شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
فرتاش (1)
لكل لحن من هذه الألحان قصة عذاب مرير وطويل.
عذاب "الحنين" يرهقه "الشوق" ويضنيه الألم.
عذابُ "الغربة" يوريها "التوق" ويمزقها "الندم".
عذاب "الحب" شردته "الوساوس" وقدسته "الأوهام".
عذاب "الطموح" هيض جناحه فجأر بالشكوى. ولاذ بالأوزان والقوافي.
الإرهاق، والندم، وشوق الحنين، هي الحصاد المرعب "للموسم السياسي" الذي ظللت أجهد بمشاعري. وأفكاري. ومطامحي. وآمالي، في حقوله حوالي ثلاثين عاماً.
ومنذ سنة 1361هـ/ 1942م، لم يطمئن لي أمل في وطني. بل ظللت خائفاً أترقب بين "الغربة"و "المكاره" و "السجون".
ومنذ "ثورة" 1367هـ/ 1948م، لم أنعم بسكني "صنعاء" – مهد شبابي وأحلامي – بل ظللت بعيداً عنها، معتقلاً، أو منفياً، أو تائهاً في الآفاق.
ومنذ سنة 1382هـ/ 1962م، واليمن في صراع أليم.. خضْتُ جولته الأولى ضد ما رأيته طغياناً عسكرياً وتدخلاً أجنبياً.. ثم وقفت حين أصبح الصراع "معركة" أطماع، وخلافات يمنية.. أدعو إلى السلام. وأحذر من مغبَّة تقلبات الأيام.. وأخيراً استيقظت. وإذا..
وإذا "بالحصاد المرعب" من قلق. وإشفاق. وندم. يحتلّ كل "خزائن" قلبي وفكري.
وكان الشعر هو "المفرّ" وبه أحدو مطايا "الأشواق" من رحلة العمر – القصيرة إن شاء الله.
إن هذه هي "أسباب النزول".. لبعض قصائد هذا الديوان وبعض "الأسباب" قد تعمدت تجاهلها، كما أني آثرت نفسي بالألحان المنتحرة في محراب أشواقي، لأن "الجرثومة" الملعونة التي يسمونها "الإنسانية" لا تزال تمتص دمي، وتأكل أحاسيسي..
وصورها "المتحركة" قد ترعب من لا يَستسيغون نشوة القلق. حين تسامر "الخيال" على مائدة "الشياطين"؟.
أحمد بن محمَّد الشّامي
بيروت: 9 ذي الحجة 1389هـ
16 يناير 1970م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :574  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 12 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج