شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
33- اعتراف
[ألقاها صاحب الديوان بعد رجوعه من عدن أمام الإِمام أحمد حميد الدين في 10 جمادى الأولى 1364هـ الموافق 22/4/1945م، بتعز، قبل ارتقائِه العرش]:
خلّه يخلب النهي ببيانِه
ويناجي آماله بلِسانِه
دعهُ يبكي أحلامه بدموع
عُصِرتْ من شعوره وجنانِه
ويغنّي كما يشاء، ويسقي
ثمرات الأوهام من ألحانه
يرسل الصوت مظلماً كَمنَتْ.. فيه.. وفي لَفظه هموم جنانه
كالشعور الجريح، كالأمل الخـ
ـائب، كالطير ضَلَّ عن أفنانه
* * *
دَعه. دعهُ فإنَّه الشاعر الصَّا
دق في شعره وفي إيمانه
عرف الناس والحياة وجلاّ
ها بأنوار فكره وبيانه
ما رأى غر أوجهٍ كالحات
وقلوب كاللَّيل في طغيانه
تبعث الشر من دخائلها السود،
كصخر ينفضّ عن بركانه
* * *
أنا كالعابد الذي هجر الكون
وأمدى ولج في نسيانه
أثخنت قلبه الجراح فتياً
وغرور الشباب في عنفوانه
كم صروفٍ قاسيتها، كم ظروفٍ
كنت فيها كالميت في أكفانه
كالذي يغسل الظلام عن الأرض.. بدمع يسيل من أجفانه
أو كمن يعلن الكفاح، ولا
يملك من قوَّةٍ سوى إعلانه
أحرقت روحي الهموم، وما
شكواي إلاَّ بقية من دخانه
* * *
كيف أنشي قصائدي؟ كيف أشدو؟
غرق الطير في شجى ألحانه؟
شاقه روضه فعاد إليه
وارتقى ذاهلاً على أفنانه
أيغنّي؟ أم يرسل الدمع؟ أم ماذا؟
لقد ظلَّ حائراً في مكانه!
المعاني التي جفتهُ زماناً
أقبلت ملء قلبه ولسانه
والمغاني التي جفاها زماناً
عادها نادماً على هجرانه
كيف يرضى الجفاء والبعد صبٌّ؟
كيف ينبو الهمام عن أوطانه
كيف لا يستقرّ في غابه الليث
وفي غابه فخامةُ شانه
* * *
ليت بعض الأنام يعرف ما
أعرف أو يهتدي إلى عرفانه
قد عرفنا ما كان يخفى علينا
ودرسنا الكتاب من عنوانه
وعلمنا بأنك الأمل المرجوّ
في عدله وفي إحسانه
وعلمنا بأنك الحاكم الذَّائد
عن قطره وعن سُكانه
نظرة منك تهتك المضمر
المخفّى في خاطر الفتى وجنانه
ليس من يأخذ الكلام عن
الناس كمن يَسْتمد من ديّانه
* * *
ملك كالملاك، في قلبه الحاني،
وفي طهره وفي إيمانه
مَنْهلٌ للقلوب تشفي صداها
وتعبُّ الحياة من فيضانه
منحتهُ آمالها وأمانيها
ففازت بالجمّ من تحنانه
مشفق بالأنام يحنُو كما يحـ
ـنو أبٌ مشفق على صبيانه
تشهد العُربُ أنه (ناصر
الدين) ومشكاته، وليثُ عوانه
خلَّدت ذكره الوقائع في التـ
ـاريخ فهو الوحيد في سلطانه
كوكب يبهر الزَّمان سناه
جدَّ حتى سما على أقرانه
رمْتُ تصويره فطاش شعوري
ويَراعي لم يمض طوع بنانه
أين فنيّ؟ وأين سحر بياني
وقريضي والفَذّ من أوزانه؟
غرقت في أنواره كسفين البحـ
ـر بين الأهوال من طوفانه
أيها الراكب الخضمّ تَمهَّل
هل علمت البعيد من شطآنه
* * *
قد لجأنا إليك من كل ما نخشى
ومن لؤم دَهرنا وامتهانِه
وعرفناك قائداً وزعيماً
وغماماً نَعَلُّ من هتَّانه
وإماماً يحمي الحقيقية، والقرآن
والدين ذائداً عن كيانه
وكريماً كأنما صاغه الرحمن
من جوده ومن إحسانه
دمت للشَّعب حافظاً وأميناً
نَتفَيّا بوارفات أمانه
تعز: 1364هـ/ 1945م.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :318  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 55 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد عبد الصمد فدا

[سابق عصره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج