شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
215- بحـر الدُّمـوع
[1]
بينَ الدموعِ
مع الدموعِ
و.. في الدموعِ؛
هموم أَيَّامي.. "تَعيشْ"
الدمعُ "عمري"
والدموع "مواهبي"
ودموع أحلامي بإحساسي تطيش
* * *
[2]
خُلِقَتْ حياتي للدُّموع
فَخلْتُها
لِلْبَطْشِ.. فانهزَمَتْ؛
بمعركةِ الحياهْ..!
الدَّمعُ لا يَسْطيعُ
تحقيقَ المنى
هل بالدُّموع
تريدُ تحطيمَ الطُّغاهْ..؟
* * *
[3]
كم قد بكيتُ مع "المطاعْ" (1) .
وكم بكيتُ مع "العَزَبْ" (2) .
لا بالدُّموع
نَصَرْتُ "حقّاً"
أو وَصَلْتُ إلى أَرَبْ!
ظلَّت دموعي في الهزائمِ
تَسْتغيثُ، وتَنْتَحِبْ
تَنْأَى
إلى أفُقِ القُنوطِ
وحينَ تُشْفِقُ
تقترِبْ!
* * *
[4]
دمعي أَسيرٌ
في مآقي الشعر
يصرخُ، بالثبورْ
قد صورتُه
يراعُ فنانٍ
كينبوعٍ يفورْ!
يهوى مفَاتِنَ "شهوةٍ"
في حَقلِ "أَهواءٍ" تدورْ
أهواء أَحلامي
وأَنغامي، ووهمي، والشعورْ!
* * *
[5]
بحرُ الدموع
سفينتي فيهِ
تتيهُ.. بلا "شراعْ"
ورياح أنَّاتي
أبادَتْ ما نصبت من "القلاعْ"
كم قد بكيتُ
على "رفاقِ" الدمعِ:
"زيدٍ" و "المطاع"
"خمرٌ" بلا "أَمرِ"
يُرجَّى، في "غدِ"؛ أو يُسْتطاع
* * *
[6]
دمعٌ بلا "أَملٍ"
له في الرُّوحِ
تمزيقُ الجراحْ
دمعٌ بلا "سَبَبٍ"
خبالُ "العجزِ"
في دنيا الكفاحْ
"ثر" تسترحْ
أو "فاندفِنْ"!
فَتُرِحْ!
ومن ماتَ استراحْ!
يا دمع عُمري
كيف لا تَهْمِي
على "الوطن" المباحْ؟
* * *
[7]
قد كنتُ يوماً أَشتكي
أنِّي أعيشُ بلا دُموعْ
واليوم "حزني" أَنَّني
"غَرْقان" أَفْهَقُ بالدُّموعْ
لا نورَ.. لا.. أَوهام
لا أشباح؛ لا أمل يضوعْ
وشراع "زورق" خيبتي
قد تاهَ
في "بحر الدموع"
* * *
[8]
دمع.. "المحبَّة"
دمعِ.. "أوهام" المنى
دمعِ.. "القُبَلْ"
دمعِ.. الذين "تشرَّدوا"!
دمعِ.. الذين بلا "أملْ"
دمعِ.. "الصداقةِ"
والأخوَّة، والزمالة، و "العمل"
دمعِ.. "السياسةِ"
حين أخفقَ سيفها
وبلا "عسَلْ"!! (3)
* * *
[9]
"بحرُ الدموع" يضجُّ
قد "ثارت" عليه "عواصفُ"
"الحاقدون" رياحهم
و "دموعهمْ".. تتضاعفُ
"يَسْتقطبون" الشرَّ
وهُو بطبعِه "يتآلفُ"
و "الخيرُ" لا مأوى لَهُ
في "الأرضِ"
بل.. هو.. "تالفُ"!!
* * *
[10]
دمعي كدمع "اليائسين"
يضيعُ في "بحر الدموع"
كالذَّائبات من اللآلي
حين تُذريها "الشموع"
هل تستطيع بأن تعودَ
لأصلِها.. بيدٍ صنوعْ؟
لا.. لا
دموع "اليأس"
ليس.. لها
إلى جفنٍ "رجوعْ"!
* * *
[11]
دمع "الندامةِ" تُرتجى
منه "الشفاعة" و "النجاهْ"
ما ذاب.. إلاَّ بعد صهرِ
جحيم آلام الحياهْ
كم قد شقيتُ
وكم تضاربَ
ما رآهُ، ولا أراهْ
نظرات "دمعي"
لا ترى الشيء الذي
يبدو سواهْ!
* * *
[12]
أنا بالدموعِ
أرى "الأُمورَ"
تكادُ مبهمة.. تمورْ
كطوارقِ الأَمواجِ
في مدٍّ، وفي جزرٍ تحورْ
رأيي "رهين" المحبسين:
غفول "نقصي" والشعورْ
ودموع "ضعْفي"
تحْتَويني
عند أي هوى "يثورْ"!
* * *
[13]
لا تستمع لي إن غضبتُ
ولا تطعْ لي أيّ أمرِ
سرّي كجهري
إن علمت به
وجهري، مثل سرّي!
وإذا تغَابى السرُّ منّي
أو تحايلَ أيّ جهرِ
فانظرْ لتعرفَ
هل سيجري الدمعُ؟
أو هو ليسَ يجري؟
فإذا جرى
فَهوَ الأَمانةُ، والصداقة، والوئامْ
وإذا تمنَّعَ
فَهوَ حقدي، والتمرُّد، والخصامْ
دمعي حياتي؛
إنْ أَرقتُ
فللمحبَّةِ والسلامْ
وإذا منعتُ
منعْتُ عن
أهل الخسَاسةِ والآثامْ
* * *
[14]
يا ليتَنِي أَسْطيعْ أَنْ
أُحصي.. فضائل أَدمعي
كم أَيَّدتْني
في مواقفِ
ذلَّتي، وتضرُّعي!
ولَكَمْ حَبَتْني النَّصرَ
والتَّصديقَ عند تمنُّعي!
كم رافقتْ صرعي همومي
دائماً.. ظلَّت معي!
* * *
[15]
يا ليت شعري!
هل.. بلا دمعٍ
حياةٌ.. قد تروعْ؟
هي سرُّ كلّ بطولةٍ
تنهار في قيد الخضوعْ
سر الهوى، والشوقِ
والأَشعار تصدحُ
والخشوعْ
سرُّ الحياة هي الدموع
فلا حياةَ بلا دموعْ
* * *
[16]
في السجن، دمعي كان لي
نعم الموالي والرَّفيقْ
في الحُبِّ
كان ليَ المواسي
والمعزِّي، والصديقْ
في الوهم
قد أفضى بسرِّ تفاهتي
كي أستفيق!
في البغض؛ قد سكب الحنان
على مهاترة الحريق
* * *
[17]
أيام دمعي قد ذوت
كزهور آمال اليتامى
وندى حياتي
قد غدا
كجفون آلام الأيامى
لا دمع، لا أحلام
لا أوهام
كُرْهاً.. أَو غراما
قد آن موتي، قد سئمت العيش
كيفَ، متى، إلامَ؟
* * *
[18]
لا تستغيثي يا جفوتي
بالجحيمِ، أو الضريمْ
أنا
إن هصرتُ الدمعَ جباراً
ولم أَكُ بالرَّحيمْ
فلقد أَلفتُ "النَّارَ"
بل هي جنةٌ فيها أُقيمْ
نضجتْ دموعي
قبل أن تعمي
على لهب الجحيم!
* * *
[19]
أنا دمعة اليأس
الذي قد ماتَ
في قفر المآتمْ
أنا نطفة الأمل التي
تهمي على قبر الملاحم
و "الماء" عنصر خلقتي
في "شهوةِ الترب" الملائم
و "النَّار" سرُّ "الماء"
قد مُزِجا معاً في جسم "آدمْ"
* * *
لندن: 12 ذي القعدة 1392هـ
17 ديسمبر 1972م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :360  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 243 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل بن عبد العزيز

نائبة رئيس مجلس مؤسسي ومجلس أمناء جامعة عفت، متحدثة رئيسية عن الجامعة، كما يشرف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عمرو الفيصل