بعد التَّوادُدِ والتَّعاطفِ والرِّضَى |
وهنائنا ولقائنا بالموعدِ |
تَتجاهلينَ وتهجرينَ كأَنَّنا |
أَغرابُ في وادي الحياةِ العسجدي |
كنَّا الْتقينا وانْطلقنا كالمَها |
أَحبابُ نمرحُ في امتزاجٍ للغد |
كنَّا ائْتلفنا وارتضيْنا عشَّنا |
وعبيرُكِ الداني يضمِّخُ مِزْودي |
وحنانُكِ الرَّفَّافُ يعتنقُ الجوانحَ والفؤادْ |
* * * |
واليوم ماذا قد عراكِ وغرَّبكْ |
أَوْ ما الذي قد جدَّ منِّي يُغضبُكْ؟ |
رحماكِ هذا ليس صنعُ الحسنِ.. لا |
الحسنُ يسمو بالجميل ويُعجبُك |
* * * |
لم لا يُضيء جمالُك الباهي لنا؟ |
وتُعانقُ المشتاقَ بسمةُ نظرتِكْ |
يَكفيه منكِ رِضَى العيونِ وفيضُها |
ورؤَاكِ حلمُ وجودِه في بَسمتك |
والوصلُ بالأَوهام يُمتعُه.. وأَنتِ له المرادْ |
* * * |
الأَمسُ كيف نَسيتِ فرحتَنا بِه |
خلواتُنا وحديثُنا ولقاؤُنا |
قد كنتِ أَنتِ تُهيِّئينَ رياضنا |
ويزيدُ في حسن الربيعِ صَفاؤنا |
* * * |
تَتراقصُ الذِّكرَى وترسمُ حولنا |
أَيَّامَ لقيانا بصفو شبابنا |
وتُراقبينَ لنا طريقَ عبورنا |
دربَ التَّنَاجي والغِنَى بربابنا |
ونظلُّ نحلُم بالتَّقاربِ والتَّذكُّرِ في اتِّئادْ |
* * * |
واليوم أُنسيتِ الحبيبَ وحبَّهُ |
وشعورُه بكِ يقظةٌ أَورتْ هواهْ |
ورؤاكِ أَنتِ صباحُه ومساؤُه |
والفكرُ فيكِ شَواغلٌ غالتْ صِباه |
* * * |
يا أَنتِ.. سـوف يحـولُ عنكِ غراميـا |
ويجفُّ نبعُ الحسنِ فيكِ.. فلنْ أَراه |
إِلاَّ وسربلَهُ الخريفُ ودمدَمتْ |
آفاقُه بالحزن.. وابتأستْ رُؤَاهْ! |
والحسنُ هل كانتْ مباهجُه.. بفتنتك العبادْ |
إِلاَّ بِمنظاري وشِعري والتَأَمل في اعْتداد |
ما شئتِ كوني.. كنتِ حُلمي للتدَّاني والودادْ |