حيِّها؛ "ندوة" الأديب "الرفاعي"، |
الزكيّ النجّار، سَجْع الطباعِ |
المجلّي في كلِّ فنٍّ رفيعٍ.. |
والفصيح اللسان، عفّ اليراعِ |
حيِّها.. روضةً لكل أديبٍ |
ألمعيٍّ، أو ذي يراعٍ صناعِ |
ثمرات العقول فيها؛ وفيها |
شهواتُ الأبصارِ والأَسماعِ |
وقطوف الآداب قد أنضجتْها |
لهفات الإِتقان والإِبداعِ |
كلَّما جئتُ لاجئاً من ذنوبي |
مستجيراً أزور خير البقاعِ |
أرتجي رحمة، وأنشدُ غفراناً، وأشوي تفاهتي بالتياعي |
طار شوقي إلى "الرياض" بقلبي |
ودعاني لرؤية "الشيخ" داعي: |
وهو صنوي؛ مبادئاً، ووداداً، |
ووثوقاً بالواهب المنَّاعِ |
* * * |
لست أشكو نوائبَ الدهر إذ قد |
قوَّمت كلَّ مائلٍ في طباعي |
علَّمتني أنَّ الحياةَ متاع |
لغرورٍ، أو فتنةٍ، أو صراعِ |
والثَّرَى، والسلطان والجاه ما لم |
تُحْمَ بالعلم فهيَ شر متاعِ |
وكفافُ الحلال أكرم عند الله والعقل من غِنى الأطماعِ |
ومدار الأخلاق عفة حرٍّ، |
وتقى عالمٍ، وصبر شُجاعِ |
يا رفاق اليراع والعقل والدين، وما كرَّم الورى من دواعي |
ما فتئتُم أنَّى توجَّهتُ أنسي |
وحديثي في وحدةٍ واجتماعِ |
وأنا في مناكب الأرض أجري |
ثلث قرنٍ؛ وما طويت شراعي |
وإذا ما نزلتُ يوماً بقومٍ |
كان يوم اللِّقاء يوم الوداعِ |