شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
521- القدسُ قِبْلة المُسْلمين الأولى!
[من وحي قصيدة الشَّاعر أحمد المعلِّمي في بغداد.. و"القضية الفلسطينية"، ومؤامرة الصُلح الذليل]:
طَربتُ، لاَ شَغَفاً باللَّهو والطرب
ولا نزوعاً إلى هَزْل، ولا لعبِ (1) ،..!
ولا اشْتياقاً.. إلى ذِكرَى زَمانِ صبا!
ولا حَنيناً. لِوصْل الأَهْل، والصُّحُبِ،!
لكن سَمعتُ نِداءً وَالهاً. ضَرِعاً
تَروي ابتهالاتُهُ مَا حلَّ بالعربِ
فجُنَّ مِنه جنوني، واشتَوى أَلمي
وضَلَّ فيه ضلالي، الْتظى غَضَبي.!
* * *
أبَعد "ستّين عاماً" في الجهادِ طَمَتْ
بكلِّ ما جَلَّ، مِنْ هوْل، ومِنْ نُوَبِ (2) ..
لنحفظَ "الدّينَ" في القدْس الشَّريف" بلا
حَيْفٍ ولا عنْصرٍ باغ، ولا رَيبِ
نمضي نُوقِّع "صُلْحَا".. كي نعيش.. بلا
خوف من الجوع، والتشْريد، والعَطبِ
وَنحنُ "ستّون عاماً" دونَما وَجَل
خُضنا المكاره، نَرجُو رَاحةَ التَّعبِ (3) !!
لاَ.. لاَ.. بكُلِّ قبور "الأنبياءِ"، ومَنْ
في "القدس" أقْسِم بالإِسلام.. بالحسَبِ
بكلِّ مَنْ "هاجروا" عَنْها، وما بَرحوا
بين "الملاجئ، تحتَ الرُّعب، والكُرَبِ
مِنْ كل فارس هيجاءٍ، ومحتسب
لِلموت.. يمشي إليه غير مكْتَئِبِ!
"قواد معركةٍ، ورَّاد مَهْلَكة!
أوْتاد ممْلكةٍ، آسادُ محْتربِ.." (4)
تآمر الكَونُ.. "يَوماً مَا".. ليُخرجَهمْ
مِنَ أرضهم.. دُونَما جرم، ولا سبَبِ!
فَصَابَروا كلَّ عُدْوانٍ، و"قدسُهُمُ"
حلْمٌ، يُدَاري ضنَى الأمراضِ، والسَّغَبِ
هُم في "حِمَى" الأهل في "صَنْعاء" أو "عدنٍ"
أو في "المدينة أو "بغداد" أو "حَلبِ"
فكيف يَرْضونَ "صُلحاً" يَطْمسون بِهِ
حقًّا.. وَيُمحَى "جِهادٌ" خطَّ بالذَّهبِ؟!،
وبالدِّماء وبالأرواحِ.. يَبْذلها
رَخيصةً في سبيل الله.. كُلُّ.. أبي..؟!
وَمُسلمو "السنْدِ" و"الإيران" في لجَب
من المَشاعر تفدي أشْرفَ العَتبِ
سيزحفُونَ إذا داعي "الجهاد" دَعا
لله.. لا لِدَواعِي الثَّأرِ، والسَّلَبِ!!
"بني العروبة" هبُّوا من مضاجعِكم
واخْشوا إذا ما غَفَلْتُم سوء منْقَلَبِ!
لا تَتْركُوا "القدس" لِلأغرابِ، والتمسوا
نَصْر "العروبة" في"التَّوحيد" والغَلبِ
فالسَّيف أصْدق أنباءً من الكُتب
قد قالَها شاعرٌ في سَالِف الحِقَبِ
وقال شاعر "مصر" قَبْلَ "نَكْسَتِها":
"على الكتَائِبِ يُبْنَى الملكُ لا الكُتبِ"!
من ذا نُفاوضُ؟؟ كفُّوا عَنْ مَهازِلكُمْ!
هَلْ يقْبَلُ الشَّرع تَزْويرات مُغْتصبِ؟
الأرض مِلكٌ لنا -حقّاً- توارَثه.!
ابن لإِبن.. بصكٍّ عنْ أبٍ.. لأبِ..
هل في قَوانينكم: طردُ القطين، وأَنْ
تُعطى مواريثه. نهباً.. لمنتهبِ؟
"موسى" يضجُّ غَضوباً من مَزاعِمكمْ
ومِنْ "تَحاريفِكمْ" بالزّور، والكذبِ!
وأنْتُمُ مَنْ تَمَنَّى قَتْلَ "ناصِره"
"عيسى"، وشوَّهتمو التَّاريخ بالرِّيبِ،!
ما "للنّصارى" تَغاضوا عَنْ مَثالبكمْ
وأَسْدلُوا دونها الأَعذار كَالحجُبِ!
"عيسى" حزينٌ عليهم عندما جَنَفوا
عن شِرعة الحقِّ، والإِحسان، والحدَبِ!
سيّان، في "الشَّرق" أو في "الغَرب" قد نَصروا
"صهْيون" بغياً على "الإِسلام" و"العربِ"!
هَلاَّ اسْتبانوا هُدَى "الإِنجيلِ" وادَّكروا؟
أَمْ قَدْ صَبوْا "لخُوار العِجل"، وَ"الصُّلُبِ"؟!
* * *
يا قومُ! ذكرى "صَلاح الدين" ما برِحَتْ
في أرض "حِطّين" تَغْلي بالدَّم السَّربِ!
إذا تَنَاجتْ بعَدل فهو مَطْلبنا
وإن تَنَادَتْ بسِلْم الذلِّ.. لَم نُجبِ
* * *
تَماوجَ النّيل قَهراً، واغْتَلَى حَنقاً
لَمَّا تَسامعَ هَمسَ الصلح. عَنْ كَثَبِ!
صُلح "الحماقة"! و"البتْرول" حين به
شَحَّتْ نفوس ولم نُنْجِد لَدَى الطَّلبِ؟!
لا تظلموا "الشعب" إنْ "فَردٌ" تَعَنَّته!
فمصر مثوى الأباة السّادة النُّجبِ
"كنانة الله" في الدُّنيا، و"أزْهرُهَا"
يُدْلي إلى "القُدس" بالقُربَى، وبالقُرَبِ!
ووحَّدوا "العُرْبَ" بالإِسلام في أُمَمٍ
شَتى.. مِنَ "السِّند" حتى "المغربِ العرَبي"
يا "مصر" نَجوايَ في الأحشاءِ يَصْهرهَا
حبي، وتَحْصُرهَا الأَحْزانُ باللَّهبِ!
أنتِ التِي كنْتِ تُطْفين اللَّظى حَدَباً
فلا تكوني لَها "حمَّالَة الحطَبِ"؟
أستغْفر الشِّعر فالآسادُ ما فَتِئَتْ
تجولُ صابرة في غيلكِ الأشِبِ
لنا صلاتٌ، لنا دِينٌ، لنا لغةٌٌ
تَحْوي هُموم جميعِ العُرب في نَسَبِ
لَنا نُبالي صُروفَ الدَّهر إن عبسَتْ
يوْماً، ولن نتَحاشى الْعيشَ لم يَطِبِ
لأَنَّنا أمَّةٌ أهْدتْ لعالَمها
ما يرتجيهِ مِنَ الأدْيان، والكُتبِ
من "صخرةِ القُدسِ" قَد فاضَتْ ينابعها
عَلَى البريَّة بالإِيمان، والأَدبِ
بروملي: 15 شعبان 1399هـ
10 يوليو 1979م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :324  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 551 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.