شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أساطير كردية
اليوم في ربوع "كردستانْ" (1)
ستلتقي الجذور والأغصان
في مهرجان الفرح الممزوج بالأحزانْ
وتُقرَعُ الكؤوسُ بالكؤوسْ
تُنادمُ "اللاَّووكَ" و "الحير انْ" (2)
لتشربَ النخبَ الذي
تصنعه إرادة الإنسانْ
* * *
اليوم يُنثالُ الندى
يُقبّلُ الزهورْ
وتُعشبُ السفوح في الجبالْ
وتعبق الصخورْ
تُقطّر البسمة في الثغورْ
ويُقبِلُ الرسولْ
يُحدِّث العالم عن نَبؤَةٍ تَقولْ:
ها هو (كاوا) قادمٌ (3)
يخترق الوديان والسهولْ
يخترق الأزمان والعصورْ
مناديا بصوته الجهورْ
(قد نُشِرَ "الكرد" من القبورْ)
* * *
نحن غدونا أمة
تفهم في التاريخ
تكبر كل ساعة...
لكنها ترفض
أن تهرم أو تشيخ
تزرع أحلام الصبا
على السفوح الخضر والجبال
تعانق الأرض...
ولا تغرق في الخيال
لا تزرع الطموح والآمال
على جبال القمر الجرداء
أو تحرث في المريخ
لأنها قد أصبحت
تفهم في التاريخ
* * *
نحن غدونا أمة
تفهم في "الجغرافيا"
تعرف أين أرضها
وأين تمتد حدود الأرض
وأين (كردستان)
ما بين خطوط الطول والعرض
ترفض أن تصدق الأسطورة الحمقاء
تلك التي تقول:
إن وجود (الكرد) محكوم
بقانون الرضا والرفض
يصدره (البعض)
وقد يمسخه (البعض)
ذاك الذي تصوغه (المافيا)
تزور التاريخ و (الجغرافيا)
وتنكر المعقول والمنقول
* * *
أسطورةٌ
تقول إن (الكرد)
(أتراك) يعيشون على الجبال
أو(عرب)
كان أبوهم من (بني هلال)
أو أنهم (فُرسٌ)
أضاعوا العم والخال
وربما كانوا (هنوداً حمر)
قد أفلتوا من الغُزاة (الشُّقر)
تقول: إن (الكرد)
من سلالة الجِنّ (4)
مهودهم كانت توابيت
وقتلهم تسلية في ملعب الطغاة
أتقنها كل الطواغيت
وإنهم لم يعرفوا
حكاية الترشيح!
أو أسطورة التصويت!
* * *
قال لنا السادة:
إن الأرض في الخرائط الصماء
يرسمها (السيد)
كيف يشتهي
وكيفما يشاء
وهو الذي يعطي لها الأسماء
وهو الذي ريشته
تلون الزمان والمكان
والأشياء....
بالحبر، بالزيت.. وبالدماء
أو يمنع الرياح والهواء
ويمنع استحالة البخار والماء
وينقُلُ البلدان من مكانها
يعطي (لأوروبا) سهول (آسية)
ويرسم البحار وسط (البادية)
يجعل (هولندا) بلاداً عالية (5)
ويدفع الجبال نحو الهاوية
يستبدل الوجود
ويُعدِمُ الموجود
يستوطن الأرض التي تروقه
ويطرد (الهنود)
ويمنح (الأقصى)
ومهد (السيد المسيح) لليهود
ويبعث (العرب) إلى الشتات
يوزع الشعوب في القارات
يبعثر الأقوام
في شتى الكيانات
يجعلهم محض (أقليات)
معدومة التاريخ والصفات
تنتظر الرحمة
من عصابة (المافيا)
لأنها هي التي تخطط الحدود
وأننا نجهل علم الأرض والجغرافيا
وقد أضعنا الحِسَّ والوجود
لكنها إرادة الله الذي
ألهمنا الصُمود
حتى غدونا أمَّةً
تعرف كيف يُصنَعُ الخُلُود
* * *
نحن غدونا أمَّة
شبَّت عن الطوق
ولم تَعُد رؤوسنا ترفع باستحياء
نعرف أن تحتنا الأرض
وأن مجدنا فوق
فوق الجبال الخضر في بلادنا الخضراء
أبيض كالثلج الذي يعانق القِمَم
تسكنه همومنا
تنضح بالألم
لكنة يعمر بالشوق
إلى حياة حرة
يعيشها الأبناء في سلام
لأن (كاوا) مَزَّق اللثام
وأسفر الفجر على جبينه
وامتشق الحسام
لأن عين الله لا تنام
لأننا نؤمن بالله وبالإسلام
نؤمن أن الله في السماء
فد خلق الشعوب والأقوام
قال لهم: تَعارفوا... (6)
ولم يَقُل:
سوقوا شباب (الكرد) كالأغنام
يسوقها الجزار في الليل وفي النهار
مكتوفة اليدين
معصوبة العينين (7)
مصلوبة إلى جذوع النخل والأشجار
لتزرع الرصاص في صدورها
كتائب الإعدام
لأنها توجهت
لقبلة الله التي في (المسجد الحرام)
وأنها قد رفضت عبادة الأصنام
* * *
نحن غدونا أمة تفهم في الحساب
وتحسب الأيام والشهور
ولم تعد تؤمن بالمجهول
أو تُقدّمْ النُذور
لتتقي مخالب الذئاب
أو تسأل الجلاد
أن ينصف في العقاب
فيأمر السياط أن تُقسِطَ في العذاب
* * *
لقد صبرنا زمناً
كأنه الدُّهور
نحتسب الأعمار في طاحونة تدور
تدفعها عواصف الأهات
في صدودنا وتنهشُ الصدور
تأكل أعمار ضحايانا
تشرب من دموعنا
وتسلبُ الفرحةَ أعراسَ صبايانا
وتجعلُ (اللاَّووكَ) في شفاهنا
مرثيَّةً للأهل والأحباب
تبكي شهيداً ضمَّهُ التراب
أو غائباً عن العيون غاب
ولم يعدْ يُرجى له إياب
لكنّها.. صارت مدرسة لنا
تعلَّمَ (الكُردُ) بها مبادىءَ الحساب
واكتشفوا السِّرَّ الذي
يُدوِّرُ الدولاب
فأصبحت عيونهم
تميّز الماء عن السراب
* * *
نحن غدونا أُمَّة
تُحْسِنُ أنْ تفرحَ في الأفراح
وأن تُغنّي والأسى يكمن في الجراح
قلوبها تطير كالفراش
بين الزهور تنقل اللُّقاح
وتجعل الأرض بساطاً
باهرَ الألوان
يعبَقُ بالأريج من زهور (كردستان)
يرسم مجدَ أمة
كانت إلى أمس بلا عنوان
تمخرُ في سفينةٍ مقصوفة الألواح
تسوقها الرياح
بائسةً.. مهيضةَ الجناح
* * *
مَنْ مبلغٌ عني ضحايا (الكرد)
في القبور
بأننا نرسو على موانىء الأصباح
ونبعث البهجة في الأرواح
وننبؤ الموتى
بأن القدر المكتوب في الألواح
إرادةُ اللـه
وليس مُديةَ السفّاح
* * *
مَنْ مبلغٌ عني "أبا مسعودْ" (8)
أن بنيه حطموا القيود
وأن ريح الموت لن تهب من جديد
لتخنق الأطفال في المهود
وأنهم لن يشهدوا "حلبجةً" أخرى
وأن مجدهم يعود
على حصان أبيض
يخترق السهول والجبال
يبشر الأطفال
أن المحال لم يعد محال
أن غداً مستقبلٌ موعود
وأن (كردستان)
تحمل (للعراق) من سهولها
بشارة انتصار
فليهنأ الثوار
في (بغداد) و (البصرة) في (الأهوار)
وليرفعوا سلاحهم
على رموز الظلم والطغيان
ليعضدوا (ثوّارَ كُردستان)
ليرفعوا الراية في الآفاق
لأننا لا بد أن نبحر
من موانىء الأحزان
في (سفينة العراق)
لنبلغ الشواطئ الخضراء في أمان
ونكتب (الميثاق)
على جذوع دوحة (السمّاقْ) (9)
على جذوع النخل
وهو شامخ الأعناق
نكتبُهُ أخوّةً
رباطها.. الحب والوفاق
والمجد للعراق
• • •
طباعة

تعليق

 القراءات :505  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 35 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج