شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يا ستة فوق الستين..
[للعراقيين مَثَل يعجب به الشاعر يقول: "يا ستة فوق الستين"، ومعناها أنَّ من خسر ستين لا يهمه أن يخسر ستة تضاف إلى خسارته السابقة.. ومن هذا المثل استلهم الشاعر هذه القصيدة]:
وصديق راحَ يسائلني
عن عمري، عن حال سنيني
ما كانَ رُخاءً أو لَعباً
منها أو همّاً يُشجيني
ما كان ليالي باذخةَ النـ
فحات كوردِ النسرين
أم أشباحاً لا تتراءى
إلا في هيكلِ تِنّينِ
* * *
يسألني إن عشتُ فقيراً
أو كنت ربيب ملايينِ
يسألُ إن كان لنا (قصرٌ)
أم عشت (بكوخ) من طينِ
هل كانت (أمي) ترضعني
من لبنِ الصدرِ وتغذيني
أم كانت عندي (مرضعةُ)
شقراءُ الشعر تربيني
* * *
و(صبايَ) أكانَ على دِعَةٍ
أم كانَ عذاباً يُشقيني
و(شبابي) كيف معالِمه
هل كانَ غريب التكوينِ
و(كهولةُ)عمري هل بلغت
أملاً أحدوهُ ويحدوني
* * *
ويَظلُّ (صديقي) يساًلُني
والصمتُ بصمتي يُغريني
وخيالي يسرحُ في عُمُر
يجتازُ حدودَ (الستينِ)
فمضيتُ أطيرُ بأجنحَةٍ
صُنِعت من وَهمٍ ويقينِ
وأُحلّقُ يحملني فكرٌ
خالطهُ عقلي وجنوني
يسمو في أفْقِ (ملائكتي)
ويحط بأرض (شياطيني)
يَخترمُ القلبَ ليسألَهُ
عن سرٍّ فيهِ مكنونِ
أو (شكوى) ترقدُ متعبة
أو (أملٍ) فيهِ مدفونِ
* * *
دَبت قدمايَ وقد أوفى
ثلثُ (للقرنِ العشرين)
وتخُب الآن مودعةً
عاماً في (عقدِ التسعينِ)
والعمرُ بكل معارجِهِ
يمتد سراباً لعيوني
وقلوعي تضرِبُ في بحرٍ
بعواصفَ هوجٍ يرميني
لكني أُبحِرُ لا طمعاً
بالشاطئ حتى يأويني
أُبحَرُ لا تلوي أشرعتي
ضرباتُ الموجِ المجنونِ
أُبحِرُ والدنيا تسمعني
أنشدُ أشعاري بسكون
الناسُ تحدقُ بي عجباً
لا تعرف شجوي وشجوني
لا تَعرفُ حزني من فرحي
(تقوايَ) سواءٌ و(مجوني)
* * *
ستينَ أضعتُ وما عَرفتْ
عينايَ رفيفاً لجفوني
أكثيرٌ أن أخسرَ (سِتاً)
من عُمُري فوق (الستينِ)
[جدة، 7/11/1990م]
• • •
 
طباعة

تعليق

 القراءات :371  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 36 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج