إلى مَ؛ أريقُ الدمعَ بين النّوادبِ |
وأرثي رفاقي؛ صاحباً بعد صاحبِ؟ |
وحتَّامَ؛ لا أحظى بلُطفِ مبشِّرٍ.. |
بسِلْمٍ؛ ولا أُبْلَى بعنْفِ محاربِ؟ |
إلامَ، وحتّامَ البكاء؟ لقد وَنَتْ |
خلايا دماغي، بل وضاقت ترائبي! |
وقد سئمتْ نفسي الحياةَ وزورَها، |
ولم يبقَ لي فيما أرى من مآربِ؛ |
سوى زمرةٍ كانوا رفاقَ شبيبتي |
معاً؛ قد قضينا للعُلَى كلَّ واجبٍ؛ |
بقايا؛ أفدّيهم بروحي؛ وإن تكن |
مذاهبهم في الرأي غير مذاهبي! |
أراهم كأوراق الخريف تساقُطاً، |
ووحْدي أبكّي ذاهباً إثْر ذاهبِ؟! |
* * * |
عزاءاً "بني السقّاف"؛ فالحسَنُ الذي |
قضى نحبه، قد نال خير الرغائبِ، |
لقد عاش قدّيس السلوك؛ ضميرُهُ |
يؤازرُه؛ كالمستشار المراقبِ |
ولم يقترفْ ما ليس يُرضي إلهَهُ، |
ولم يأتِ ما قد يُسْتعَابُ لعائبِ، |
"ولائدُه" في "ساحلِ" الحبِّ والهوى |
نمتْ تتضاغى في صدور الحبائبِ، |
وما بين "دمّونٍ" و"صنعاء" والذُرا |
"بِصِيْرةً" يشدُو صوتها بالعجائبِ. |
فكان بها للشِّعرِ أوَّل ثائِرٍ.. |
على نسَق الأعشى ووزن "ابن غالبِ"، |
بلا نزقٍ، أو غفلةٍ، أو تعسُّفٍ، |
ولكنْ بتجديدِ الضَّنَى، والتجاربِ |
* * * |
عزاءً "بني السقّاف" إن فقيدكم |
قضى وهو راضٍ رغم أنف المتاعبِ! |
فلا برحت ذكراهُ بالحبِّ ثرَّةً… |
وبالرحمةِ الكبرى أدرَّ السحائب؟ |
وإن وقف القاري على رسم قبره |
لينْعَتَ ما في جوفه من مناقبِ |
فلا ضير إن صلّى وسلَّم؛ قائلاً: |
"هنا خيرُ مظلومٍ، هُنا خير كاتبِ" |