أَهذا أَنتَ حقّاً جئتَ يا قمرُ؟ |
بنصفكَ يا صديقي يطلعُ الخبَرُ |
ومعنىً شاحبٌ يَبكيكَ مرتعداً |
كأَنَّكَ مثلُهُ.. ثَكلَى وتَنتظر |
وماذا في انْتظاركَ هكذا تبدو- |
تُواري من جمالكَ أَمْ هو الخَطر؟ |
تَلفَّحْتَ السَّوادَ بنصفِكَ القاني |
وأَسفَر وجهُكَ الورديًّ.. يَسْتعِرُ |
* * * |
تُـراكَ هرِمـتَ يـا قمَـري ويـا فِتنـي |
وقد كنتَ الأَليفَ تَجوبُ في سكني |
وكنتَ مفضَّضَ الأَنوارِ مزدهياً |
بسحر اللَّيلِ.. والنجوَى على فَنني |
أَواهُ عليكَ يا بدرَ المَحاقِ هنا |
تَقاسمكَ الوجودُ وغربةُ الزَّمن |
فصاحبتَ السِّنين معربداً حيناً |
وطالعتَ الحياةَ بوجهكَ الحزِن! |
* * * |
أَهذا أَنتَ يا خلِّي وأَحلامي |
تُداعبُني بتقطيبٍ وأَوْهامِ؟ |
بنصف الوجهِ تَلقاني وفي خجلٍ |
كئيبٍ مكفهرٍّ.. يا رُؤَى الظَّامي؟ |
أَأَشكو منكَ أَمْ لك لوعتي الأُخرى |
وما في الصَّدر من شوقٍ وآلام؟! |
لنا اللهُ القديرُ.. وحسبُنا أَنَّا |
خطوْنا في مسارٍ شائكٍ دامي |
* * * |
أَهذي قسوةُ الأَيَّام تُضنينا |
أَمِ الغدُ يفتحُ الأبوابَ.. يدعونا؟ |
لنعبرَ في الهجير ونَصطلي روحاً |
ووجداناً وحسّاً نابضاً فينا |
شحوبُكَ من شحوبي رانَ في أُفُقي |
خريفيّاً.. يُمنِّينا ويسقينا |
كلانا شاعرٌ.. دوَّامةٌ تَمضي |
بدوراتٍ وأَطواقٍ ستَحوينا |
* * * |
فأَنتَ بأُفقكَ السَّيَّارِ تَنتَقِلُ |
مع الأَيَّامِ.. في تَسْيارِكَ الأَملُ |
فتطلُعُ من غروبكَ مرةً أُخرَى |
وبعدَ محاقكَ المحزونِ تَشتعل |
ولكنِّي أَرَى نصفِك القاني |
نَذيرَ غروبيَ المرقوبِ يَنْفعل |
أَراكَ شبابيَ المحرومَ.. واصْطرعتْ |
معالمُه بركبِكَ!! هل دَنا الأَجل؟ |
وأَسمعُ للصَّدى المجنونِ مكتئباً |
أُحاولُ أَنْ أُباعدَهْ.. فيَنهزلُ |
وأَدفنُ صوتَهُ لا.. لا يعذِّبُني |
وأَبعُد عن مداه.. وعنكَ أَرتحل |
* * * |
لأَنتظرَ الجمالَ بوجهك الزاهي |
بكلِّكَ تنتهي بدراً وتزدهرُ |
أُغرِّدُ في بهائك للخيال هنا |
وتشرُدُ فيكَ أَفكاري وتَنبهِر |
وشِعري فيكَ يَشدو الحسنَ يا قَمرُ |