شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
 
- 61 -
يا بائِعي مهدَ المسيحِ ولَحدَه
بحُثالةٍ من فِضةٍ ونضارِ
ساءتْ مساعيكُم وخابَ رجاؤكم
فالدارُ ساهرةٌ وربُّ الدارِ
قد تأَكل الأَيَّام من آمالِنا
لكنَّنا سنثورُ بالأشْرَارِ
حَرمُ النبّوةِ لا يُباحُ لطُغمةٍ
وَسَمَ الكتابُ جبينَها بالعارِ
تأَبى علينا همةٌ عَربيةٌ
أَن نفتح الفِردوسَ للفُجَّارِ
* * *
- 62 -
عرًّضتَ نَفسَكَ للمهانةِ فانبرى
ذئبٌ يَحومُ على حِماكَ وثعلبُ
ليسَ الذي سَرَقَ الحديقةَ مذنباً
إِنَّ الذي ساب الحديقة مذنبُ
جالدتُ عن عِرضي فأدبرَ والغٌ
ما أَخيبَ الكفَ التي لا تَضرِبُ
لا يفهم الأَوباشُ من لسُنِ الورى
إلاَّ يداً تُملي وسوطاً يكتبُ
* * *
- 63 -
لا تَعجبنَّ إذا تباينَ موقفي
وتناقضتْ في ساعةٍ آرائي
الحَيرةُ الخَرساءُ تنهشُ أَضْلُعي
ما حيلتي بالحَيْرةِ الخَرْساءِ
دجتِ الطريقُ ولا دليلَ فكيف لا
يكبو بهاويةِ القنوطِ رَجائي؟
من كان في وَضَحِ الظَّهيرةِ تائهاً
هل يَهتدي في الليلةِ الليلاءِ؟
يا صاحبي هيهات تُبصرُ مُقلةٌ
تمشي وراءَ بصيرةٍ عِمياءِ
* * *
- 64 -
يا من يَلومُ على الصَّراحةِ شاعراً
هيهات ليس لما تطبّ علاجُ
العبقريةُ لا يَحِدُّ جَناحَها
قيدٌ ولا تُبنى لها أَبراجُ
عابوا عليها أَنَّها لا تنتمي
وكذا يكونُ الكوكبُ الوَّهَّاجُ
ما أَضيعَ الشُّعراء توحي فنَّهم
حزبيةُ، ويقودُهم مِنهاجُ
لم يخبُ صوتُ الشعرِ في فَمِ أُمةٍ
إلاَّ تولَّى أمرَها حَجّاجُ
* * *
- 65 -
مهما افترقْنا تربةً وعقيدةً
فحذارِ تَحسَبُ أنَّنا لن نلتقي
إِنْ كنتَ تستسقي الغمامَ، فإِنني
مما تبلّ به غليلَكَ أَستقي
ما دام يجمعُنا فضاءٌ واحدٌ
ما الفرقُ بين مغرّبٍ ومشرّقِ؟
اللهُ لم يخلُقْ حُدوداً بيَننا
قلْ للذي اختلَق الحُدودَ أَلا اتّقِ
الناس عائلةٌ، فإن جاعَ امرؤ
في الصينِ جاعَ شقيقُه في جلّقِ
* * *
- 66 -
بين التَّعَصُّبِ والتَّدَيُّنِ فَجوةٌ
لا تنتهي، وحواجزٌ لا تُغلبُ
هذا هو الغيثُ الذي يُحيي ولا
يُؤذي، وذاك هو السَّحَابُ الخُلَّبُ
الدينُ نورٌ والتَّعَصُّبُ ظُلمةٌ
أَيخافُ نورَ الشمسِ إلاَّ المُذنبُ؟
من كان يُملي بالهراوةِ رأيَه
لم يَلقَ من جُلسائِهِ من يَكتُبَ
يا صاحِ لا تصلِ الضلالةَ بالهُدى
إِنَّ التَّقيَّ الحقَ لا يتعصَّبُ
* * *
- 67 -
ما بالُ أَصحابِ الجديدِ تهيأوا
للحربِ، واصطفّوا لها أَفْواجـا
الأَرضُ مادَتْ تحتَهم من رَهبةٍ
والجوُّ فوقُهُم اكفهرَّ وماجا
لبِسوا الرطانَةَ أدْرُعاً وتزاحفوا
للسخفٍ يعتمدونَه منِهاجـا
رَاجتْ بِضاعَتُهم ولكن عندَ مَن
يَدعون جَلجلَة الطُّبولِ رَواجا
يا أَدعياءُ الشِّعرِ لا تتبخروا
طارَ الدَّجاجُ وما يزال دجاجا
* * *
- 68 -
بُشّي إِذا عَبسَ الزَّمانُ، فما جَنى
شهْدَ السعادةِ غيرُ من يبتسمُ
مرآةُ نفسِ المرءِ صفحةُ خَدِّهِ
ما أَقبحَ الوجهَ الذي يتجهّمُ
تشدو الطيورُ طَروبةً رأدَ الضُّحى
ويغولُ بهجتَها المساءُ الأسحمُ
ليس العُبوسُ من الوَقارِ، وليسَ في
إِشراقِ وجهِكَ مَغرمٌ بل مَغنمُ
أَنا قد تجاوزتُ السَّماءَ ببسمتي
وعبستُ فانفتحتْ عليَّ جَهنَّمُ
* * *
- 69 -
مالي رأيتُك عابساً متجهماً
والكونُ حَولَكَ بالبشاشةِ يطفرُ
في الزَّمهريرِ لمن تبصَّر آيةٌ
تفسيرُهَا في الصيفِ حقلٌ مُثمرُ
لا ليستِ الدُّنيا كما صوّرتَها
صلاَّ يَفِحُّ وثعلباً يتنمّرُ
دُنياك لجٌّ قد يكونُ بقاعِه
صَدفٌ، ولكن فيه أيضاً جَوهرُ
فعلامَ تُبصِرُ قبحَهَا فإِذا بدا
لك حُسنُها أَنكرتَ أَنَّكَ مُبصِرُ
* * *
-70 -
لا فضلَ لي إِنْ أَسكرْتُكمْ خَمرتي
يا ناسُ إني لستُ غيرَ إناءِ
توحي إليَّ الشعرَ شفَّ نسيجُهُ
شقراءُ مثلُ الدُّرةِ الشَّقراءِ
جمعَ النقائِضَ، فهْو زفرةُ بائسٍ
حِيناً، وحِيناً زأرةُ استعلاءِ
فيه لأصحابِ العقولِ عوالمٌ
وعوالمٌ للجهلِ والجهَلاءِ
مَنْ لم يكنْ وتَراً لعشرِ أناملٍ
لا يَشرئبُّ لرُتبةِ الشعراءِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :410  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 401 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.