شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
- 71 -
لا ترزحنَّ إِذا دَهتْكَ مُصيبةٌ
فلقد تَهُونَ إذا اشتددتَ رجاءَ
إِنَّ الذي خَلَقَ المَساءَ كَمَا تَرَى
خَلَقَ الصَّباحَ بَشاشةً وضِياءَ
يمشي الكريمُ على اللَّظى، ويَعافُ أنْ
يشكو، وأنْ يستنجدَ اللؤماءَ
إن الذي يَعْلُو ويُخفضُ حِكمَةٌ
أنْ ينخلَ الضُّعفاءَ والجبناءَ
كمْ مِنْ رِجالٍ كنتُ أُكبرُ شَأنَهم
فوجدتُهم عِندَ النوائبِ شاءَ
* * *
- 72 -
جرّبتُ أَصحابي فَوا أسفي
ودخلتُ دُنياهم فواشجني
يسخونَ . . . لكن بالوُعودِ فما
أَغناكِ يا أُذُني وأَفقرني
أَنا خيرُ كلِّ الناس عندهمُ
ما دمتُ عما يملكون غني
كم صَاحبٍ في اليُسرِ لازمني
وفقدتُه في المنزلِ الخَشنِ
ليس الذي يأسى لكارِثَتي
مثل الَّذي يأسى وينجِدُني
* * *
- 73 -
مالي أُحاسِنُه، وأُكرمُه
فيُجيبُني، لكن برجليْهِ
حسناتُه عندي مُكبَّرةٌ
وعيوبُه كغبار نعليه
يا ربيَ اكشفْ عن بصيرتِهِ
واضربْ على شُبّاكِ جَفنيهِ
ماذا يفيدُ النُّورُ إن عَثرتْ
رجلُ الفتى بظلامِ ليليه؟
لَيثير إِشفاقي ويُحزِنُني
من لا يَرى إلاّ بعينيَه
* * *
- 74 -
أرديتَ خَصمَك بالرَّصاصِ فلمْ
تَقتُلْهُ، لكن زدتَهُ قَدْرا
قد كنتَ قبل اليومِ ترهبُه
شخصاً فصرتَ تخافُهُ ذِكرا
أنكى خُصومي من يفارِقُني
جهراً ويطرق خَلوتي سِرَّا
العُنفُ لا يبني لصاحبه
قصراً وقد يبني له قبرا
* * *
- 75 -
إني لأعجبُ من عَباقرةٍ
آدابُهُم وزرٌ وبهتانُ
يتقارضونَ المدحَ بينهُمُ
هل يَشتمُ الشعرورَ وزّانُ؟
آراؤهمْ في الشِّعرِ مضحكةٌ
لكنْ يثورُ لهنَّ عدنان
عابوا الفحولَ على فصاحِتهم
وكذا يَعيبُ الشمسَ عُميانُ
أَقسمتُ لم يفهمْ نعيقَهمُ
ونهيقَهم إلاَّ هُيَيْمَانُ
* * *
- 76 -
اليأسُ مَضيعةُ الرِّجالُ فلا
يَشلُلْ يَديكَ اليأسُ والدَّجلُ
هيهاتَ يُجديكَ الذَّكاءُ إِذا
جَالدتَ لَكنْ خانَكَ الأَملُ
فَخُضِ الحياةَ ولا تَخفْ زللاً
لم يزرِ بالمتفائلِ الزَلَلُ
كم خاملٍ يشكو، فقلتُ له
لا يَستوي الإِقدامُ والكَسَلُ
لم ينتصرْ دَاعٍ بدعوتِهِ
لو جاءَ في قاموسِهِ الفَشَلُ
* * *
- 77 -
جارتْ عليكَ نوائبُ الدهرِ
أو ما لهذا الليلِ من فجرِ؟
يا قلبُ كم دَغدغتَ من أَملٍ
ودَفنتَه في مَيْعةِ العُمرِ
يحيا سواك بألفِ عَافيةٍ
وتعيشُ بينَ المدِّ والجَزْرِ
يا قلبُ لا تعتُبْ على أَحدٍ
أَنتَ اشتريتَ متاعِبَ الفِكرِ
عبثاً تمُدُّ إلى الثراءِ يداً
ما دمتَ تهوى حِرفة الشِّعرِ
* * *
- 78 -
لا ضيفَ أثْقلُ في الضيوفِ
من الغريب المُنزَلِ
أَوصدتُ بابي دونَه
فغزا ثقوبَ المَنزِلِ
لـمْ يُجدنـي أَنـي أُقَا
بِلهُ بوجهِ أَثقلِ
يا صاحبَ الحظِ التَّعيسِ
على البلاءِ تجمَّلِ
ومتى تعلمتِ الخُطوبُ
طريقَ دارِكَ فارحلِ!
* * *
- 79 -
جازف بمالِك إِنْ أَردتَ
فليس في الخُسران عارُ
المالُ قَد يأتي ويَذهبُ
لا يَقِرُّ له قَرارُ
لكنَّ حُسن الصِّيتِ ذُخرٌ
لا يُباعُ ولا يُعارُ
فاحرصْ على اسمِكَ ناصِعاً
لا يعلقنَّ بِه غُبارُ
إنَّ الرَّصانَةَ حِليةٌ
أمَّا الرُّعـونَـةُ فانتحـارُ
* * *
- 80 -
أُنْسِيتُ عدلَك ثم عُدتُ
إلى الصِّراطِ المستقيمِ
وأسأتُ لاسمِكَ ثم جئتُ
بتوبةِ القلبِ الأَثيمِ
مالي سواك وهل يُرجَّى
الخيرُ إلاّ من كَريمِ؟
يا رب هبني قطرةً
من غيث رحمَتِكَ العميمِ
ذنبي عظيمٌ غير أَنَّ
نَداكَ أعظمُ من عَظيمِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :422  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 402 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.