يضم هذا "الديوانُ" قصائدَ نَظمتُها بعدَ صُدورِ دواويني الثلاثة:
1- لزوميّات الشعر الجديد.
2- و"بنات الخَمسين".
3- و"ألف بَاءِ اللُّزوميّات"، وثلاثتُهن مَعَ رابِعهن هَذَا.. يحْوين معظم ما قلتُه من شعر.. وأنا بعيدٌ عن وطني "اليمن".. اختياراً، أو اضطراراً.. وهي -إلى- قصائد الغُربة والحنين. في دَوَاويني: "من اليَمَن". و"ألحان الشَّوق". و"الحَصَاد". تُكَوِّن "ديوانَ غُرْبتي".. وهو ديوانٌ أُعزُّهُ.. بَلْ وأعْتَز به حين يأتي كلُّ شاعرٍ بديوان غُربته، وما أكثر "المغْتربين" من "الشعراء" منذ قال "امرؤ القيس":
"بكى صاحبي لمّا رأى الدَّرب دُونه
وأيقنَ أنَّا لاحِقانِ بقَيْصرا"
إلى أن قال "المتنبي":
"تغرَّبَ" لا مستعظِماً غير نفسه
ولا قابِلاً إلاَّ لِخالقِه حُكماً.!
حتى قال "الزُّبيري":
كُشِفَتْ لي في "غُرْبتي" سَوءةُ الدُّنْـ
ـيا ولاَحَت هناتُها لعياني
دَعكَ "ابْنَ زُريق". و"الزَّنمة" و"الآنسي" و"شوقي". و"طه" و"الجواهري" وما قاله "فلان" من الأولين. وما قاله "فلان" من الآخرين: ونادر هو الشَّاعِرُ الذي لَمْ يَتَغرَّب؛ أوْ لا يحسُّ بالْغُربة ويَصبو إليها..
وكَم كان "متشاعراً". و"متماجناً" ذلك الذي فند "الغُربةَ" بنَظمه الركيك.. بل وقَالَ عَنْ شعرائها ما يَتحاشاه "الأدباء".. نَثْراً..(1).
لقد ترددتُ في "تسمية هَذَا الديوان الصَّغير؛ وخَطَرتْ بالْبال عِدة أسماء.. حَتى استيقظتُ فجرَ البارحة على "تَسابيح" و"ترانيم" عصافير "بروملي".. وتذكرت فضل ساعات استماعي لأنْغَامِها، وحواري مع بَعضِها.. وقلتُ "القَصيدةَ".. "مَعَ العَصَافير في "بروملي": واختَرتُها اسْماً للدّيوان: اعترافاً، وتَقْديراً؟
يعني "علي بن علي صَبْرَة" في قصيدته التي نشرتها مجلة اليمن الجديد: أبريل 1979 رداً على "لامية" الشاعر الكبير "أحمد المعلمي": وقد ردَّ "المعلمي" عليه ساخراً في "بائيته".