواءَ له
وعادَ في ظلِّه للحقِّ ضُلاّلُ
وأنتَ أحْيَيْتَ مَـنْ ماتَـتْ عزائِمُهـم
وأزْهَرَتْ حيثُما يَمّمْتَ آمالُ
دَعْنا بثوبك نَمْسـحْ جُـرْحَ غُرْبَتِنـا
عِطْر الأحبة في رِدْنَيْك جوالُ
ألَم تَطَـأُ بَـرَدى؟ إنّـا لمـن بَـرَدى
في مَغْرب الشمـس أفـراخٌ وأشبـال
شَطّتْ بنا الدار، لكنْ لَيْـس يصرفنـا
عنه حبيـبٌ، وعـن ذكـراه أمْيـالُ
دَعْنا بشَهْدِك نُشْبـع جُـوعَ لَهْفَتِنـا
هَيْهَات يُشْبع جـوعَ النَّفْـسِ بَقّـال
مِنْ أيْـنَ تأتـي بهـذا الـدُرِّ تَنثـُره
على مسامِعنا، هَلْ أنتَ لآلُ؟
لَمْ تَحْوِ عِطْرَكَ أسحـارٌ، ولا لَبِسَـتْ
سنا بيانك في الفردوس آصالُ
دَعْنا بوَجْهـك نَلْمـحْ وَجْـه أمَّتِنـا
إن الديارَ لتُهوى وَهي أطْلالُ
هذي الوداعةُ في عينيك قائلةٌ
إنَّ المريضَ له يا قومُ إِبلالُ
لا رَيْبَ في النصر، فَلْنَخْلِـقْ وسائِلـه
شَتَّانَ، شَتَّان إمهالٌ وإهْمالُ
في ذُرَّةِ العَزْم والإِيمان مَقْدِرةٌ
تُلُمّ بالجَبَل الراسي فيَنْهال
إنَّ البطولَةَ أنْواع وأنْكرُها
تِلْكَ التي دَأبُها قَتْلٌ وإذْلالُ
تَمْشي على جُثَثِ الأطْفـال ضاحِكـةً .
جَذْلَى، كأنّ طريـقَ المَجْـدِ أطْفـالُ.
ليس الـذي لَيْلُـه سَعـيٌ وتَضْحِيـةٌ
مِثْلَ الذي لَيْلُه كأسٌ ومَوّالُ
لا نُدْخِلَنْها على تاريخنا أبداً
لا يَسْتَوي وكرامَ الناس أنْذالُ
لكمْ حَلِمْنا بأبطالٍ غطارفةٍ
ثم استَفَقْنا فزالَ الحُلْـمُ، بَـلْ زالـوا
لَمْ يَبْـقَ ممـا ادَّعـوا إلاّ فضائحُهـم
أهكذا يَدْخُلُ التاريخَ أبْطالُ
* * *
يا ابنَ الكنيسة، بَلْ يا ابن الفضيلة، بَلْ
يا ابنَ العروبـةِ لا يُحْزِنْـكَ ما قالـوا
قالوا سَعَيْتَ وَلَـمْ تُفْلـحْ، فقُلْتُ لهـم
صَدْرُ السمـاء لمنْ جَـدّوا وما نالـوا
قَدْ يَعْثُر الحـرُّ، لكـن ليـس تَصْرِفُـه
عَنْ ساحـة المَجْـدِ أعبـاءٌ وأحْمـالُ
ما دامتِ الروحُ فـي خَيْـر وعافيـةٍ
فلْتَعْثُرِ الرجْلُ إنَّ الدَّهْر أحْوالُ
تَمضي السنـون ولا تَنْحـلّ مُعْضِلـةٌ
وتَسْتَمرُ ولا يَنْجاب إشْكالُ
إنَّ الجهادَ طريقٌ لا تخومَ له
فلا يُحاوِلْه مُرْتابٌ ومِكْسالُ
للسَّيْفِ في قَبْضَة الصِّنْدِيد هَيْبَتُه
لكنَّه في يَدِ الرعْديدِ خُلْخَالُ
لو كان للوَعْلِ أنيابٌ مُحدَّدةٌ
لَمْ تخشَ عاديةَ الآسادِ أوْعالُ
لُطْف المسيح وسَيْف المُصْطَفـى التَقَيـا
في راحَتَيْك، كما نَبْعٌ وشَلاّلُ
إذا طَغَى البُطْلِ لَـمْ تُرْهَـبْ مَخَالِبُـه
وإن دَعَا الحـقُّ لبّـى منـك صَـوّالُ
حَنتْ لهيبتك الأحداثُ هامَتَها
وهابَ شَأْنَكَ أقْطابٌ وأقْيالُ
جابَهْتَ بالصيحة المُثْلى أخـا صلـفٍ
يقودُه اثنان: جَزارٌ ودَجَّالُ
فحارَ كَيْفَ يَـرُدُّ الطَّعْنـة اخْتَرَقَـتْ
دُروعَه، فهي أشْلاءٌ وأوْصالُ
ظَنُّوكَ تَخْشَى عوادي السِّجْـنِ فاغـرةً
فاها كمـا يَحْتَفـي بالقـوت أكّـال
ظَنُّوكَ تَنْبُذُ مـا قَدّسْـتَ مِـنْ قِيَـمٍ
وتستجيبُ لما قالوا وما كالوا
ظَنّوكَ تُغَرى بسُلْطانٍ وحاشِيةٍ
وتزْدهيك – إذا أغْنَوك – أموالُ
فدكَّ صوتك هدّاراً ظنونَهمُ
كما يَدُكُّ بيوتَ الرملِ زِلْزالُ
ومزّقَ السِّتْرَ عمّا في ضمائرهم
فانداحَ سَمٌّ، وخَلْـفَ السَّـمِّ أصْـلال
وانهال منـه علـى بُرْكانهـم وشـلٌ
وأوَّلُ العارضِ الهَتَّان أوْشالُ
وانسابَ بَرْداً على أضْلاعِنـا وشَـذاً
إن الحقيقة في الديجور مشعال
ومَـنْ يكـنْ مؤمنـاً بالله، مُعْتصمـاً
بقوةِ الحق لَمْ تُوهِنْه أهوالُ
* * *
يا سيِّدي في فمي مـاءٌ وفـي كَبِـدي
نارٌ، فكيْـفَ يجيـدُ القَـوْلَ قَـوّالُ؟
أشكو إليك ضَيـاعَ النازحـينَ، فـلا
يَضْحَكْ على دَمْعة المفْجـوع هُـزّال
الضادُ – وهْيَ عماد البَيْتِ – في خَطَـرٍ
ونَحْنُ تَشْغَلُنا في السوقِ أعْمالُ
نَهيمُ خَلْف سَرابِ الكَسْبِ في جَشَـعٍ
كأنَّنا أبداً في الأرض نُزّالُ
نَبْكي إذا ضاعَ فلـسٌ مِـنْ خزائننـا
والعُمْرُ يَمْضي، فلا يُعْنَـى لنـا بـالُ
كَيْفَ السبيلُ إلى تجديدِ زَهْوتِها
فَللغات كما للناس آجالُ؟
لَيْتَ الذين على اللـذاتِ قَـدْ بَذلـوا
ماءَ الوُجوهِ، علـى المَعْـروف بُـذّال
لَيْتَ الذي كرّم الفُصْحـى أتـاحَ لهـا
ألاَّ يكونَ لها في الأهْل بَخّال
يا دَوْلةً عَقَـدَتْ في الشمـس رايَتَهـا
الباذلونُ فـداكِ الـروحَ قـد دالـوا
والهْفَتاه عليهم في مَراقدهم
كم أسْرفـوا فـي هَـوى عَيْنيـك، كم غَالـوا!
ثارُوا على ترّهـاتِ الفِكْـرِ يَنْشُرهـا
في الشَّرْق والغَرْب دَجّالٌ ودلاّل
ثاروا ولكنَّهم لَمْ يَهْدموا بَلَداً
لكي يُشاد على مَثْواه تِمْثالُ
ظلَّ التُّـراثُ لـه في النَّفْـسِ حُرْمَتُـه
وظلَّ للفنِّ تَهْزاج وتَزْجالُ
وظلَّت الضـادُ في خَيْـرٍ، وظـلّ لهـا
بَنْدٌ علـى مَسْبَـح الأفـلاك مُخْتـالُ
* * *
مولايَ عَفْـوَك إمَّـا شـابَ قافيـتي
صابٌ، فما أنـا يـا مـولايَ عَسّـالُ
أنا بَنَفْسَجةٌ في القَفْر ضائعةٌ
مَقْطوعةُ الرَّحْم لا عمٌّ ولا خالُ
الحَرُّ يَجْلِدُها والقَرُّ يَسْرُدها
والريحُ تُعْوِل حَوْلَيْها وتَنْثالُ
أنا هَزارٌ تناءَى عن خَميلِته
ألْهَتْه عَـنْ واجـبِ التَّغْريـد أشْغـال
عُشِّي قَتادٌ وأزجالي مُجرّحةٌ
وهَلْ تَطيبُ معَ الآلام أزْجالُ؟
تَمْشي الرَّطانـة في شِعْـري فتُفْسِـدُه .
ويَخْنُقُ الوَتَرَ النَّشْوان إعْوالُ
حَسْبي إذا عيّروني أنْ سَتَغْمُرُني.
مِنْ فَضْل رَبِّي ومِنْ جَـدْواك إظِـلالُ!.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :367  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 450 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج