شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الأستاذة فريدة محمد سرور الصبان))
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله. ثم الشكر والتقدير لصاحب "الاثنينية" الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه، حيث لم يسبق "للاثنينية" بحسب علمي تكريم شخصيه لم تعد على قيد الحياة. وحديثي عن والدي رحمه الله رحمة الأبرار، حديث الابنة المعجبة بأبيها وكل فتاة بأبيها معجبة كما يقول المثل. وسأختصر الحديث لضيق الوقت في سرد ثلاثة مواقف يكشف كل موقف منها عن صفة من الصفات التي كان يتميز بها:
(الموقف الأول): أخي حسن رحمه الله هو بكر والدي وكان حبة قلبه وسلوى فؤاده وقد توفي في حياته، وأحسب أن حزن والدي ومعاناته لفقده لا يمكن أن تقل عن تلك الدرجة من الحب، ومع ذلك لم نر على وجهه أو في كلامه ما يكشف عن حزن أو ألم، عندما عاد من المقابر بعد دفنه فقد دخل إلينا مباشرة يتلقى تعازي سيدات العائلة وبناتها، فتلقاها مبتسماً، ثم نقل دفة الحديث إلى مواضيع أخرى ليس لها علاقة من قريب أو بعيد بالحبيب الذي عاد من دفنه لتوه.
(الموقف الثاني): كان (رحمه الله) حريصاً على أن نطلب العلم وعلى أن نلتحق بأفضل المدارس والمعاهد، وقد جعله ذلك الحرص أن يرسلنا إلى بيروت للدراسة، ودفع البنات إلى السفر إلى الخارج في ذلك الوقت كان من الأمور النادرة الحدوث، وفي بيروت أدخلنا مدير أعماله إلى مدرسة الشويفات، وهي مدرسة الراهبات ومدارس الراهبات آنذاك كانت من أفضل المدارس وفي أول إجازة عدنا فيها إلى المملكة أذكر أنه جلس معنا وطلب مني قراءة الفاتحة فوجدني نسيتها فما كان منه إلا أن أعادنا فوراً إلى المملكة.
(الموقف الثالث): كان أبي رحمه الله شديد الارتباط بأخويه، أي عمي (عوض) وعمي (عبد الله) فقد توفيا قبله، وروى لنا أحد رجال العائلة أنه قال عند وفاة عمي (عبدالله)، لما مات عوض اتكأت بعبد الله ولما مات عبد الله انكسر ظهري، وقد كان (رحمه الله) شديد الحرص على رعاية مصالح أبنائهما بحيث لم تمنعه مشاغله وارتباطاته من تخصيص مساحات من وقته لاستقبالهم والجلوس معهم. ولازلت أذكر جلسته في غرفة نومي مع أبناء عمي عبد الله وبينهم صغرى بناته، التي لم تتجاوز الثالثة من عمرها ليستمع لما في جعبتها من نكات حفّظوها إياها، وفي كل جلسة كانت تختتم بنكتة وضحكات من عمها الحنون، ذلك ما سمح به الوقت من مواقف ذات دلالات أحسّها عميقة، وأختم بالشكر والامتنان للمبادر إلى الاحتفاء بمحمد سرور الصبان ولكل من حرص على الحديث عنه، والذين حرصوا على الحضور من الإخوة الكرام والأخوات الكريمات. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة
 القراءات :289  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 196 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج