شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
252- صـوت المحرومـين
حيِّ الدعاةَ الصامتينْ
بصوت آلاف السنينْ
واجأرْ، فإن لم تستطع
فاهمسْ، وتمتمْ بالأنينْ
فالتمتماتُ على الشفاه
تنمُّ عن ألمٍ دفينْ!
هتفت "بموسى" وابـن "مـر
يم"، وابن "آمنة" الأمينْ
بمكارم الأخلاق، بالإِيـ
ـمان، بالحق المبينْ!
* * *
لكن.. وضجَّ الخـوفُ وانـ
ـسحقَت أماني الضارعـينْ
الهاتفين بصوت "أحمـ
ـد" والهداةِ المصلحينْ
وبما به نادى "المسـ
ـيح" ورامه للعالمينْ
صوت العدالة، صوت
آمال الضحايا الكادحينْ
العاملين؟ ولم ينالوا
قط أجرَ العاملينْ
الصابرين! وما لهم
حلمٌ.. بفوز الصابرينْ!
الصائمين.. ولا ابتهاج..
"بعيد فطر" الصَّائمينْ!
* * *
باسم العدالة حطموا
أخلاقها.. متعمدينْ
قتلوا الحوافـز.. كـي يعيـ
ـش الناس موتى، عايشـينْ
مثل البهائم؛ لا خيال
ولا جمال، ولا حنينْ!
وتناخبوا السلطان؛ سفا
حين غُلْفاً ملحدينْ؟
يَتشاءبونَ، منَ الفوا
حش مُتخمينَ، مُخدَّرينْ
والله، لوْلا تِيه
أرْباب الثَراء العابثينْ
قد أسخط "الفقـراء" واستـ
ـعدى "الجيـاع" الحاقديـنْ
ما اسْطـاعَ رعـب الظلْـم
إسكات الدعـاةِ المخلصـين
ولمَا تمكَّن طاغياً
حكمُ الطغاةِ الآثمينْ
أين السـلامُ؟ وقـد غـزاهُ
الخوف في "البلـد الأمـينْ"!
في "القدس" أوَّل قبلةٍ
للْمؤمنين "المسلمينْ"؟
يا للحقيقة أصبحت
شوهاء كالحة الجبينْ
أيعيش أهلُ الأرض في
أوطانِهم مُتطامنينْ؟
ولهم حقوقُ العيش
فيها آمنين مرَفَّهينْ؟
إلاَّ "فلسطين" الأسـ
ـيرة في يد المستعمرينْ
أبناؤها خلْف الحدو
د مشتَّتين مُشردينْ!
"جـرحٌ يضـجُّ". ويستغيـ
ـثُ شعور قـوم جامديـنْ!
"وقضيـة تتلمَّـسُ" الإِنصـ
ـاف عندَ المعتدينْ!
* * *
يا صمتُ ليس الصَّمـتُ في
شرْع بإنصافٍ قمينْ!
بلْ بالصواعق قسوةُ
العدوانِ تصهرُ أو تلين!
و "الحقِّ" ما لمْ تحمِه
اسْتخْذى لبطـش "المبطلـينْ"
و "العدل"؟ لا عَدْلٌ
يسودُ بدون "قُـوَّة" قادريـنْ
وإذا "تكافأت" القوى
عاش الـورَى "متساويـينْ"!
* * *
بالحُبِّ. يـا صوتـي.. أفـقْ
واحرس حقُوقَ النَّائمينْ
حركْ مشاعرهم؛ أعدْ
فيهم حياةَ "النَّاطقينْ"
يا "صمت"؛ يا تيهي
كرهتُ الصمت هلْ لي أن أبينْ؟
سئمت لساني الصَّمت
إن الصَّمت ديـنُ العاجزيـنْ
* * *
أنا مُسلمٌ؛ فالنَّاس
أكفاءٌ؛ ومـن مـاءٍ وطـينْ
وأرى "الخروج" على
الطغاة المارقين الفاسقينْ
و "الصمتُ" كفرٌ
بالإِله وبالدَّعاة المرسلينْ
لو أنهم صمتوا لما
فزنا بوحيٍ، أو بدينْ
لو لم يثُر "زيدُ" و
"إبراهيم"؛ ما وضح اليقـين!
سمّوهُ: "جعفرُ" أو "أبوهُ"
أو "الرَّشيد" أو "الأمينْ"
و "هشام" أو "مروان" أو
حتَّى "مُعاوية" الرَّصينْ
لا فرق بين الأبعدين
إذا عَصَوا – والأقربينْ
للعَدل منظارٌ به
يمتاز صَفُّ المجرمينْ!
وهـو "الصِّـراط المسْتَقِيـمُ"
فلا "يسار" ولا "يَمينْ"
* * *
"الأكثريةُ" في بلادي
من عداد الميِّتينْ (1)
"الصَّامتين"، الصَّابرين
الخاضعين، الضَّائعينْ
واليوم، دينُ النّاس
دينُ الأقوياء المُبدعينْ
أهل القوى؛ مـن طائـرات
ومن مدافع، أو سَفينْ
و "الشَّرق" يشحتُ، أو
يثرثر أو يزيِّـفُ "ثائريـنْ"؟
يثبون "أحراراً"؛ فإنْ
جلسوا على الكُرسي الوضينْ
ركنوا إلى أطماعهمْ
وتوارثوها "مَالكينْ"
وتلاعبـوا بالدِّيـن والدُّسـ
ـتور، غير مبالينْ
* * *
هلْ قصَّةُ الإِنسان في
دُنْيايَ مأْساةُ السِّنينْ؟
منْ أنبياء مُصلبين
.. وأدعياء مُسلَّطينْ؟
أمْ أنَّ طغيان الضَّجيج
ودَمْدمات المُرْجفينْ؟
قـد أرعـب "المستضعفـين"
وأرهَبَ "المُتوهِّمينْ"؟
وقضى على حسِّ "البصيرة" في عيون المبصرينْ!
وأماتَ طاقات الهُدى، في ألسن المتكلِّمينْ
فتهافتوا مثل الفراش، وأجْفلوا متفرقينْ
لا ينطقون، وأيُّ نطقٍ للأسارى المُهطعينْ؟
"الصوت" سرُّ الله. فانصهروا به.. مُستغفرينْ
وتظلَّموا، لا تستكينوا.. لا تظلوا ساكتينْ
فالصَّمت ما يرضى به.. منَّا الطُّغاةُ الحاكمونْ
ليمارسوا طُغيانهمْ، و "الأكثريَّةُ" صَامتونْ
يا ليْتَكم؛ يا ليْتَكم يا ليْتَكم.. تتكلَّمونْ
* * *
"أسفي لأني" قد "أسفْتُ" وليس قومي "آسفينْ"
ألفوا "السكوتَ" على الهوان فقدَّسوهُ كارهينْ
وعرفتُ نفسي فانطلقتُ على جناح من يقينْ
أفضي بمكنوني؛ وفيه يصيحُ "صوتُ المؤمنينْ"
* * *
"أسفي لأنّي" لا يراني الخلقُ بينَ اليائسينْ
وارَيتُ آلامي.. فلمْ أزعجْ عيونَ النَّاظرينْ
وَوَأَدْتُها خوفاً عليها من "شمات" الحاسدينْ
والمُشفقين؛ ذَوي الدُّموع الذَّائبات من الحنينْ
قد كنتُ "بحراً" للدُّموع فصرتُ "قفراً" للأنينْ
بيت مري، لبنان: غرة ربيع الأول 1395هـ
13 مارس 1975م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :324  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 280 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[حياته وآثاره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج