شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المشهد الثاني
[المكان نفسه وإلى جانب جثة "البلبل"، يظهر "الهدهد" ومع إيقاعات "العود" باللحن الصنعاني القديم: "ولي في رُبا حَاجر"، يقول "الهدهد"]:
أنا.. أنا "العليمْ"
السرُّ لا يعرفه غيري أنا!
سرُّ "سليمان الحكيم"
وسرُّ "بلقيس".. وعرشها العتيد
وسرُّ قوة "العفريت"
والرَّمز، والرامز، والمرموز لهْ.!
واللُّغز، واللاَّغز، والملغوز بهْ.!
المجهـول: ومن مضى من الطُّغاهْ. صِفْهمْ لنا يا "هُدهد" الحياه
الهدهـد: كانوا جميعاً لا يطيقون الشباب
وحاملي الأقلام
ويكرهون "الروح" و "الثورة" و "الفداءْ"
وتلك سنة الطغاه؛
يقدِّسون الجهل والفناءْ
ويسحقون طاقة الحياه!
أنا الذي عشت منَايا جورهم
أنا الذي جرعتُ كأس ظلمهم
يصطنعون الخير أحياناً
لشرٍّ مُستطير
ويحسنون القول تمهيداً
لعدوانٍ كبير.!
السيف إن ظفروا
وإن خسروا.. الدموع؛
واللؤم إن قدروا
وإن هُزموا.. الخضوع
وتتغيَّر الألوان وتتعتَّم، ونحس بخطوات شبح، وعندما تُسلَّطُ عليه الأضواء، نرى فتاة جميلة هي "نُعاس" تنشد على إيقاعات العود..
نعـاس : يا بائع السَّهر
هات السَّهر
أينَ السَّهر؟
أنا كَرى، أنا "نُعاس"
أنا ابنةُ الأحلام
وطفلةُ الأوهام
أنا بقايا النوم
في جفن "ذي رُعين"
في اللَّيلة الأخيره
ليلة "غدر" "حمير"
"بتُبَّع" الكبير
أنا، أنا "نعاس"
يتحرك "ذو رعين" يقول:
ذو رعين : "نعاس" ابنتي
"نعاس" لذتي، وشقوتي
"نعاس" سهَري، وحلمي
"نعاس" أملي، وألمي
ماذا تريدين؟ وعمنْ تبحثينْ؟
أما سمعت ما يقول
"الهدهُد" الجميل
"ابنُ سليمان" الحكيم.؟
أما تخافين؟
أما تخافين؟
نعـاس : أنا.. أنا.. "نعاس"
طفتُ سماء "مأرب"
أبحثُ عن "رجل"
يَقْلى "الكَرى"
أو يعشقُ السَّهر.!
يعيش كالبشرْ
في أملٍ، وفي رجا
لكنني يا أبتاه
وجدتُ كلَّ الناس في
مشانق الحيرة جامدين!
عيونُهم مسحورهْ
جفونهم مبهورهْ
قد مات فيها الضوءُ والظلام!
والنور فيها باهتٌ
قد غسلتهُ لفحةُ القدر
بسرها الناري
فلا ضياءْ..! ولا ظلام
ولا "كرى"، ولا "سَهَرْ"..!
قلتُ لهم أنا "نعاس"
ابنة "ذي رُعين"
أنا هُنا أبحثُ عن "رجل"
فارتعشوا كأنهم
هياكل الأموات
ورقصوا
مثل خيالات الفناء
الهدهـد : (معترضاً):
مهلاً نعاس!
يا بانة "ذي رُعين"
هل انبعثت من جديد
تعترضينَ.. وتُناقشينْ؟
كم قُطِّعت "أصابعُ"!
كم سُملت "عيون"..!
لِرافعي "أصابع" اعتراضْ
أو فاتحي عيون احتجاج
نعـاس : (بصوت أجش):
نعم؛ أنا التي
في وجه كل حاكمٍ غشوم؛
رفعتُ "أصبع" اعراض
وفتحتُ "عين" احتجاج!
أنا؛ "المهاجرون"
و "العائدون" من جديد..
وتتعتَّم الأضواء.. ويتغيَّر الإِيقاع "بفرتاش" (1) يُمهد لإيقاعات اللحن الصنعاني: "يا مُغير القمر إن لاح جُنح الغياهبْ" تسجيل "الأخفش".. ويضجُّ صوت ليس فيه صوت:
يُفضي إلى الإِحساس في قوة نار؛
صوت "الخيال" يقول صارخاً:
الخيـال : أنا "الخَدَرْ" أبو العذاب
أنا.. أنا.. التيه أنا العقاب
"يا ابنةَ ذي رُعين" يا "نعاس"
هل تنشدين راحةً؟
نعـاس : نعم.. نعم أنشدُ راحةً
الخيـال : هناك "بائعُ السهر"
الشاعر الجديد
قولي له: بحق "ذي رُعين"
بشعره الرصينْ
بسرِّه الدفينْ
بحقِّ "تبَّع" القتيل
بحق " قحطان" الشريد
بحق "عدنان" الشهيد،
قطِّر نطافَ "يقظة" الحياهْ
في جفْني الملْدوغ..!
جفني أنا "نعاس"
يا صنوَ "ذي رُعين"
أنا المنى؛ معشوقةُ الأحرار
أنا التي يدعونها "نُعاس"؛
لأنها كانت بقايا حلمٍ
في لليلة الأخيرهْ
للحُبّ والأمانهْ
والصدق والحنان
في جفن "ذي رُعين"
الشاعر الأمين
وشردت هاربةً
من جفنه الحزين
فهبَّ مذعوراً
وسامر السَّهر
وألف السهر
حتى اجتوى
وسئمَ السَّهر
وناشد النوم، وهامْ
في قفر آلام السَّهر
ينادمُ الأشباح
نعـاس : أين ترى ألقاه؟
الخيـال : هناك في وادي الهموم؛
دكان شعر وفنون
لشاعر جديد
يعرضُ فيه السُّهد والحياه
لمن يريدُ يقظةً
أو سئم الكرى
وانتعشت عيونهم
وارتعشَت أجفانهمْ
وكرهوا الخَدَر.!
هناك في وادي الهموم
الشاعر الجديد
في كأسه تفورُ "نطفةُ" البقاء
و "قطرةُ" السَّهر
قولي له: أنا "نعاس"
ابنة "ذي رُعين"
بدمعه بشعره
بحقه المكينْ
على "اليمانيين"
بردّ "لظى" نومي
بلَّل "صدى" موتي
برشفه من السهر
بحق "ذي رُعين"
والشعر و "اليمن"
نعـاس : وما تُراه صانعٌ؟
الخيـال : سيزرَع السَّهر
على "الزوايا" في
عيونك الكحيلهْ
وينقشُ السُّهد على
جفونك الجميلهْ
ويطبعُ الحياة في
خدودك الأسيله!
من أجل "ذي رُعين"
والشعر، واليمن
[ستار]
 
طباعة

تعليق

 القراءات :527  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 240 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الجمعية النسائية الخيرية الأولى بجدة

أول جمعية سجلت بوزارة الشئون الاجتماعية، ظلت تعمل لأكثر من نصف قرن في العمل الخيري التطوعي،في مجالات رعاية الطفولة والأمومة، والرعاية الصحية، وتأهيل المرأة وغيرها من أوجه الخير.