عَرَاكَ الحنينُ بجُنْحِ الدُّجى |
إلى الأَهْلِ لمَّا خيالٌ سرى! |
تذكرْتُ "صنْعاء" مَهْدَ الشَّبا |
بِ وسالِفَ عيـشٍ بتِـلْكَ الـذرا |
لَيالي تَمتَـحُ مـاء الحيـاةِ شجـا |
عاً؛ كأنكَ لَيث الشَّرى |
وأَيَّامَ تَسْرحُ ما إن تَقُولُ: |
ماذا سَيَجْري؟ وماذا جرى؟ |
زَمانَ البَراءَةِ والعُنفوانِ |
وصَحْوِ شَبابِهما، والكرى |
* * * |
لماذا الحنينُ إلى بلْدةٍ |
بِها العِلمُ مُمْتَحَنٌ مُزْدرى؟ |
وأبناؤها هَلكوا بالخمولِ |
ولا يَسْأمونَ الفِرى والمِرى
(1)
|
أسَارى خُرافاتِ جُهّالِهم |
وأَوْهَامِ مَنْ غَشَّهم وافْترى |
لماذا الحنينُ لماذا الأنينُ؟ |
وأنت تَرى فيهمُ ما ترى |
وجلُّ الرِّفاقِ قد اسْتُشْهِدوا |
ومُعْظَمهم نُبِذُوا بالعَرا |
ولم يَبقَ إلاَّ رِفاقُ الرِّفاقِ |
وأبناءُ مَنْ غُيِّبُوا في الثرى |
* * * |
حناناً على مُدنفٍ خاشعٍ |
يخافُ الخضوعَ ويأبى الفِرى |
تعبَّدَ لِلْحقِّ يسْمو بِه |
وفيهِ يُشَافِهُ ما لا يُرى! |
"زمانَ الصِّبا؛ يا زمانَ الصِّبا" |
أَلاَ وَصْل؛ يُبْتاعُ أو يُشتَرى؟ |
أنا دَمْعَةُ "الأَزَلِ" المرْتجى |
على "أبَدٍ" مات قَبْلَ السُّرى |
رضَعتُ المنايا وقَطرتُها |
نِظَافاً؛ أُدَاوي بِها مَا اعْترى |
عَرَفْتُ بِجَهْليَ سِرَّ البقاء |
ومَعْنَى الخُلُودَ، ولُغْزَ الورى |
* * * |
"نزولُ كَما زالَ أجْدادُنا |
ويَبْقـى الزَّمـانُ على ما نَـرى"
(2)
|