شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
557- القاضي أحمد الِجرافي
وجمَتْ في فمي حروف القوافي
حين قالوا: مات الصفيُّ الجرافي!
من تُرثي؟ ومن تعزّي؟ لقد مات إمام الأخلاق و"الأَعرافِ"؛
الهمام الذي بحزمٍ وعزمٍ
ظلَّ رمزاً "للعدل" والإِنصافِ؛
والشجاع الَّذي لآرائه كان مضاءَ الرِّماح والأسيافِ؛
والكريم الذي تسامَى عن التيهِ؛ يُرَاعي جيرانه ويُوافي؛
همَّةٌ لا تذِلُّ، زيْنَتْ بلطفٍ
لا يحابي، وقدرةٍ في عفافِ،
وأحاديثه التي عن رسول اللهِ تروي مكارم الإِيلافِ..
ووفاء لو كان للناس ميثاقَ حياةٍ عاشوا حياة التصافي؛
من أعزّي؟ ومن تُبكّي دموعي؟
وإلى من أزجي عزاء القوافي؟
* * *
لست أنسى لمّا نهدنا إلى "حجَّة" في زمرةٍ من الأشرافِ (1)
وفُلول الطِّغام من كلِّ غرٍّ
جاهل، أو مشايخٍ أجلافِ
أقبلوا كالذئاب من كل فجٍّ،
بطبول الوعيد والأرجافِ؛
و"الشماحي" كاللَّيث في القيد و "العنسي" "كنُعمان" مطرق الرأس حافي؛
وقضاة الضلال قد شرعوا كلَّ يراعٍ.. بسمِّه رعافِ..!
ولئيمٌ منهم كفورٌ جحودٌ.
أعرجُ الرأي، سيِّئ الأَوصافِ
يتهادى بين الصفوف كوحشٍ
رضع الخبث من ذئاب الفيافي
قد رجاه "الكبسي" شربة ماءٍ
فرماه بنظرةِ استخفافِ!
وتعالى بأنفه؛ مثل صلٍ
يصطَلي جوفهُ بسمٍّ ذعافِ
وإذا بالصفيِّ؛ يصرخ في القوم بصوت الحُلاحِل الرجاف
قال للمنتشي بخمرةِ نصْرِ،
وهُوَ لاهٍ عن صحوة الحق غاني:
أنتَ بين اثنتين؛ إمّا إماماً
يتحرّى شريعة الإِنصافِ،
أو غشوماً يحكِّم السيف غِرّاً
لا يُبالي عواقب الإِسرافِ،
غير أنَّ الذي نسامُ به اليوم… ينافي أعرافنا ويُجافي
واستكان "الإِمام" واصفرَّ رعباً
فهو أصلاً من معشرٍ أشرافِ!
* * *
أيُّ عذر للدمع إن لم يُوافي
يوم قالوا مات الصفي الجرافي؟
أيُّ نجمٍ هوى، وأيُّ منارٍ
خرَّ للعلمِ والتقى والعفافِ؟
عاش فذّاً في جيله لم يبعْ ديناً بدنيا، ولم يُبَلَ باعتسافِ،
* * *
أيُّها الميت أنت ما زلت حيّاً
خالداً في ضمائر الآلافِ،
إن تسعين حجَّة عِشت فيها..
حافظاً للحقوق و"الأعرافِ"
في وقارٍ ما إن عرفناه إلاَّ
خبراً معجزاً عن الأَسلافِ
سوف تبقى ذكرى لكلِّ "يمانٍ"
يقتنيها الأسلاف للأخلافِ
بروملي: 1405هـ/ 1985م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :361  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 587 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.