الإرهاق، والندم، وشوق الحنين، هي الحصاد المرعب "للموسم السياسي" الذي ظللت أجهد بمشاعري. وأفكاري. ومطامحي. وآمالي، في حقوله حوالي ثلاثين عاماً.
ومنذ سنة 1361هـ/ 1942م، لم يطمئن لي أمل في وطني. بل ظللت خائفاً أترقب بين "الغربة"و "المكاره" و "السجون".
ومنذ "ثورة" 1367هـ/ 1948م، لم أنعم بسكني "صنعاء" – مهد شبابي وأحلامي – بل ظللت بعيداً عنها، معتقلاً، أو منفياً، أو تائهاً في الآفاق.
ومنذ سنة 1382هـ/ 1962م، واليمن في صراع أليم.. خضْتُ جولته الأولى ضد ما رأيته طغياناً عسكرياً وتدخلاً أجنبياً.. ثم وقفت حين أصبح الصراع "معركة" أطماع، وخلافات يمنية.. أدعو إلى السلام. وأحذر من مغبَّة تقلبات الأيام.. وأخيراً استيقظت. وإذا..
وإذا "بالحصاد المرعب" من قلق. وإشفاق. وندم. يحتلّ كل "خزائن" قلبي وفكري.
وكان الشعر هو "المفرّ" وبه أحدو مطايا "الأشواق" من رحلة العمر – القصيرة إن شاء الله.
إن هذه هي "أسباب النزول".. لبعض قصائد هذا الديوان وبعض "الأسباب" قد تعمدت تجاهلها، كما أني آثرت نفسي بالألحان المنتحرة في محراب أشواقي، لأن "الجرثومة" الملعونة التي يسمونها "الإنسانية" لا تزال تمتص دمي، وتأكل أحاسيسي..
وصورها "المتحركة" قد ترعب من لا يَستسيغون نشوة القلق. حين تسامر "الخيال" على مائدة "الشياطين"؟.