شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
573- سؤال.. إلى الأستاذ أكرم زعيتر
[ماذا سيقول الأمير شكيب أرسلان؟]:
بين خوف النوى، وهمِّ الإِقامَهْ
لم يزل راصداً ليوم القيامَهْ
يتغنَّى بحب "ليلى"، ويبكي
عهد "سلوى" ويرتجي وصل "مامَهْ"
ويواري أشجانه، ويُداري
قُرَحاً من جراحِه المُلتامَهْ،
ولقد يَلتظي فيصرخ من جو... رِ زمانٍ، أو من تَجنِّي ظلامَهْ،
وإذا حسَّه الجوى وتمادى،
واستبدتْ به هموم السآمَهْ
لاذ بالذكريات؛ يستنشِق الماضي، ويحسوه، عنبراً، أو مُدامَهْ
ويُناجي أحبابه بالقوافي
فتسحُّ العينان سحَّ الغمامَهْ!
* * *
حفظ الله "أكرماً" حيثما كان، وأبقاهُ في ظلال الكرامَهْ،
سيدٌ من بني "زُعيتِر" لا نعرف منهم إلا فتىً علاَّمَهْ
للتُّقى قلبه، وللحقِّ والعدل، وبثّ الهدى، برى أقلامَهْ،
وإذا ما جفاه عهدٌ وظرفٌ،
ودَّع العهد -صابراً- بابتسامَهْ
ومضى نحو كتبه وأمانيه يعزّي بصبره أحلامَهْ؛
ما علت دعوة إلى الحق إلاَّ
كان للحق شيخه وغلامَهْ.
* * *
يا صديقي.. يا من على البعد لم أنس له فضلَه، ولا إكرامَهْ
لي "سؤالٌ" ظمآن يرجو جوابا
فلعلَّ الجواب يشفي أوامَهْ
أترى.. لو رأى الأمير "شكيبٌ"
ما نعاني من فرقةٍ ولآمَهْ
و"تريمٌ" تخاف هجر "ظفارٍ"
و"عراق الرشيد" يمقت "شامَهْ"!
ونوايا "إيران" تقلق من في "قطَرٍ" و"الكُويت" أو في "تهامَهْ"
وجحيم الأحقاد قد أكلت "لبنان" أكلاً، وأحرقت آكامَهْ،!
أتراهُ يرضى بكثر المباني
والنَّوادي، وما لها من فخامَهْ!
والمجلاَّت، والجرائد، والأسواق، والطُّرق، والجسور المقامَهْ!
و"فلسطين" لو رآها "شكيبٌ"
وهي في قبضة "اليهود" مضامَهْ،
وبنوها مشردون حيارى
والأسى ضاربٌ عليهم خيامَهْ
أتراه يطيق في الأرض عيشاً؟
أم تراه غمّاً يلاقي حِمامَهْ؟
ذاكراً عهده القديم وإخوان الصفا والوفا، وأهل الشَّهامَهْ
كلُّ ندبٍ إذا طغى الخطب لم يفقد تباشيرَ وجههِ وابتسامَهْ
يوم كنَّا -رغم الخصاصة- لا نبخل بالروح في سبيل الكرامَهْ
يوم كنَّا لا يقبل الضيم من يأمل عيشاً، أو من يُرجِّي السلامَهْ!
و"شكيبٌ" يخوض حرباً ضروساً
وله من أشياعه ألفُ "لاَمَهْ"
في جهادٍ مقدسٍ؛ ولقد كانت "صواريخُه" بها أقلامَهْ؛
يستمدُّ "البيان" من "مُحْكَم الذكْرِ"؛ فمن آيِهِ رَفَا أعلامَهْ،
وشباب الإِسلام في كل صقعٍ
عربيٍّ يستظهرون كلامَهْ،
كلُّهم يجأرون بالوحدةِ الكبرى، وكلٌّ مؤيدٌ إسلامَهْ،
يهبط المسلمون "صنعا" و"بغداد" و"مصراً" و"جُلَّقاً" و"المنامَهْ"!
لا يخافون "مَخْفراً" أو رقيبا،
دون "تأشيرةٍ" ودون "إقامَهْ"!
ما تراه يقول حين يرى الشعرَ صريعاً قد مزَّقوا أنغامَهْ؟
والقوافي مشرِّدات ثكالى،
والأعاريض قد غدت أيتامَهْ،
لا هزار في روحها يتغنّى،
لا ولا جنْبَه تنوح حَمَامَهْ،
لا "خليلٌ" ولا "الخطيبُ" ولا "شوقي"، ولا "الرافعي" يُحيِّي مقامَهْ
أتراه يرنوا إلينا بشوقٍ؟
أم تراه يبكي أسىً وندامَهْ؟
بروملي 24/6/1406هـ
5 مارس 1986م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :403  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 603 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .