شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الجولانية
قيلت يوم ضمّت إسرائيل الجولان إلى كيانها
اشْمَخْ بأنفِكَ، وانْطَـحْ قُبَّـةَ الجَلَـدِ
للبطْل يَـوْمٌ، ويَـوْمُ الحـقِّ للأبـدِ
مهما تَبَخْتَرْتَ مِنْ غَيّ ومِـنْ صَلَـفٍ
لا بدَّ للغيِّ، مهما طـالَ، مِـنْ أَمَـدِ
لَمْ تُبْقِ في صَدْرنـا الموتـورِ زاويـةً
إلاّ انتدبتَ له نفَّاثة العُقَدِ
لا يَبْطُر الحرُّ مَهْما عزّ جانِبُه
شتَّانَ شتَّانَ بَيْـن المَحْـضِ والزَّبَـدِ
نَمْرودُ (1) في عزِّه أرْدَتْهُ بَرْغشةٌ
هَلاَّ اعتبرتَ بعُقْبى الظالـم النَّكِـدِ؟
لا تَحْسبَنْ لُقْمـةَ الجـولانِ سائغَـةً .
كَمْ لقمةٍ مزَّقَـتْ أحْشـاءَ مُـزْدَرِدِ .
سَلْ – إنْ جَهِلْـتَ – غُـزاة الـرومَ هـل دَفَعَتْ
عنهم كتائبُ أزْجوها بلا عَدَدِ
وَسلْ جَحَافلَ كِسْرى هل جَنَتْ وجَنَى .
مِنْ غَزْوة الغاب إلاّ غَضْبـةَ الأسـد .
إنْ يَنْفَرِدْ أَرْعَنٌ منا بسيئةٍ
فَليسَ يَحْملُ جَمْعُ وِزْرَ مُنْفَرِدِ
وإنْ أصَابَ امرءاً مِـنْ رَكْبِنـا رَمَـدٌ
فما أُصيبَ جميـعُ الرَّكـبِ بالرَّمَـدِ
وإن تَهَوّر في وادي الضلال أخٌ
فقَدْ يَعودُ إلينا ساعةَ الرَّشَدِ
لسوفَ تَخْفُقُ في "بَدْر" بَيارقُنا
فلا يَغُرَّك مـا أحْـرَزْتَ في "أُحـد"
لا لَنْ يعودَ حَزيرانٌ بمِحْنَتِه
إنّا مَحَوْناه مِنْ أيامنا الجُدَدِ
إنا وأدنَاه باللَّعْنات مُؤْتَزِراً
إلاّه إلاّه باللّعْناتِ لَمْ نَشِد
مَضَى الأُلى مَسَخـوا فيـه حَقيقتنـا
وخلَّفونا بلا أهْلٍ ولا وَلَدِ
مَضَى الأُلى سوَّدوا بالعـارِ صَفْحَتَنـا
وعَرّضونا لِعيّابِ وَمُنْتَقدِ
لا سَدِّد الله في الدنيا لهم قَدماً
ولا رَماهم بِغيَرِ الوَيْل والنَّكدِ
هاجوا وماجًُوا فقُلْنا مَـنْ يُقارِبُهـم؟
ثمَّ استقروا فلَـمْ نَعْثُـر علـى أحَـدِ
جَثَتْ علينا وأشْقَتْنا بطولتُهم
لَيْتَ البطولةَ لم تُولد ولم تَلِد
قالوا العروبةُ لنْ تعنُو.. ولو صَدَقـوا .
لما سَعَى واغِلٌ في القُـدْس أوْ صَفَـدِ .
لا تستردّ حُقوقٌ بالكلام، فيا
سَيْفَ الكلام لكمْ فرَّجْتَ من كَمَـدِ .
طهَّرتَ كَرْمةَ عيسى مِنْ ثَعالبها
– هَلَّلْتُ لاسمك – بينَ السبتِ والأحدِ
تلك التعاويذُ ولّـتْ والغُـلام نَمَـا
فليسَ يُؤخَذُ بالتَّمْويه والفَنَدِ
"تشرينُ" يومَ تُلاقـي الخيـلُ رايَتَنـا
أمَا قرأتُـمْ عليهـا سـورةَ المَسَـد؟
صَيْحاتُ "خالـد" دَوَّت في زَمازِمـه
يا "ابن الوليـدِ" ورَدْنا نارَهُـم فَـرِدِ
قُدْنا إلى النصر أو للمـوتِ يَحْصُدُنـا
لا فَرْقَ بينهما للفارس النَّجِدِ
إنْ لم تُشاطِرْ نسورَ الشـامِ غارتَهـم
يَظلُّ نصرُهُمُ بيتاً بلاَ سَنَدِ
* * *
جولانُ يا بنتَ عمِّ الشمس، يحمِلُـني .
شَوْقٌ لوجهـك مـا أطْفِئْـهُ يَتَّقِـدِ.
حَضَنْتِني أمسِ طِفْلاً وابْتَنَيْـتِ غَـدِي
فكيفَ أمحوك مِنْ قَلْبي ومِنْ خَلَـدي؟
في كل شِبْرَين مِنْ هذا الثـَرَى عَبَـقٌ
مِنَ الشهادة، أو شِلْوان مِـنْ جَسَـد
قَضَيْتُ في ظِلِّك الريّان مِـنْ عُمُـري
حَوْلاً هو العُمْر في صَفْـوٍ وفي رَغَـدِ
لي في تُرابكِ ذُخْـرٌ لسـتُ أُرْخِصُـه
مهما افْتَرَقْنا... وماضٍ كالرجاء نـدِي
لولا عيونُك ما غَنَّيتُ قافيةً
ولا تَنَقَّلْتُ مِنْ مَلَدٍ إلى مَلَدٍ
يَبْرُود (2) حُلْـمٌ جميـلٌ أنـتِ يَقْظَتُـه
ما أقربَ الدربَ بين القَلْبِ والكَبِـدِ .
ما زالَ طَيْفُك أنّى سِـرْتُ يَصْحَبُـني .
أَشَدْتُ باسمك بعدَ الواحـد الصَّمَـدِ .
* * *
يا إخْوتي في رُبا الجـولانِ جُرْحُكـمُ
جُرْحي، وَزَفْرَتُكم مِنْ صَدْري الكَمِـدِ
دارُ العُروبةِ أنّى يَمَّمَتْ قَدَمي
داري، وُسكانَها أهْلـي ومُسْتَنَـدِي
أنامُ في الشـام أوْ بغـدادَ أوْ عـدنٍ
وأسْتَفيقُ قريرَ العَيْن في صدد
ماذا أقولُ لكـم، والشعـرُ خَيَّبـني
هلا حَلَلْتُم لسـانَ الشاعـر الغَـرِدِ؟
الغاصبونَ أذلاّءٌ وإنْ قَدَروا
ما الفَرْق بَيْن عـدوّ الحـقِّ والوَتـدِ
لا مجلسُ الأمن يَحْمِي حقَّ مُضَطَهَـدِ
ولا مبادؤه رَدْعٌ لمُضْطَهِدِ
ماذا تُفيدُ قَراراتٌ، ولا عَمَلٌ
لا يَقْطَع السيفُ في كَفٍّ بـلا عَضُـدِ
مَنْ نامَ والذئـبَ فَلْيَذْكُـرُ مَخالِبَـه
هَيْهات يَنْجو شريفٌ في جـوار رَدِي
يا أمتي في فمي ماءٌ سألْفُظُه
ما أبْعًَدَ الغشَّ عَنْ قَوْلي وَمُعْتَقـدي...
إنْ كنتِ تَبْغـين في العَلْيـاء مَنْزِلَـةً
يا أمتي اتّحدي! يـا أمـتي اتّحِـدي!
* * *
أقولُ، والشوقُ يَطْويـني وَينْشُرنـي
ما قيمةُ المـرء لم يَشْتَـقْ ولم يَجِـدِ؟
أمدُّ مِنْ آخـر الدنيـا إليـكَ يَـدي
ريَّانـةً بالشَّـذا يـا "حافظ الأسـد"
بنيتَ للشـام مَجْـداً لا فنـاءَ لـه
فاصْبِرْ على تُرَّهاتِ الكَيْـدِ وَالجَسـدِ
المسلمونَ بَراءٌ مِنْ جَرائمهم
والشامُ طالقةٌ مِنْهم إلى الأبد
لا يَفْرحوا فغداً يَبْكـون مِـنْ نَـدِمٍ
وَسوْف يَسْتَضْحك الموتور بَعْـدَ غَـدِ
ما رَوّعوا الشعب، بـل باؤُوا بِلَعْنَتِـه
إنَّ الضحايا طريقُ الشعـبِ للخُلْـدِ
كَمْ مَرَّ طاغٍ على الفَيْحاء وانْدَثَـرَتْ
آثارُه وعَدا باغٍ ولَمْ يعُدِ
لا بُدَّ مِنْ غَضْبـةٍ تَهـوي بمَنْ فَتَكـوا
بالأبرياء، ومَنْ أخْنَـوا علـى البَلَـدِ
العُرْبُ عائلةٌ، والضادُ حَبْلُهُم
إنْ كان حَبْلُ عدوِّ العُرْب مِنْ مَسَـدِ
لا يأمنُ الغيلُ مِنْ ذِئْـبٌ يعيـثُ بـه
إلاّ إذا حَرَسَتْهُ هَيْبَةُ الأسدِ
* * *
شِعْري بِيَوْمِكِ يا "جُـولانُ" يَغْمُـرُه
لونانِ مِـنْ أمـلٍ زاهٍ ومِـنْ كَمَـدِ
أَدعو إلى الحربِ، لكنِّي أخاف علـى
أهْلي، فأدعو على الساعـين باللَّـدَدِ
تراوَحَ الكيدُ والمعـروفُ في نَظَـري
وانْساب شِعْـريَ بَيْنَ النـارِ والبَـرَدِ
يا رَبّ حَجِّرْ فُـؤادي، لا يُلـمُّ بِـه
بَصيصُ عَطْـفٍ وزِدْه قَسْـوةً يـزدِ
أوْ لا فَطَهّرْ قُلوبَ النـاس مِـنْ دَرَنٍ
واجْعَلْ سَريرتَهم خِلْـواً مِـنَ العُقَـدِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :371  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 435 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج