شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
580- حنين إلى "صنعاء"
[مُهداة إلى الكاتب الناقد الشاعر عبد السلام الوجيه]:
ما احتسى راحاً ولكن طَرِبا
فانتشى يذكر أيّامَ الصِّبا
في رُبى "صنعا" وحيّى الله سفحَ رباها، وسقى تلك الرُّبى
والهوى نشوان في ميعته،
لا يبالي من جفا أو غضبا!
كلّ يومٍ وله في روضهِ
زهرةٌ تُذكي هواهُ إن خباَ،
ليلُه للحُبِّ والشعر، وقد
أخذا من عُمرهِ ما طلبا..
والضُّحى للمجد والعلم، وما
يتمنّى طامحٌ أن يكسِبا؛
* * *
يا رعى الله عهوداً سلَفَتْ
في "شُعُوبٍ" قبل أن ننشعبا،
حين كنّا.. ولنا من لَهْوِنا..
زاجرٌ لا يرتضي أن نتعبا..
والقوافي في فمي صنّاجةٌ
تُنشِدُ اللَّحن حنوناً مُعْرَبا
وأنا أشدو بها قرزَمَةً؛
تارة جدّاً، وطوراً لعبا،
أنشد الحبَّ وأهوى صوته
فلقد صار لي الحبُّ أبا،
لا أبالي حين أحسو لحنَه
كوثراً أرشفه أم لَهَبا!
ورفاقي في العلى أو في الهوى
مَنْ تُقابلْهُ تقابلْ كوكبا،
أريحيّاً صادقاً في وعدِه،
يأنف الضَّيم، ويقلو الكذبا،
والغواني والأغاني حولنا
قد قضت من كل شأوٍ مأربا. .
* * *
أين "صنعا" حبذا من مَرْبعٍ،
وأُوَيْقاتٍ مضت ما أطيبَا!
كلَّما نادمني من سفحِها..
صوتُ ذكرى، أو أتى عنها نبا
وجفَّ القلبُ وجاشتْ لَوعتي
في ضلوعي؛ صارخاً: واحَرَبا!
و"الفِلَيحي" و"القُزَالي" فيهما
قد نما حُبّي صغيراً، وحبا
بهما داري، ومحرابُ المنى
حيثما شبَّ شبابي، ورَبا..
* * *
ليتني لم أعرفِ "الحرف" فقد
كان دائي؛ لو ذكرتُ السَّببا؛
هِمتُ عن "صنعا" به منفعلاً
ليتني ما حدتُ عنها هربا
إنَّه "الحرف" الذي قِدماً به
عذَّب التّاريخُ من قد عذَّبا.
شُرِّدوا في الأرض ما استَخْذَى لهم، مطلبٌ إلاَّ وراموا مطلبا؛
والأُلى لَمْ يَعْرِفوه هجعوا؛
مَطْعماً طابوا، وطابوا مَشْربا.
ليتني قد ظلتُ أمّياً، ولم..
أدرِ ما قد أودعوه الكُتُبا،
* * *
ليتني لم أستمع شعراً ولم
أصغِ للناثر، أو مَن خطبا،
آه قد صدَّقتُ ما قالوه لَمْ
أسألِ الناصحَ مِمَّن جرَّبا!
وحملتُ الحرف أستهدي به
طُرُقي عَلِّيَ ألقى مذهبا.
ثلث قرنٍ كشريدٍ ما ثوى
في حِمىً إلاَّ وعنه اغتربا،
وهوى "صنعا" نشيدي في الدُّجى،
ورسولي كلَّما هبَّ الصِّبا،
وإذا مثَّلتُها في خاطري
سكرتْ روحي وغنَّت طربا.
بروملي: 17/12/1406هـ
22 أغسطس 1986م
حاشية: "شُعُوب" و"الفِلَيْحي" و"القُزالي" من أشهر حارات "صنعاء".
 
طباعة

تعليق

 القراءات :392  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 610 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.