شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
- 121 -
عبدتمْ أمسِ طاغوتاً
وكابَرْتُمْ بنُعماهُ
وكنتمُ من صَوارِمِهِ
تُدافعُ عن خَطَايَاهُ
ولما انهارَ حائطُهُ
تناهشتمْ بقــاياهُ
لأنتمْ في كِلا الحالينِ
لا شرفٌ ولا جَاهُ
أكلتمْ لحمَ سيِّدكُـمْ
ويحمي الكلبُ مَولاهُ
* * *
- 122 -
ويا مَن يلبسُ الليلَ
إِلى شَهَواتِهِ الحُمرِ
أَراكَ خلطتَ في حا
ليْك بين الخيرِ والشرِ
أَتعصي اللهَ في الليلِ
وتخشاهُ مع الفَجْرِ
وتنهانا عن الوزرِ
وتسبِقُنا إِلى الوِزرِ
وتنسجُ من خيوطِ الكُفرِ
مَنجاةً من الكُفرِ؟
* * *
- 123 -
وفَيتُ لها فلم تَحفظْ
لمجنونِ الهَوى عهدا
أَتغفو ملءَ جَفَنيْها
وتَذوي مقلتي سُهدا؟
رشفتُ الصابَ من يَدها
فحالَ على فمي شهدا
هداكَ اللهُ يا عربيدُ
في صَدري متى تُهْدى؟
زهدتُ بها فلم أَربحْ
سوى أَن أكرهَ الزُّهدا
* * *
- 124 -
تحررتُ من نفسي فَلَسْتُ بزاحفٍ
إِلى الجاهِ أَو طاوٍ ضُلوعي على حِقْدِ
تشابهَ عندي الخيرُ والشَّرُّ واستوتْ
بعيني وقلبي صورةُ الحرِّ والعَبدِ
غَنِيْتُ عن الرِّزْقِ الكثيرِ بِلُقمةٍ
ورَتَّلتُ للرَّحمانِ تَسبيحةَ الحمدِ
طريقيَ شقَّتها تعاليمُ أَحمدٍ
ونضَّرهَا عِيسى وفيّأها سُعْدِي
أحسُّ بظفر الشوكِ في كُلِّ وردةٍ
وأَنْشُقُ في الأَشواكِ رائحة الوردِ
* * *
- 125 -
لك اللهُ لا تَهزأ بدمعةِ شاعرٍ
فهُزؤُكَ لو تَدري يزيدُ بِبُؤسِه
ولا تتساءلْ ما الذي هاجَ يَأسَهُ
فإنَّ فُضُولَ النَّاسِ عِلّةُ يأسِهِ
يُطِلُّ على الدُّنيا بلهفةِ حائرٍ
ويُدرجُ ولهاناً بظلمةِ رَمسِهِ
وإنْ جَعَلَ العِجلَ المُذهَّبَ هَمَّه
ليُرضي الأنامَ انحطَّ في عينِ نفسِهِ
* * *
- 126 -
وما أَنا من يَجفو الصَّديقَ إِذا جَفَا
وأَوصَدَ دوني بابَهُ وهَجانيا
فقد يملكُ الغضبانُ يوماً صَوابَه
فيعلمُ أني ما فقدتُ صَوابيا
تفاءلْ تجدْ غُذراً لكُلِّ تَهَجُّمٍ
وهَوِّنْ تجدْ للصَّفحِ باباً مُحاذِيا
أَنقضي الليالي في بِناءِ صَداقةٍ
فإِن عبستْ يوماً نسينا اللَّياليا؟
لكلِّ صَديقٍ مِن فؤاديَ منزلٌ
فكلُ صَديقٍ قطعةٌ من حياتيا
* * *
- 127 -
قرأتُ له من شَارداتي خَريدةً
سَمَوتُ بها نسراً وطرتُ جُوادا
فصاحَ لمن هَذي، فقلتُ لشاعر
يغيبُ اسمه عني فقالَ أجادا
فهذا هو الشِعرُ الذي يُسْكِرُ النَّهى
ويَعذُبُ رِياً للنُّفوسِ وزادا
ولما درى أَنَّ الطَلا بنتُ كَرْمتي
تَفَنَّنَ في تشويهِهَا وتَمادى
فواللهِ ما أَدري أَنفخةُ سَاحرٍ
تُحَوِّلُ في كفي النُّضارَ رمادا؟
* * *
- 128 -
ولا تُبدِ للراجي نَداكَ تَجَهُّماً
وإنْ لم يكنْ طبعاً لديكَ التَّبسُّمُ
فقدْ يُحمدُ الإِمساكُ والوجهُ مُشرقٌ
ويُستقبحُ الإِحسانُ والوجهُ مظلمُ
هو الجودُ أَنْ تُعطي بغير تكلُّفٍ
كما فاحَ طيبٌ أَو تراقصَ بَرعَمُ
تُخفّفُ آلامَ الشقيِّ ابتسامةٌ
وإنْ لم يَرافِقْها من الجيبِ درهمُ
كريمٌ لَعَمْري من يجودُ بمالِهِ
ولكنَّ من يُعطي من القلبِ أَكرمُ
* * *
- 129 -
ويا ناسكاً يرجو ثوابَ إلهِهِ
ويحلمُ بالأُخرى صَباحَ مساءَ
ضللتَ سبيلَ الحقِ والحقُ واضحٌ
وأنفقتَ أَيامَ البذارِ هَبَاء
سألتُك ماذا تنفعُ المرءَ مُقلةٌ
إِذا عشيتْ دونَ الجمالِ حياءِ
فرارُك من وجهِ الحياة جبانةٌ
وصومُك لن تَلقى عليه جزاءَ
أَتحسَبُ أَنَّ اللهَ جلَّ جلالُهُ
يُبارك في ملكوتِهِ الجبناءَ
* * *
- 130 -
أَغَارُ على شِعري كأني أَحُطُّهُ
بريشهِ أَهدابي وذَوْبِ مَحاجِري
وما الشعرُ تصويرٌ لما هو ظاهرٌ
ولكنَّه تصويرُ ما في الضَّمائرِ
وما الشعرُ وزنٌ يستقيمُ ولفظةٌ
ولكنَّه لحنٌ على فم طائرِ
إِذا صحَّ معنى البيتِ في كسرِ وزنِهِ
أَلا فاكسروه تُجبروا كسرَ خاطري
برئتُ من الشعرِ الذي لا يهزُّني
وأعطيتُك الدنيا بآيةِ شاعرِ
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :413  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 407 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.