شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
- 141 -
إلى اللهِ أَشكو ما أُلاقِيهِ من أَخٍ
يُفكِّرُ في هَدمي ويَسعى ويَسهرُ
توهَّمَ أَني كاذبٌ في مَودتي
ولم يُغْنِ أَني حينَ يُذنبُ أَغفرُ
أمُدُّ لَه كفي فيأبى سَلامَها
وأَمحَضُه صَفْحي فَيُرغي ويَزأرُ
وما بينَنا ثأْرٌ ولا بينَنا دمٌ
ولكنْ أَيرضـى عـن سَنـا الشمـسِ أَجهـرُ؟
ولو رَدّ للتعميرِ بعضَ ذكائِه
لكان له شأنٌ لدى الناسِ يُذكرُ
* * *
- 142 -
نباهةُ ذكري، لو علمتُ، مصيبةٌ
فيا خيرَ آسٍ أعطني نعمةَ الصَّبرِ
تُكلّفُني ما لا أُطيقُ احتمالَهُ
وتشربُ مـن عيـني وتَأْكُـلُ مـن صَـدري
حَلِمتُ بها عنقاءَ تقصرُ دُونَها
يَدايَ ويكبو في مَسارِحِها فِكري
سفحتُ على أَقدامِها زهوةَ الصِّبَا
وقرّبتُ في أَقداسِها زهرةَ العُمرِ
فلما استوى عُودي ورُضتُ زِمامَها
تمنيتُ لو أَني ظللتُ بِلا ذِكرِ
* * *
- 143 -
همُ النَّاسُ مهما شَطَّتِ الأرضُ أسرةٌ
ودربُهمُ مَهما تشعّبَ واحدُ
فيا حَامِلاً بالعرضِ سلّمَ رأيه
أَيجني سوى شوك الندامة حَاقدُ؟
إِذا المرءُ لم يعضُدْ أَخاً يستجيرُهُ
فلن يُرتجى بين الأَباعدِ عَاضِدُ
رثيتُ لمن يَطوي على البُغضِ صدرَه
فقد تنطفي بالبُغضِ حتى الفَراقِدُ
* * *
- 144 -
أثارَ على حواءَ حرباً أَكُولَةً
طغى جهلُه فيها وعربدَ لُؤمُهُ
ولم تجنِ ذنباً يستحقُّ احتقارَها
ولا سوءةً، لكنْ كذا شاءَ وهمُهُ
له من جَناهَا كلّ ما لذَّ طعمُه
وإن هو جَازَاها بما مَرَّ طعمُهُ
ألا ازجرْ عن الفَحشا لسانَكَ، إِنَّه
لصلٌّ، وهذا الهذرُ والهَجرُ سُمّهُ
إذا شتمَ المرءُ النِّساءَ وما استحى
فأولُ مشتومٍ من الناسِ أُمُّهُ
* * *
- 145 -
على النارِ سِرْ إمّا حملتَ رسالةً
ولا ترجُ إن يُزجَى إِليكَ ثناءُ
فقبلَك كم عانى من النَّاسِ مُصلحٌ
وماتَ على حدِّ النِّصالِ رَجاءُ
تطيبُ مَجاني التُرَّهاتِ لِخَاملٍ
وينبو بآذان الأصمِّ غِناءُ
عزاؤكَ أَنَّ الحقَّ لا بُدَّ يَنجلي
كما طلعتْ بعدَ الغيابِ ذُكاءُ
ولا تَعْجَبَنْ إنْ يزدرُوكَ فإِنَّما
ذكاؤكَ بين الأَغبياءِ غباءُ
* * *
- 146 -
بُليتُ بشعرورٍ على النَّاسِ ناقمٍ
إذا طَرِبوا للحُسنِ أَرغى وأزبدا
تحدّى نسورَ الشِّعرِ في وَثَبَاتِهِم
فعادَ مهيضاً خائرَ العزمِ مُقعدا
فشنّ عليهم غارةً ولزلتْهُمُ
ودكّ بِناءً شيَّدوه مُمرّدا
وشقّ لَهم دَرباً جديداً مُنمنماً
ومَدَّ لهم أُفقاً قشيباً مُورَّدا
فهيّا نسورَ الشعرِ صِيروا ضفادعاً
وإلاَّ مضتْ أتعاب صاحبِنا سُدى
- 147 -
خفضتُ جَناحي إذ هَجانيَ ناقصٌ
فلم يُجْدِني أَني خفضتُ جَناحي
ولو أَنني قابلتُه بسِلاحِهِ
لما كانَ عِرضي عُرضةً لنِبَاحِ
عدوَّكَ عامِلهُ بما يَستَحِقُّه
فلا يَستوي ذو عفّةٍ وإباحي
جميلٌ سكوتُ المرءِ عمّن يَسُبّهُ
وأَجمل منه صدُّه بكِفاح
فقد يستبيحُ النَّذلُ تَهشيمَ عِرضِه
إذا كان عرضُ النَّاسِ غيرَ مُباح
* * *
- 148 -
لكلِّ ابنِ أُنثى في الحياةِ وظيفَةٌ
إِذا ما تخطَّاهَا إلى غيرِها كَبا
فلا تتجشمْ ما تنوءُ بِحَملِهِ
ولا تتحدَّ النَّسَرَ إنْ كُنتَ أَزغَبَا
أبى اللهُ إلاَّ أنُ يغرِّدَ بُلبلٌ
فإن شاءَ تقليدَ الغُرابِ فقد نَبَا
إذا انفكَّ مِن قيدِ التقاليدِ عاقلٌ
وشرَّق في قلبِ الحياةِ وغَرَّبا
رأى الروضَ مُخضلاً فهزَّتْهُ نشوةٌ
يحسُّ صَداهـا حينَ يلمحُ سَبسبـا
* * *
- 149 -
ولي صاحبٌ آليتُ إلاَّ أخونه
وإنْ ساورتْه في وَفايَ ظُنونُ
فتحتُ له قلبي وأَوصدَ قلبَه
وليسَ سَواءً واثقٌ وظَنونُ
إذا ضخّمتُ ذنبي لعينيّهِ ريبةٌ
محا ذَنبَه في نَاظريَّ يقينُ
جفاني فما أَغلقتُ بَابي دونَه
ولا عكّرتْ أُفْقي غمائمُ جُونُ
وإِني لجوّادٌ بما مَلكتْ يَدي
ولكنَّني بالأصدقاءِ ضَنينُ
* * *
- 150 -
أُحِبُّكِ يا دُنيا الغرورِ وإِن يَكنْ
طريقيَ محفوفُ الجوانبِ بالنَّارِ
أُحِبُّكِ مِلءَ القلبِ والعينِ والنُّهى
وإنْ كانَ غيري لا يراكِ بمِنظاري
يعيبُك أَصحابُ العقولِ ولو رأوا
جمالَك زجّوا العقلَ في وهدةِ العَارِ
ذرِيهم ذرِيهم في مَجاهلِ زُهدِهِمْ
لقد بعتُ حُبِّي واتكلتُ على الباري
إذا كنتِ يا دُنيا نصيبَ الأُلى غووا
فيا ربِّ لا تفتحْ مغالقَ أَبصاري!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :330  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 409 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.