من رسولي إليكَ يا "نعمانُ" |
يا رفيقاً شعارُه الإِحسان! |
كنت لي مرشداً حصيفاً |
فهل عندكَ يُرجى للتَّائِهين الأمانْ؟ |
لم أجدْ مهرباً من الغدر إلاَّ |
أنتَ.. يا مَن هو الصَّفا والحنانُ! |
فرَّقَتْنا الأوهام دهراً وها قَدْ |
جمعتْنا الأهدافُ والأشجان. |
* * * |
لستُ أنسى ونحن من ثلث قرنٍ |
في المآسي وفي العلا أقرانُ |
و "الزُّبيري" يسمو ويسرح |
في آفاقه! وهو شاعرٌ فنَّان |
وأنا في محاولات بياني |
أقْتَفِيهِ.. وأين منّي البيانُ؟ |
وأخونا "زيد" يصول كلَيْثٍ |
والزعيم "المقلَّدُ" "النعمانُ" |
تلك أسماؤنا شعارات مجدٍ |
تتباهى بذكرها الأوطان |
وإذا بي من بعد في صَفِّ قومٍ |
مسَّني منهمُ الأذى والهوانُ |
أسرفوا في المنى يزيِّنها "الفِعلى" |
أو "الْمَفْعلى"، أو "الفَعَلانُ"! |
والبهاليلُ في "المساجدِ" غرثى |
و "فلانٌ" من ضِمنهِم، و "فلان"! |
وإذا أنت بعدُ ضِمنَ أناسٍ |
يتولاَّهُمُ حَقودٌ جبانُ |
فتناجَتْ أرواحنا فتداعتْ |
لقواها الأسوار والقضبانُ! |
ضمن "سلك" "الأثير" قد جمعتنا |
كلمات يسمو بها الإِنسانُ |
قصةُ "البيتِ" و "النجاةُ" و "سِجْنٌ" |
و "قيودٌ" وما أتى "رمضانُ"! |
قلتَ لي: صرتُ في بلادي غريباً |
أسرتاي.. "الألمانُ" و "الطليانُ"؟ |
لم تَعد لي ولا "لمثلي" "صنعاءُ" |
كاد أن "يَستخف" بي "ذبحانُ" |
لا الرفاق الرفاق ممن ألفناهم |
قديماً.. ولا الزمان الزمان |
فاجأتنا "الأحداثُ" ممن ظَننَّا |
أنَّهم مثل قولهم "إخوان" |
قلتُ: كيف الخلاص؟ قلتَ بصبرٍ |
وجهادٍ يحثُّه الإِيمانُ |
إن يوماً في الغيب! |
يجتمع الأحرار فيه |
على حقوقٍ تُصانُ |
سوف يأتي |
والظلمُ دونَ نصيرٍ |
ويطيحُ العدوانُ، والبهتانُ |
فإذا بي وحدي |
مع الخوف والإِشفاق |
والكونُ ثائرٌ غضبانُ |
وعتادي مشاعري |
وسلاحي كلماتي |
وعدتي القرآنُ |
وجنودي المشردونَ الحيارى |
ورفاقي الآلامُ والأحزانُ |
هكذا.. والطريق يبدو طويلاً |
تتعاوى في دَربه الذِئبانُ |
ليس يدري ما في فؤادي سوى الله |
وصحب لعهدهم ما خانوا |
منهمُ من قضَى شهيداً، ومنهم |
قلَّةٌ في انتظار أمرٍ يُحَانُ! |
وإذا بالأخ "الزبيري" يقضي |
"مُسْتقِلاً" شعارهُ "الفُرقانُ" |
لم يكن وحده يُرادُ ولكن |
مَعَهُ "الإِريانيّ" و "النُّعمانُ"! |
رُعبُ قتلِ "الصديقِ" |
قد "أذهل" "الجاني"! |
فولَّى |
وهو الذليلُ، الجبانُ! |
وإذا "بالنعمان" في "السجن" قهراً |
والأسارى الإِخوان والأقران |
وإذا "بالويلات" تكتسح الأحياء |
والأفق كله نيرانُ |
و "اليمانون" في المفاوز صرعى |
تتهادى أشلاءها العقبانُ |
وإذا "إسرائيل" تعلنُ "حرباً" |
وعلى "العُرب" يزحف العدوانُ |
وإذا في "الخرطوم" |
يجتمعُ "القوم" |
وكلٌّ يزوغُ منه اللسانُ |
لا يُبالون |
"الروح".. يبقى مريضاً |
إن تعافى |
لزورِهمْ "جثمانُ" |
ما "فلسطين" عندهُمْ غير "بحثٍ" |
و "نقاش" يدارُ، أو"مهرجان"! |
تتبارى فيه "الخطابات" |
و "الأموالُ" |
و "الثَّائرون" و "التِّيجان"! |
"محنة" العُرب أن من ثار فيهم |
و "تولَّى".. أضحى هو "السُّلطانُ"! |
وإذا بي.. وأنتَ في أرض "لبنان" |
ولا "رِقْبةٌ" ولا سجّانُ! |
نبحثُ "الأمر" مخلصين |
لأنا قد فهمنا |
وسادنا العرفانُ |
لا نُبالي "الأسماء" مهما تفانى |
في رضاها "الأشباهُ" و"الفتيانُ" |
نرفض الجاهَ و"المناصب" والمالَ |
ولا يستذلّنا "الصولجان"! |
نحن لله والعباد.. عبيدٌ |
همُّنا العدل، والهدى والأمانُ |
لا نُبالي "عمروٌ" يسود ولا "زيدٌ" |
ولا "عدنانُ" ولا "قحطانُ" |
هَمّنا أن يكون للشَّعب رأيٌ |
واختيارٌ، وحكمه القرآن! |
لا اغتصابٌ للحكم بل بانتخابٍ |
يتولى "تَقْنِينَهُ" "برلمانُ" |
وسنبقى للعدل و "العلم" ندعو |
نهجُنا "الاستقلال" و "الاتزانُ" |